هل تنجح باراغواي بالتحوّل إلى مركز تكنولوجي في أميركا الجنوبية؟
عربي
منذ 5 أيام
مشاركة
تسعى باراغواي، الواقعة بين البرازيل والأرجنتين في أميركا الجنوبية، إلى بناء قطاع تكنولوجي متطور وعالمي، مستندةً إلى ميزة فريدة هي وفرة الكهرباء الرخيصة والنظيفة، بحسب تقرير نشره موقع "بي بي سي"، الاثنين. وتعدّ الخبيرة التقنية والشريكة في شركة التكنولوجيا سايبرسونز، التي يقع مقرها في العاصمة أسونسيون، غابرييلا سيبيلس، إحدى أهم الشخصيات التي تسعى لأن تساهم في "تحويل باراغواي إلى وادي السيليكون في أميركا الجنوبية"، بحسب ما قالته لـ"بي بي سي"، وذلك بعد أن بقي قطاع التكنولوجيا مهملاً لوقتٍ طويل من قبل الحكومة، وهو أمرٌ آخذ في التغيّر. ولدت سيبيلس لوالدين يعملان في قطاع التكنولوجيا، وهو ما شجعها على السفر إلى الولايات المتحدة للدراسة. بعد التخرج، أمضت ثماني سنوات تعمل في وادي السيليكون بالقرب من سان فرانسيسكو، وتنقلت بين عدة شركات تكنولوجية أميركية ناشئة، لكن بدلاً من البقاء الدائم في الولايات المتحدة، قررت أن تعود إلى وطنها باراغواي. وهي الآن تساعد في قيادة الجهود الرامية إلى بناء قطاع تكنولوجي كبير وجذب عددٍ من عمالقة القطاع. قالت سيبيلس: "لقد رأيت بنفسي التأثير الذي يمكن أن تحدثه التكنولوجيا في حياتك. وبعد أن اختبرت عالماً مختلفاً تماماً في وادي السيليكون، شعرت بأن من مسؤوليتي أن أعيد تلك العقلية إلى الوطن وأدمجها مع المواهب التي أراها في باراغواي". تأمل الحكومة أن يجذب فائضها من الكهرباء النظيفة والرخيصة شركات التكنولوجيا العالمية، خصوصاً تلك المهتمة بتلبية الطلب الهائل على الطاقة في مجال الذكاء الاصطناعي. تنتج باراغواي الكهرباء من خلال الطاقة الكهرومائية، معتمدةً على سد إيتايبو الضخم على نهر بارانا، الذي يشكل جزءاً من الحدود بين باراغواي والبرازيل. ويعد هذا السد من أكبر محطات توليد الطاقة الكهرومائية في العالم خارج الصين، ويوفر 90% من احتياجات باراغواي من الكهرباء و10% من احتياجات البرازيل. سمح ذلك لباراغواي بالحصول على فائض من الكهرباء جعل أسعارها الأدنى في أميركا الجنوبية، ووضعها في طليعة الدول المنتجة للطاقة النظيفة في العالم. وقال رائد الأعمال في مجال البرمجة سيباستيان أورتيز-تشامورو: "إذا كنت تريد إنشاء أي استثمار تقني مثل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، ضع في اعتبارك أن الطاقة الكهرومائية متجددة ومستقرة في الوقت نفسه". وأضاف: "مقارنة بمصادر الطاقة المتجددة الأخرى مثل الرياح أو الشمس التي تتقلب، فإنها أكثر جاذبية لإنشاء مراكز بيانات أو أي نشاط كهربائي مكثف يحتاج إلى مصدر طاقة ثابت". وأشار إلى أنه بالإضافة إلى إيتايبو، وسد ياكيريتا الكبير المملوك للدولة، يمكن للشركات الخاصة أيضاً بناء منشآتها الصغيرة بسهولة. خلال زيارته إلى كاليفورنيا العام الماضي، التقى رئيس باراغواي سانتياغو بينيا مع ممثلين عن شركات مثل "غوغل" و"أوبن إيه آي" لتشجيعها على الاستثمار في بلاده، من دون أن يكون لها انعكاسات على أرض الواقع بعد. بالنسبة إلى وزير التكنولوجيا، غوستافو فيلياتي، فإن طموحات باراغواي منطقية، وقال لـ"بي بي سي": "لدينا أصغر فئة عمرية سكانية، ولدينا الكثير من الطاقة الخضراء المتجددة، ولدينا ضرائب منخفضة واستقرار اقتصادي". كما كشف عن منتزه رقمي جديد من المقرّر أن يبدأ بناؤه قريباً. بدورها، لفتت رئيسة غرفة صناعة البرمجيات في باراغواي، فانيسا كانيتي، إلى أن هناك "عملاً دؤوباً لخلق كتلة من مهندسي البرمجيات والمبرمجين وكل ما تحتاجه لتقديم خدمات برمجية". وعلى الرغم من التفاؤل السائد بين خبراء التكنولوجيا حيال مستقبل القطاع في باراغواي فإنهم واقعيون أيضاً. قالت سيبيلس إن هناك مشاكل تواجه الشركات مثل البيروقراطية التي قد تؤخر الأمور، أو صعوبة مواءمة العقود المحلية مع المعايير الدولية. لكنها أضافت: "إذا جعلنا الابتكار في صميم كل شيء، واستفدنا من جميع المزايا التي تمتلكها البلاد، فأنا أعتقد أن باراغواي يمكن أن تصبح قوة عظمى".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية