
عربي
حقق منتخب العراق فوزاً صعباً على نظيره الإندونيسي بهدف دون رد، مساء السبت، في مواجهة اتسمت بالإثارة والتقلبات، ضمن الملحق الآسيوي، ليضع نفسه أمام معادلة واضحة في الجولة المقبلة: الفوز فقط أمام السعودية، يوم الثلاثاء المقبل، لضمان العبور إلى مونديال 2026.
ورغم أهمية النقاط الثلاث، فإن الأداء لم يكن على مستوى التطلعات، خاصة في الشوط الأول، الذي وُصف بأنه "شوط للنسيان" بالنسبة لـ "أسود الرافدين"، بعد أن غابت شخصية منتخب العراق تماماً، وسط نقص واضح للتنظيم التكتيكي والتوازن في خطوط اللعب، وهو ما سمح للمنتخب الإندونيسي بفرض أسلوبه، والاستحواذ على الكرة، وتهديد المرمى العراقي في أكثر من مناسبة.
وكشفت إحصائيات الشوط الأول عن الفارق الكبير في الأداء، إذ بلغت نسبة الاستحواذ 58% لإندونيسيا مقابل 42% للعراق، فيما جاءت التسديدات سبعة مقابل اثنتين لمصلحة الأول، والهجمات 38 لإندونيسيا مقابل 25 للعراق، وهي مؤشرات تعكس تراجع الحضور الذهني والفني لـ "أسود الرافدين" في أول 45 دقيقة.
تبديلات قلبت الموازين لمنتخب العراق
في الشوط الثاني، لجأ المدرب الأسترالي، غراهام أرنولد، إلى إجراء تعديلات مؤثرة غيّرت شكل منتخب العراق، على أرض الملعب، وكان دخول زيدان إقبال ويوسف الأمين نقطة التحول الأبرز في اللقاء. فقد أعادت التبديلات الحيوية للوسط الهجومي، ومنحت "أسود الرافدين" قدرة أكبر على التحكم بالكرة وصناعة الفرص، لينجح العراق في انتزاع فوزٍ بشق الأنفس بهدف إقبال، أمام منافس منظم ومقاتل.
واللافت في اللقاء كان استبعاد منتظر ماجد من قائمة المباراة، وجلوسه في المدرجات، رغم تألقه اللافت مؤخراً مع نادي هاماربي السويدي، واختياره كأكثر اللاعبين مراوغة في الدوريات الأوروبية، رفقة ماركو فرج، في خطوة أثارت علامات استفهام حول خيارات أرنولد الفنية، وإدارته للمواهب الشابة.
التصحيح مطلوب قبل قمة السعودية
رغم الفوز، تبدو الصورة بحاجة إلى مراجعة جادة قبل مواجهة السعودية المرتقبة، خاصة في ما يتعلق بقراءة التشكيلة الأساسية، والقدرة على فرض أسلوب واضح منذ البداية. وحقق منتخب العراق الأهم، لكنه لم يُقنع بعد، إذ سيكون اللقاء المقبل أمام السعودية اختباراً حقيقياً لمدى جاهزية "أسود الرافدين" للمنافسة على التأهل إلى مونديال 2026.
