اليمن تُسجل 10 قطع أثرية منهوبة في الإنتربول
تقارير وتحليلات
منذ 3 أيام
مشاركة

نجحت اليمن في تسجيل عشر قطع أثرية منهوبة ضمن قاعدة بيانات الإنتربول للأعمال الفنية المسروقة، وهو إنجاز في إطار الكشف عن الآثار اليمنية التي تعرضت للنهب خلال العقود الماضية.

وقال الباحث اليمني المتخصص في الآثار، عبد الله محسن “إن هذه الخطوة جاءت بعد فقدان آلاف القطع الأثرية من المتاحف والمواقع التاريخية في مختلف المحافظات اليمنية، دون أي توثيق رسمي أو تحرك قانوني فعّال”.

وأضاف -في منشور على فيسبوك– “يُعد هذا التسجيل أول تحرك جماعي منذ 17 عامًا، حين تم إدراج تمثال المرأة البرونزية الجاثية على ركبتيها، المعروف إعلاميًا بـ”تمثال الراقصة”، في قاعدة البيانات الدولية”.

وشهدت اليمن خلال العقود الماضية موجة واسعة من نهب وتهريب الآثار، تفاقمت بشكل غير مسبوق منذ اندلاع الحرب في العام 2015 ما أدى إلى فقدان آلاف القطع الأثرية من المتاحف والمواقع التاريخية، وسبقها عمليات نهب للمتاحف في عدد من المدن اليمنية.

الآثار اليمنية المنهوبة

جاء هذا التسجيل كشرط أساسي لإدراج صور وبيانات هذه القطع في متحف اليونسكو الافتراضي، الذي يعرض أكثر من 600 قطعة مسروقة من مختلف دول العالم بتقنية ثلاثية الأبعاد، بتمويل سعودي يُقدر بـ2.5 مليون دولار.

انتقد الباحث عبد الله محسن مرور أكثر من 30 عامًا على سرقة متحف عدن دون أي إعلان رسمي عن المسروقات أو توزيع نشرات للجمارك والجهات الأمنية، أو تسجيلها في قاعدة بيانات الإنتربول للأعمال الفنية المسروقة.

ودعا الباحث محسن، إلى مواصلة هذه الجهود وتوسيعها لتشمل تسجيل كافة القطع المفقودة من متاحف عدن، زنجبار، عتق، سيئون، وظفار، وغيرها من المواقع الأثرية، مؤكدًا أن حماية التراث اليمني مسؤولية وطنية وإنسانية.

وكشف تقرير يمني، بيع نحو 4,265 قطعة أثريةً يمنية في 6 دول غربية، عن طريق 16 مزاداً عالمياً أمريكياً وأوروبياً، وعرضت في أبرز صالات المزادات العالمية خلال 31 عاماً (1991-2022).

ووفق تقرير أصدره مركز الهدهد للدراسات الأثرية “فإن عملية ازدياد نشاط وتيرة بيع الآثار اليمنية خلال فترة الحرب، حيث بلغت 2,610 قطعة، منها 2,167 قطعة في الولايات المتحدة لوحدها، تجاوزت قيمتها 12 مليون دولار، وهناك 7 متاحف عالمية على 1,384 قطعةً أثريةً يمنيةً مهربةً ومسـروقة”.

وأصدرت السلطات الامريكية في فبراير 2020 قرارا يقضي بمنع دخول واستيراد أي قطع اثرية يمنية، وفي أغسطس 2023 وقعت الحكومة اليمنية مع الولايات المتحدة حول حماية التراث ومنع تهريب الاثار اليمنية المسروقة.

وأعلن في العام 2022 استرداد 79 قطعة اثرية ومخطوطة قرآنية قديمة تم ضبطها من قبل السلطات الامريكية وسلمت للحكومة اليمنية، وتم وضعها بصورة مؤقتة في متحف السميثسونيان بواشنطن حتى استعادة الاستقرار في البلاد، كما تم استرداد قطعتين اثريتين يمنيتين نادرتين في متحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك.

تفاصيل 10 قطع أثرية؟

وتتضمن الوثيقة الرسمية الصادرة عن الإنتربول، والتي حصل عليها “ريف اليمن”، تتضمن معلومات تفصيلية عن عشر قطع أثرية يمنية، لوح حجري من الرخام، تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، بنقش مسندي باسم “معمّر” وقطع أخرى يعود تأريخها لآلاف السنين.

بالإضافة إلى تمثال راقصة برونزي: يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وهو أول قطعة يمنية سُجلت في الإنتربول، و25 قطعة ذهبية صغيرة على شكل دبوس، وهي عبارة مجموعتان من الزينة الدقيقة، بعضها مزين بزهور ثمانية البتلات، كانت تُستخدم لتزيين الشعر والملابس.

اليمن تُسجل 10 قطع أثرية منهوبة في الإنتربول
تمثال الراقص البرونزي من آثار اليمن المهوبة من المتحف في العام ٢٠٠٨

كما تم تسجيل 21 قطعة ذهبية على شكل دائرة زخرفية، عُثر على خمس منها، وكانت محفوظة في مخزن متحف عدن الوطني و سُرقت عام ٢٠١٠، وأيضا عدد من القطع الأثرية المسجلة شواهد قبور وتماثيل حجرية، تشمل رؤوس بشرية، نقوش لحيوانات، وتماثيل واقفة، تعكس التنوع الفني والمعماري في اليمن القديم.

ماذا يعني تسجيل الأثار لدى الإنتربول؟

تسجيل هذه الآثار في قاعدة بيانات الإنتربول للأعمال الفنية المسروقة (ID-Art) يعني أن هذه القطع مُدرجة رسميًا “مفقودة أو مسروقة”، وتخضع لمراقبة دولية حتى استعادتها إلى بلدها الأصلي اليمن.

وإدراج هذه الآثار في قاعدة بيانات الإنتربول يجعلها معروفة عالميًا، وهذا يعد تنبيه للجهات الأمنية والمتاحف والمعارض ودور المزادات وتجار التحف، والهدف منع بيعها أو تصديرها أو عرضها في أي مكان بالعالم.

ويمنح التسجيل حماية قانونية وآمال باستعادة القطع الأثرية المنهوبة، بحيث إذا عُثر على إحدى هذه القطع في دولة أخرى، يمكن لليمن المطالبة بها قانونيًا، تُستخدم هذه البيانات المسجلة في الإنتربول الدولي كدليل في قضايا استرداد الآثار أمام المحاكم الدولية.

وتمتلك اليمن إرث ثقافي وحضاري عريق منذ قرون قبل الميلاد، إذ تعاقبت عليه حضارات عريقة مثل سبأ ومعين وقتبان وحضرموت وخلفت كنوزًا أثرية من معابد وتماثيل ونقوش ومدن كاملة بعضها ما زالت مطمورة لم تكتشف وتعود لآلاف السنين.

The post اليمن تُسجل 10 قطع أثرية منهوبة في الإنتربول first appeared on ريف اليمن.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية