ترامب يعلن من شرم الشيخ بدء ثاني مراحل اتفاق غزة
عربي
منذ 6 أيام
مشاركة
شهدت مدينة شرم الشيخ المصرية مساء اليوم الاثنين انطلاق القمة الدولية بشأن غزة التي تُعقد برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب، والتي تُوجت بلقاء ثنائي رفيع المستوى بين الزعيمين، ولقاءات مكثفة مع قادة دوليين بارزين، هدفها تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة والدفع نحو مرحلة ما بعد الحرب. في مستهل اللقاء الثنائي الذي سبق انعقاد القمة، دعا السيسي الرئيس الأميركي إلى دعم ورعاية المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة، قائلاً: "نرغب في دعم الرئيس ترامب ورعايته في مؤتمر إعادة الإعمار في غزة"، وهو ما أجاب عنه ترامب بالقول: "بالتأكيد ذلك شيء جيد". وأكد السيسي، خلال الجلسة الرسمية المشتركة لـ"قمة شرم الشيخ للسلام"، أن ترامب هو "الوحيد القادر على إنهاء الحرب وتحقيق السلام في منطقتنا"، مشدداً على أن القاهرة تعمل على "تثبيت وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن، وتسريع تحرير الرهائن وتسليم الجثامين، تليها عملية إدخال المساعدات الإنسانية على وجه السرعة". وأضاف السيسي أن التنسيق مع الولايات المتحدة مستمر، ومصر "مستعدة للعمل على ما يلزم من إجراءات لضمان تحقيق هدفي السلام والاستقرار في الشرق الأوسط". واختتم السيسي تصريحاته موجهاً التحية للرئيس ترامب: "أرحب بالرئيس دونالد ترامب، وأشكره أنا والمصريون على سعيه للسلام". من جانبه، أشاد الرئيس الأميركي بالدور المصري، واصفاً السيسي بـ "الزعيم القوي"، ومؤكداً أن "مصر لعبت دوراً بالغ الأهمية في الاتفاق" وأن الولايات المتحدة "ستكون دائماً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي". وكشف ترامب أن محادثات المرحلة الثانية بشأن اتفاق غزة قد بدأت بالفعل، معتبراً أن "المراحل متداخلة إلى حد كبير". وتابع ترامب: "نمر بفترة متميزة جداً في الشرق الأوسط"، متوقعاً أن يشهد العالم "الكثير من التقدم". وأشار ترامب إلى أن قطاع غزة بحاجة ماسة لعملية إزالة الركام، قائلاً: "هناك الكثير من الركام والأنقاض في غزة والقطاع في حاجة إلى عملية تنظيف"، مضيفاً أن "إعادة الإعمار خطوة ضرورية لعودة الحياة إلى طبيعتها في القطاع". كما أعلن ترامب أنه يود "انضمام السيسي لمجلس السلام لإدارة غزة"، وهو ما رد عليه السيسي بقوله: "سأكون موجوداً إذا كنت أنت موجوداً". وأشار ترامب إلى أن واشنطن ستشارك في البحث عن جثامين المحتجزين الإسرائيليين المفقودين، قائلاً: "أعتقد أن هناك بعض الجثامين التي يجري البحث عنها في الوقت الحالي بالتنسيق مع إسرائيل". وفي سياق إقليمي، أكد ترامب أن "إيران تدعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن طهران "تريد إبرام اتفاق وتحتاج للمساعدة"، مدعياً: "لولا قصفنا منشآت إيران النووية ما كان ليحدث اتفاق غزة". وعلى هامش قمة شرم الشيخ، شارك السيسي في اجتماع ضم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، ورئيسي تركيا، رجب طيب أردوغان، وفرنسا، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، فريديرش ميرز، ورؤساء وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، والمملكة المتحدة، كير ستارمر، وكندا، مارك كارني، ووزير خارجية المملكة العربية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان، بهدف التنسيق بين الدول المشاركة في ما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، بما في ذلك جهود إعادة الإعمار وتقديم المساعدات الإنسانية، حسب ما نشرته الصفحة الرسمية للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية. وأكد السيسي خلال هذا الاجتماع أهمية عقد "مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في نوفمبر 2025"، مشيراً إلى أن مصر والأردن يقومان بتدريب عدد من أفراد الشرطة الفلسطينية، وأنه من الهام قيام الدول الأوروبية بتقديم الدعم لمواصلة هذا التدريب وتوسيع نطاقه. وأجمعت الدول المشاركة على ضرورة توجيه المساعدات الإنسانية بكميات كافية لقطاع غزة، و"إزالة الركام، وإنشاء آلية تنسيق دولية لتحديد الخطوات التنفيذية المقبلة". كما استقبل الرئيس السيسي المستشار الألماني الذي وجه الشكر للسيسي على جهوده التي أدت إلى وقف إطلاق النار، مؤكداً أنه "لولا جهد السيد الرئيس ما كان يمكن التوصل إلى الاتفاق ذي الصلة"، معرباً عن استعداد ألمانيا للمساعدة في عملية إعادة إعمار قطاع غزة. وأكد السيسي حرص مصر على مواصلة تعزيز وتطوير العلاقات المصرية الألمانية لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، مشدداً على أهمية مواصلة تكثيف التنسيق السياسي والتعاون بين البلدين، خاصةً لتجنب التصعيد في أزمات المنطقة. وأكد السيسي ضرورة السعي الحثيث لتثبيت وقف إطلاق النار، والحيلولة دون عودة نشوب الصراع مجدداً، وضرورة العمل على إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية. كما استقبل السيسي ميلوني، التي أعربت عن تقديرها لدور مصر المحوري في تيسير التوصل لاتفاق وقف الحرب في غزة، مشيرة إلى دعم بلادها الكامل لكل الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وشدد السيسي في ختام أعمال القمة على أن الاتفاق الراهن يتوّج جهوداً مصرية قطرية أميركية استمرت لعامين، قائلاً إن أهميته تكمن في "إنهاء حالة الحرب، وزيادة تدفق المساعدات والإغاثة، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وتهيئة المجال لإعادة الإعمار، وتوفير الأفق السياسي اللازم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية". واتفقت مصر وألمانيا وإيطاليا على ضرورة التحضير لإنجاح القمة المصرية الأوروبية المقرر عقدها في بروكسل في 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بهدف تعزيز التنسيق الأوروبي المتوسطي حول القضية الفلسطينية وملف إعادة إعمار غزة. في المقابل، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الأخير لم يشارك في القمة، مكتفياً بإيفاد وفد فني يمثل حكومته في الاجتماعات الجانبية، ما اعتبره مراقبون إشارة إلى تجنب الظهور في مشهد دولي يُحمّل إسرائيل مسؤولية استمرار الحرب، فيما شدد مسؤول مصري رفيع لـ"العربي الجديد" على أن غياب نتنياهو لا يؤثر على جوهر القمة ولا على مخرجاتها. وقال إن "ما يهم القاهرة هو إلزام إسرائيل عملياً بما وقّعت عليه، لا شكل التمثيل السياسي في القاعة". وفي تعليقه على القمة، قال المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري، محمد حجازي، لـ"العربي الجديد" إن قمة شرم الشيخ "تمثل حدثاً غير مسبوق يفتح الباب أمام اتفاق سلام شامل"، مضيفاً أن المشاركة الواسعة لقادة العالم "تؤكد الرغبة في وضع خطة تنفيذية متكاملة لبنود الاتفاق، بدءاً من إعادة الإعمار، مروراً باستكمال الانسحابات الإسرائيلية، ووصولاً إلى تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من إدارة القطاع". واعتبر أن "القاهرة أثبتت مجدداً أنها الطرف الأكثر مصداقية وثقة لدى جميع الأطراف، وأنها قادرة على تحويل التوافق السياسي إلى خطوات تنفيذية واقعية". أما المساعد الأسبق لوزير الخارجية، معصوم مرزوق، فرأى أن القمة "تذكّر – مع الفارق – بقمة صُنّاع السلام عام 1996 التي استضافتها أيضاً شرم الشيخ بحضور (الرئيس الأميركي) بيل كلينتون و(الروسي بوريس) يلتسين و(العاهل الأردني) الملك حسين (بن طلال) و(رئيس الوزراء الإسرائيلي) شيمون بيريز"، مضيفاً في تصريح له أن "العناوين الكبيرة متشابهة: السلام ومكافحة الإرهاب، لكن التجارب السابقة تُحذّر من أن يظل السلام في الإطار الاحتفالي". وأوضح مرزوق أن "الاختبار الحقيقي أمام القمة هو مدى قدرتها على ترجمة تصريحات الزعماء إلى تفاهمات ملزمة تضمن استمرار وقف الحرب، وإطلاق عملية سياسية حقيقية تحت مظلة الأمم المتحدة"، مؤكداً أن "نجاح ذلك سيجعل القمة علامة فارقة في تاريخ المنطقة، أما إذا اكتفت بالصور والبيانات فستكون مجرد تكرار لمشهد قديم".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية