الركراكي على خُطى بلماضي.. فهل يلقى المصير نفسه؟
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
يتقاطع مشوار المدربين: الجزائري جمال بلماضي (49 عاماً) والمغربي وليد الركراكي (50 عاماً)، في كثيرٍ من الأمور التي تجمع بينهما من خلال التجارب التي عايشها الطرفان في مسيرتهما الكروية، بدايةً بكونهما من اللاعبين ذوي الأصول العربية، الذين تَكوَّنوا كروياً في فرنسا، قبل أن يختارا تمثيل منتخبي بلديهما، وقد سبق أن تقابل الثنائي بصفتهما لاعبين في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية 2004، التي أُقيمت في تونس. ويتشارك الثنائي أيضاً في مسارهما التدريبي، إذ سبق لكلٍّ من جمال بلماضي ووليد الركراكي أن أشرف على تدريب نادي الدحيل القطري. وكانت البداية مع بلماضي الذي عاش مع الفريق فترة ذهبية، قاده خلالها لتحقيق العديد من الألقاب المحلية، ليغادر بعدها نحو تجربة أكبر تمثّلت في قيادة منتخب الجزائر، الذي تُوّج معه بكأس الأمم الأفريقية عام 2019 في مصر، وهي واحدة من أبرز المحطات في مسيرته التدريبية. وواصل بلماضي مسيرته مع "الخضر" بتقديم سلسلة لافتة من 35 مباراة متتالية من دون هزيمة، جعلته يحتل المركز الثاني عالمياً في هذا التصنيف، غير أن تلك المرحلة الذهبية تبعتها فترة شك وتراجع في النتائج، بدأت بالخروج المخيّب من كأس الأمم الأفريقية 2021 بالكاميرون، ثم جاءت الصدمة الكبرى بالإقصاء من تصفيات كأس العالم بقطر 2022، في الثواني الأخيرة أمام منتخب الكاميرون. وبعد محاولاتٍ لإعادة بناء منتخب الجزائر، جاءت المشاركة في كأس الأمم الأفريقية 2023، لتشكّل النهاية لمسيرته مع "الخضر"، إثر الخروج من الدور الأول. وأما في ما يخص وليد الركراكي، الذي خلف البوسني وحيد خليلوزيتش على رأس الجهاز الفني لمنتخب المغرب، قبل مونديال قطر 2022، فقد كانت تلك المحطة بمنزلة الانطلاقة التاريخية في مسيرته التدريبية، إذ كتب "أسود الأطلس" معه واحداً من أهم الفصول في تاريخ كرة القدم العربية والأفريقية، بعدما تمكن المنتخب المغربي من بلوغ المربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخه، واحتلال المركز الرابع عالمياً في أكبر المحافل الكروية. وفي مشاركته الوحيدة حتى الآن في كأس الأمم الأفريقية، ودّع الركراكي المسابقة من دور الـ16 أمام منتخب جنوب أفريقيا، في وقت كانت جماهير "أسود الأطلس" تأمل في التتويج بلقبها الثاني في التاريخ، والأول خارج الديار، وأن يتمكن الركراكي من تجاوز إنجاز بلماضي، بالجمع بين التألق في المونديال والتتويج القاري. وقد شهدت الفترة الأخيرة دخول الركراكي في مشادات متكررة مع الإعلام المغربي، كان آخرها في المؤتمر الصحافي، عقب المباراة الودية أمام البحرين، مساء الخميس الماضي، حين دخل في سجال مع أحد الصحافيين حول ضعف الفاعلية الهجومية لـ"أسود الأطلس"، ودافع المدرب المغربي عن نفسه بالأرقام، مؤكداً أن المنتخب يسجل باستمرار، غير أن الصحافي ردّ عليه بأن الأهداف تأتي بفضل المهارات الفردية للاعبين، وعلى رأسهم نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، أشرف حكيمي، أكثر من كونها ثمرة عمل جماعي منظّم. وبالقدر نفسه، عاش جمال بلماضي فترات مشابهة من التوتر مع الإعلام الجزائري، في أثناء تراجع أداء المنتخب، إذ كان يبرر الانتقادات المتزايدة بالتذكير بسلسلة المباريات الطويلة من دون هزيمة، قبل أن تتوقف تلك السلسلة أمام غينيا الاستوائية، لتبدأ مرحلة التراجع، التي انتهت برحيله عن العارضة الفنية لـ"الخُضر". ويترقّب الركراكي فرصة ثمينة مع منتخب المغرب في كأس الأمم الأفريقية المقبلة، التي ستُقام على أرض المملكة، وهي البطولة التي تعلّق عليها الجماهير المغربية آمالاً كبيرة لاستعادة اللقب بعد غياب طويل. غير أنّ الفشل في تحقيق هذا الهدف قد يضع الركراكي في موقف مشابه لما عاشه بلماضي، حين وجد نفسه أمام نهاية غير متوقعة.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية