
عربي
كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، للمرة الأولى، أن إسرائيل خططت لقصف مقر اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني برئاسة الراحل ياسر عرفات، الذي انعقد في الجزائر نهاية عام 1988. وشدد تبون في خطاب أمام قيادات الجيش الجزائري، ليل الجمعة - السبت، أن الجيش الجزائري بات يملك قوة مهيبة لن تسمح بالاقتراب من الجزائر.
وقال تبون: "عندما اشتدت الأمور على الفلسطينيين وعلى المجاهد ياسر عرفات، استقبلت الجزائر الفلسطينيين لإعلان قيام الدولة الفلسطينية. وأنتم ضباط في الجيش وتعلمون جيداً المخاطر التي كانت تحاك ضد الجزائر في تلك الفترة، بما فيها التخطيط لقنبلة (قصف) قصر الأمم (في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية)"، خلال اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في 15نوفمبر/تشرين الثاني 1988 الذي أُعلن فيه قيام الدولة الفلسطينية من قبل عرفات.
وهذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤول جزائري رفيع المستوى التقارير والمعلومات المتداولة التي تحدثت سابقاً عن محاولة إسرائيلية لقصف مبنى قصر الأمم في أثناء انعقاد الاجتماع، قبل أن تتراجع إسرائيل عن ذلك بسبب نصب الجزائر منظومة صواريخ مضادة ورادارات عالية الدقة لحماية المنطقة، بالإضافة إلى اتخاذ الجزائر احتياطات، حينها، تمثلت بفرض حظر جوي ومنع الطيران في أجواء المنطقة، التي تقع على بعد نحو 30 كم غرب العاصمة الجزائرية. ويذكر أن استضافة الجزائر لاجتماع المجلس الوطني الفلسطيني جاء في وقت كانت تمر فيه بواحدة من أصعب فتراتها السياسية، بعد نحو شهر من أحداث الخامس من أكتوبر التي أطاحت حكم الحزب الواحد.
وفي السياق، أكد تبون موقف بلاده الثابت من القضية الفلسطينية، واعتبر أنه مرتبط باستقلال القرار الوطني، وقال إن ذلك يأتي برغم "صداقتنا مع بعض الدول التي لها سياسات ومواقف معاكسة لسياساتنا تجاه فلسطين (يقصد الولايات المتحدة الأميركية)، فإن موقفنا لا يتغير ولن يتغير، ونقول للصديق وغير الصديق: نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، مضيفاً: "لأول مرة في تاريخ البشرية تُشاهد عمليات التقتيل وقتل الأطفال والنساء مباشرة، وهذه تضحيات نعتبر أنها من أجل الاستقلال الفلسطيني"، معبراً عن أمله في "وجود أفق لايقاف الإبادة".
وعرج تبون على علاقات بلاده مع دول الخليج وقال: "ما عدا دولة واحدة لا أذكر اسمها (يقصد دولة الإمارات)، كلهم أشقاء ونتعامل جيداً، وليس لنا مشاكل مع السعوديين والقطريين والكويتيين والعمانيين، لدينا مشاكل فقط مع من أرادوا أن يتدخلوا في قضايانا الداخلية التي لم نسمح حتى لدول عظمى أن تتدخل فيها"، حيث تتهم الجزائر أبوظبي منذ فترة بالسعي لإثارة قلاقل تستهدف الجزائر. وبالنسبة إلى ليبيا، قال تبون: "مستعدون لمساعدة الأشقاء في ليبيا على تنظيم الانتخابات، لكي تعود ليبيا بقوة إلى الصف العربي والإقليمي"، وأشاد بالعلاقات مع تونس ووصفها بأنها "علاقات جوار جيدة".
وفي سياق التوترات الإقليمية في الساحل، ذكر الرئيس الجزائري أن "حدود الجزائر آمنة لأن الجيش قوي، وإلا كانت هناك بعض الأطماع في الجزائر. جيشنا أصبح مهيباً وتأقلم مع العقيدة الدفاعية، وأصبح متأقلماً مع الحروب الهجينة والحروب السيبرانية والذكاء الاصطناعي، وأصبح يملك صناعة عسكرية تضمن تطوير وسائل الدفاع"، مشيراً إلى أن علاقات بلاده مع دول مالي والنيجر وبوركينافاسو، التي تمر بفترة تأزم شديد، ما زال ممكناً تسويتها، وقال: "بالنسبة إلى علاقاتنا مع دول الساحل، لم نصل مع أشقائنا إلى مرحلة اللارجوع "، مضيفاً: "أتمنى أن يعود الرشد والوعي ويصان الجوار، ونتذكر أننا أشقاء يساعد بعضنا البعض في السراء والضراء".
