
عربي
لم تمضِ فترة طويلة منذ أن كانت المنافسة بين مانويل نوير ومارك أندريه تير شتيغن تصنع صراعاً محتدماً على مركز حراسة المرمى في منتخب ألمانيا. لكن مع اعتزال نوير الدولي وتراجع الحالة البدنية لتير شتيغن، أصبحت حراسة "المانشافت" في وضعٍ يُوصف بالحرج. وفي خضم هذا الفراغ، برز اسم نوح أتوبولو (23 عاماً)، الذي أصبح حديث ألمانيا بفضل تألقه اللافت في التصدي لركلات الجزاء في البوندسليغا.
بدأ أتوبولو مسيرته في نادي فرايبورغ قبل عشر سنوات، وواصل التطور حتى خاض أول مباراة رسمية مع الفريق الأول في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 بكأس ألمانيا أمام سانت باولي. وخلال موسم 2023-2024 أصبح الحارس الأول للفريق، ومنذ ذلك الحين شارك في 84 مباراة، خرج منها بشباك نظيفة في 29 مناسبة (بنسبة 35%)، بحسب تقرير لصحيفة ماركا الإسبانية، أول أمس الأحد. وفي الموسم الماضي، كان ثامن أفضل حارس في البوندسليغا بنسبة تصديات بلغت 69.2%، مساهماً بوضوح في عودة فريق فرايبورغ إلى المسابقات الأوروبية.
أتوبولو.. "قاتل" ركلات الجزاء
يُعرف أتوبولو بردّات فعله السريعة وقدرته على القيام بتصديات مذهلة، لكن تفوقه من نقطة الجزاء هو ما جعله يخطف الأنظار في ألمانيا. ففي موسم 2023-2024، تصدى لركلتين من أصل خمس، وفي الموسم الماضي أنقذ أربع ركلات متتالية، قبل أن يواصل السلسلة هذا الموسم بإيقافه ركلة جديدة أمام فيردر بريمن في الجولة الرابعة، وبذلك أصبح أول حارس في تاريخ البوندسليغا يتصدى لخمس ركلات جزاء متتالية. وحول هذا قال: "التصدي لركلة جزاء خامسة على التوالي أمر جنوني، أشكر الله على ذلك، فهذا ليس شيئاً يمكن اعتباره عادياً. نحن بصفتنا حراساً نحلل دائماً ركلات الجزاء قبل كل مباراة، وأنا فقط من ينفذ الخطة داخل الملعب. لقد نجحنا في الفريق خمس مرات متتالية، وأتمنى أن تستمر السلسلة".
ورغم اعترافه بأنه يمتلك "بعض الحيل"، إلا أنّه رفض الكشف عنها قائلاً: "الأمر يتعلق بالتحضير النفسي والعملي، فأنا أمضي وقتاً طويلاً في دراسة تسديدات المنافسين، حتى أكون جاهزاً للحظة الحاسمة". وتشير الإحصاءات إلى أن أتوبولو يمتلك نسبة نجاح تبلغ 62.5% في التصدي لركلات الجزاء، وهي ثاني أعلى نسبة في تاريخ البوندسليغا، بعد الحارس نيكولا فالسيج (سانت باولي).
المونديال في الأفق
تألق الحارس الشاب لم يمر مرور الكرام على المدرب الألماني يوليان ناغلسمان، الذي قرر استدعاءه لصفوف المنتخب الألماني الأول، بعد إصابة الحارس أوليفر باومان. وقال أتوبولو عن هذا الاستدعاء: "ذهبت إلى المنتخب بهدف التعلم قدر الإمكان، وسأكون صادقاً إذا قلت إن حلمي هو أن أثبت نفسي وأكسب مكاناً في المنتخب الأول".
أما ناغلسمان، فصرّح قائلاً: "نحن نمر بمرحلة حساسة في الدفاع مع تعدد الإصابات، واستدعاء أتوبولو يأتي في إطار ضخ دماء جديدة. هو حارس أظهر ثباتاً كبيراً في مستواه هذا الموسم، ويتناسب تماماً مع متطلبات المنتخب الحالي". ومع اقتراب كأس العالم 2026، بدأ اسم أتوبولو يتردد في أوروبا، إذ كشفت تقارير إيطالية أن نادي إنتر ميلانو يراقبه عن كثب تمهيداً لخلافة الحارس السويسري يان سومر.
