
عربي
يعقد زعماء 20 دولة قمة، غداً الاثنين، في مدينة شرم الشيخ المصرية، لبحث مستقبل وقف إطلاق النار في غزة، وترتيبات إنهاء حرب الإبادة التي عاشها القطاع المحاصر، على مدار عامين، مارست فيها إسرائيل أشكالاً شتى من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. وتأتي القمة بعد أيام من إعلان التوصل إلى اتفاق على المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، تمهيداً لوقف الحرب بشكل تام، بضمانة من أربع دول هي: الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، وفق ما أكدت مصادر لـ"العربي الجديد".
ومن أبرز المشاركين الذين تأكد حضورهم القمة التي يترأسها بشكل مشترك الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي دونالد ترامب، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، فيما من المتوقع حضور رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، ودعا ترامب ونظيره المصري رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للمشاركة في القمّة، لكنّ مكتب الأخير لم يؤكّد بعد حضوره، وفق صحيفة بلومبيرغ.
وقال موقع أكسيوس الأميركي، أمس السبت، إنّ الولايات المتحدة وسّعت قائمة المدعوين بشكل ملحوظ، حيث أضافت إسبانيا، واليابان، وأذربيجان، وأرمينيا، والمجر، والهند، والسلفادور، وقبرص، واليونان، والبحرين، والكويت، وكندا. ونقل الموقع عن مصادر أنّ دعوة وجهت إلى إيران أيضاً.
وبحسب "أكسيوس"، من المتوقع أن يشارك قادة أو وزراء خارجية من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وقطر والإمارات والأردن وتركيا والمملكة العربية السعودية وباكستان وإندونيسيا.
حماس لن تشارك وعباس إلى شرم الشيخ
إلى ذلك، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران لوكالة فرانس برس أن "حماس لن تكون مشاركة" في عملية توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الاثنين في مصر، بل سيقتصر الأمر على "الوسطاء والمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين". ولم يصدر بعد أيّ إعلان بشأن مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القمة. ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي، مساء الجمعة، أنه من غير المتوقع حضور نتنياهو في الوقت الحالي.
وأفادت مصادر مطلعة "العربي الجديد" بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تلقى، مساء اليوم الأحد، موافقة رسمية من مصر للمشاركة في القمة. وأوضحت المصادر أن هذا القرار جاء بعد ممارسة ضغوط فلسطينية مكثفة على جميع الأطراف العربية المعنية، بهدف ضمان حضور القيادة الفلسطينية في القمة والمساهمة في مناقشة القضايا الإقليمية المتعلقة بالأوضاع في غزة. وسيغادر عباس رام الله في التاسعة من صباح غد الاثنين، متوجهاً إلى العاصمة الأردنية عمان، ثم إلى شرم الشيخ.
وفي وقت سابق، كان مصدر رفيع قال لـ"العربي الجديد" إن "القيادة الفلسطينية تواصلت مع السيسي بصفته صاحب الدعوة، وطلبت منه أن يستقبل الرئيس محمود عباس على انفراد كرسالة بأن القيادة الفلسطينية ما زالت الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين، لكنه لم يستجب".
وأعلنت مصر، مساء السبت، أنها ستستضيف قمة دولية في مدينة شرم الشيخ سيشارك فيها أكثر من 20 زعيماً لبحث إنهاء الحرب في قطاع غزة. وذكرت الرئاسة المصرية أن القمة تُعقد تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام" في مدينة شرم الشيخ بعد ظهر يوم الاثنين. وأوضحت أن القمة تهدف إلى "إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي"، مضيفة أنها تأتي في ضوء رؤية الرئيس الأميركي "لتحقيق السلام في المنطقة، وسعيه الحثيث لإنهاء النزاعات حول العالم".
وكشفت مصادر أمنية مطلعة عن وفاة ثلاثة من أعضاء الوفد القطري الخاص بالمفاوضات المتعلقة بوقف الحرب في قطاع غزة، إثر حادث سير مروع وقع في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد على بعد نحو 50 كيلومتراً من مدينة شرم الشيخ المصرية، في أثناء توجههم للمشاركة في الفعاليات المقررة لإعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
هل تشارك إيران في القمة؟
أفاد التلفزيون الإيراني بأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لن يشارك في قمة شرم الشيخ، مضيفاً أنه "في الاجتماع الذي عقده مجلس الوزراء اليوم الأحد، قدّم وزير الخارجية عباس عراقجي تقريراً حول الدعوة الرسمية التي وجهتها مصر لرئيس الجمهورية للمشاركة في مؤتمر شرم الشيخ"، مشيراً إلى أنه "بعد الرد السلبي الذي قدمته طهران على تلك الدعوة، وجهت القاهرة لاحقاً دعوة بديلة إلى وزير الخارجية الإيراني لحضور القمة، من دون أن يوضح إن كان سيشارك أم لا".
وكانت وكالة أنباء فارس الإيرانية المحافظة ذكرت في وقت سابق أن طهران ستتخذ، مساء اليوم الأحد، قراراً بشأن المشاركة في قمة شرم الشيخ بشأن غزة، فيما نقلت وكالة تسنيم عن مصدر وصفته بالمطلع أن إيران لن تشارك رغم الدعوة التي تلقتها. وذكر "أكسيوس" الأميركي، نقلاً عن مصادر، أن إيران من بين الدول التي وُجهت لها دعوات لحضور القمة التي ستبحث ترتيبات وقف إطلاق النار في غزة.
وأوضحت "فارس" أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان سيعقد مساء اليوم اجتماعاً خاصاً لبحث مسألة مشاركة إيران أو عدمها في قمة شرم الشيخ. وبحسب الوكالة، فقد أدى توجيه دعوة رسمية من الولايات المتحدة إلى إيران لمشاركة الرئيس بزشكيان في المؤتمر إلى إثارة تكهنات متباينة منذ صباح اليوم على منصات التواصل الاجتماعي. وأضافت "فارس" أنها بعد متابعاتها، لم تحصل حتى الآن على تأكيد رسمي من الحكومة بشأن القرار النهائي حول سفر الوفد الإيراني إلى مصر، وأن الحسم في هذا الملف سيتم خلال الاجتماع الذي يعقد بعد ظهر اليوم بحضور الرئيس.
ونقلت فارس عن مصدر في الحكومة الإيرانية قوله إن احتمال مشاركة إيران في قمة شرم الشيخ يبدو ضعيفاً في ظل الأجواء الحالية. من جانبها، نقلت "تسنيم" الإيرانية عن مصدر مطلع قوله إن طهران لن تشارك في القمة. وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء السبت، رداً على تصريحات الرئيس الأميركي، أن إيران ستكون "جزءاً" من عملية السلام في الشرق الأوسط التي تعمل عليها إدارته، أن طهران لن تنضم أبداً إلى ما يسمى "اتفاقات أبراهام" الخاصة بالتطبيع مع إسرائيل، موضحاً أن هذه الاتفاقات تشكل "مشروع خيانة يرمي إلى تجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، ومنح الشرعية لكيان مزيف ومحتل يقترف الإبادة الجماعية ويقتل الأطفال".
