
عربي
أفاد المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، أمجد الشوا، اليوم الأحد، بأنّ ما بين 300 إلى 400 ألف نازح فلسطيني تمكّنوا من العودة إلى مناطقهم في غزة وشمالها، رغم الظروف شديدة الصعوبة، حيث فَقَد معظمهم منازلهم وممتلكاتهم، كاشفاً أن نحو مليون ونصف المليون فلسطيني فقدوا منازلهم على مدار عامين ويومين من عمر حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على القطاع.
وأوضح الشوا لـ"العربي الجديد" أنّ تدفق النازحين سيزداد، في حال إدخال مستلزمات الإيواء وتنفيذ المرحلة الثانية من الانسحاب الإسرائيلي من مناطق رفح، وشرق خانيونس، والشجاعية، وشمال القطاع. في سياق آخر، أكد الشوا أنّ الغموض ما زال يحيط بعملية المفاوضات أو وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنّ المعلومات المتوفرة حتى الآن "عامة وغير دقيقة"، حيث إنّ "الموقف الإسرائيلي مَوضع شكّ، خصوصاً في ظل الدعم الأميركي المستمر لإسرائيل، ولا تزال هناك الكثير من العراقيل أمام تحقيق أي تقدّم فعلي".
وأوضح أنّ التقديرات تشير إلى وجود 60 مليون طن من الركام في قطاع غزة المدمر، علاوة عن أن 80% من السكان دُمّرت منازلهم. وشدد المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة على أنّ إعادة إعمار القطاع ستتطلب وقتاً طويلاً جداً، مضيفاً أنّ الأولوية الآن لعمليات الإغاثة العاجلة والاستجابة الإنسانية لاحتياجات السكان الناتجة عن الدمار الكبير، بما في ذلك انتشال جثامين الشهداء، والعثور على المفقودين، وتوفير مأوى للملايين.
ولفت الشوا إلى أنّ الجهود تتركز حالياً على تأهيل القطاعات الحيوية، مثل الصحة والتعليم والمياه، إضافةً إلى توفير المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الأساسية للإيواء من بطانيات وفُرش وملابس. وتحدث عن مساعٍ لعقد مؤتمر للمانحين في مصر، بهدف إعادة إعمار قطاع غزة، استناداً إلى خطة أعدّتها القاهرة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية وعدد من الجهات العربية، وجرت الموافقة عليها من قبل العديد من دول العالم.
وأكد أن "المساعدات الإنسانية تمثل ركيزة أساسية في مواجهة المجاعة التي شهدها القطاع"، مشدداً على ضرورة ضمان تدفقها المستمر والمتنوّع ضمن سلسلة غذائية متكاملة، إلى جانب إعادة تأهيل المنظومة الصحية والإنسانية في أسرع وقت ممكن.
وأضاف الشوا: "الوضع الإنساني مرتبط أيضاً بالحالة النفسية للسكان الذين عاشوا ظروفاً قاسية وعصيبة"، مشيراً إلى أن النازحين لم يتمكنوا بعد من العودة إلى مناطقهم، إذ إنّ المرحلة الحالية تتطلب دعماً عاجلاً وفورياً من جميع الأطراف العربية والدولية، خصوصاً على الصعيدين المالي والإغاثي. كما دعا إلى ضرورة الإسراع بإجلاء أكثر من 17 ألف مريض وجريح يحتاجون إلى جهود إنقاذ فورية.
