
عربي
توّج فريق مكلارين بلقبه العاشر في بطولة الصانعين لـ"فورمولا 1" بقيادة السائقين البريطاني لاندو نوريس والأسترالي أوسكار بياستري، بعد فوزه الكبير في سباق سنغافورة على حلبة مارينا باي في أجواء حارة ورطبة. وبهذا التتويج، أكد الفريق البريطاني هيمنته الكاملة على البطولة، متقدماً بفارق 325 نقطة عن "مرسيدس"، و350 نقطة عن "فيراري"، بعد أن حقق 12 فوزاً في 18 سباقاً هذا الموسم، ومعادلاً إنجاز "ريد بول" عام 2023، بوصفه أسرع فريق يحسم اللقب قبل ست جولات من النهاية.
وبحسب تقرير موقع قناة "تي واي سي" الأرجنتينية، فرغم البريق الذي يعيشه الفريق اليوم، فإن بداياته كانت متواضعة، بعد أن أسسه السائق النيوزيلندي بروس مكلارين، عام 1963، إثر خلافات مع فريقه السابق كوبر. ورغم قلة الإمكانات مقارنة بعمالقة تلك الحقبة مثل "فيراري" و"لوتس"، فقد تمكّن "مكلارين" من بناء فريقه بدعم من رجل الأعمال تيدي ماير والمهندس تايلر ألكسندر.
وبعد عام من العمل والتجارب، ظهرت أول سيارة للفريق عام 1966، وهي "بي تو إم" ذات تصميم مبتكر، اعتمدت على هيكل من ألياف الزجاج ومحرّك "فورد في 8" خفيف الوزن. وشارك الفريق لأول مرة في جائزة موناكو الكبرى في العام نفسه، لكن الظهور الأول لم يكن مثالياً، بعد انسحاب بروس بسبب تسرب الزيت. ومع ذلك، كان ذلك بداية رحلة المجد.
وفي عام 1968، حقق الفريق أول فوز له في جائزة بلجيكا الكبرى على حلبة سبا فرانكورشومب، لتبدأ مرحلة الصعود الحقيقي. لكن المأساة ضربت الفريق في 2 يونيو/ حزيران 1970، حين تُوفيّ بروس مكلارين عن عمر 32 عاماً في حادث أثناء اختبار سيارة "دي أيت إم" في غودوود، تاركاً إرثاً كبيراً في عالم السباقات.
وتولى تيدي ماير قيادة الفريق، وحقق أول بطولة عالمية في 1974 مع إيمرسون فيتيبالدي على متن السيارة الأسطورية "إم 23"، ليبدأ فصل جديد من المجد. ومنذ ذلك الحين، أصبح "مكلارين" أحد "الأربعة الكبار"، إلى جانب "فيراري" و"مرسيدس" و"ويليامز".
وعرف الفريق ذروته في الثمانينيات مع الثنائي آيرتون سينا وآلان بروست، قبل أن تتراجع نتائجه في بداية القرن الجديد، لكنه عاد بقوة في 2024، لينهي جفافاً دام 26 عاماً في بطولات الصانعين، ويكرر الإنجاز في الموسم الحالي، مواصلاً تحقيق حلم مؤسسه بأن يكون "مكلارين" أحد أعمدة "فورمولا 1" في العالم.
