
عربي
ذكرت وسائل إعلام عبرية، بينها القناة 12، مساء اليوم الخميس، أن مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي عُرضت على المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية تمهيداً لعرضها على الحكومة، تنص على تمركز قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" خلال 24 ساعة من المصادقة على الاتفاق.
وحسب القناة، فإنه بعد مرور 72 ساعة من تمركز القوات على خط الانسحاب، سيتم الإفراج عن عشرين أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة، بالإضافة إلى 28 من جثث الأسرى القتلى، من بينهم أربعة ليسوا من المواطنين الإسرائيليين. ولن يتم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من السجون إلا بعد تنفيذ هذه المرحلة.
وطبقاً للقناة 12، فإنه في حال لم يتم الإفراج عن جميع الجثث، سيدخل "بند سري" حيز التنفيذ، يحمل تهديداً عسكرياً، تم عرضه على الوزراء كما ينص الاتفاق على الإفراج عن 250 من الأسرى الفلسطينيين أصحاب الأحكام المؤبدة، بالإضافة إلى الإفراج عن 1700 من سكان غزة الذين لم يكن لهم دور في أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وكذلك 22 قاصراً لم يشاركوا في تلك الأحداث. وسيتم ترحيل أصحاب الأحكام المؤبدة إلى غزة أو إلى الخارج، كما ستسلّم إسرائيل 360 جثة لمقاتلين فلسطينيين.
من جهته، ذكر موقع واينت العبري، أنه لتسريع وضمان الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، سينسحب جيش الاحتلال خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة إلى خط الانسحاب الأولي المعروف باسم "الخط الأصفر" المحدّث، وذلك في منطقة خانيونس أيضاً جنوبي القطاع وليس فقط من مدينة غزة. ويشمل هذا الانسحاب مئات الجنود والدبابات والمركبات العسكرية، بالإضافة إلى معدات وبنى تحتية، ومن المتوقع أن يكتمل الانسحاب الجمعة.
وادعى الموقع العبري، أن الانسحاب يمنح حركة حماس السيطرة على معظم المناطق المأهولة في قطاع غزة، رغم أن الجيش الإسرائيلي سيواصل السيطرة الأمنية على محور صلاح الدين (فيلادلفي) على بعض الجيوب قرب بيت حانون ورفح. ومن المتوقع أن ينسحب الجيش الإسرائيلي حتى يوم غد أيضاً من معظم أجزاء محاور تقسيم القطاع، التي تم اختراقها ضمن عملية "مركبات جدعون" في وسط وجنوب القطاع، بما في ذلك محور موراغ ومحور ماغين عوز.
وأفادت القناة 12 العبرية، بأنّ إسرائيل تضع شرطاً لحماس، بأن تنقل جميع المعلومات التي بحوزتها عن المحتجزين الإسرائيليين القتلى، وستقوم إسرائيل بفحصها، وإذا فشلت حماس بالعثور عليهم، فإن إسرائيل ستعتبر ذلك انتهاكاً للاتفاق، وسيكون بإمكانها الحد من دخول المساعدات الإنسانية.
مسؤول إسرائيلي: الاتفاق لا يضمن الشروط اللازمة لإعادة جثث جميع القتلى
في السياق ذاته، نقلت قناة "كان 11"العبرية، مساء اليوم، عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الاتفاق "لا يضمن الشروط اللازمة لإعادة جثث جميع القتلى الإسرائيليين". وأوضحت القناة التابعة لهيئة البث الإسرائيلي أن نص الصفقة الذي ينتظر أن تصادق عليه الحكومة يتضمن تهديداً مكتوباً في "الملحق ب" من الاتفاق، بشأن ما سيحدث إذا لم تتم إعادة جميع الجثث. ومع ذلك، وفقاً لمسؤول إسرائيلي اطّلع على محتوى المعلومات في الملحق، فإن الأمر يتعلق أساسًا بـ"مجموعة من الكلمات الفارغة"، وفق قوله.
وبحسب المسؤول ذاته، فإن الصيغة التي وافقت عليها إسرائيل لا تتضمن وعوداً حقيقية تضمن إعادة جميع القتلى. وتُعتبر هذه القضية مركزية في المحادثات، إلى درجة أن إسرائيل من المتوقع أن تشارك بشكل كبير في عمليات البحث، إذا لم يتم العثور على جميع الجثث، فيما قال ممثلو حركة حماس للوسطاء خلال مفاوضات في شرم الشيخ، إنهم لا يستطيعون الالتزام بمعرفة مكان جميع القتلى. ويدور الحديث، وفقاً للقناة، عن عدد من القتلى يقل عن العشرة لا توجد معلومات عن مكان دفنهم.
وفي وقت سابق اليوم، نقلت "كان" عن مصدر فلسطيني مطّلع على تفاصيل المفاوضات، لم تسمّه، أن إعادة جميع الجثث قد تستغرق عدة أشهر. كما صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء اليوم، بأن العثور على بعض الأسرى القتلى وإعادتهم "سيكون أكثر صعوبة". وعليه، تقرر أن تتم عملية تحديد مواقع القتلى والإفراج عن جثثهم من خلال آلية مشتركة إسرائيلية – فلسطينية – مصرية – قطرية - تركية.
وتشدد إسرائيل، على أن تسليم جميع الجثث يُعد جزءاً أساسياً من الاتفاق. ومع ذلك، لا توجد تعهدات واضحة بشأن القتلى الذين سيستغرق العثور عليهم وقتاً، باستثناء التصريح العام المتعلق بتسليمهم. وفي إطار الاتفاق، قال مسؤول إسرائيلي إنه من المتوقّع أن يتم إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الأحياء أولاً، دون مراسم من قبل حماس، في ظل الغموض القائم بشأن القتلى.
وانتهى اجتماع الكابنيت الإسرائيلي، بينما ستعقد الحكومة بأكملها اجتماعاً ستصوّت خلاله على الاتفاق. وأرجأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي جلستها مرتين خلال اليوم، وفق ما ذكرته وسائل إعلام عبرية. وفي وقت سابق اليوم الخميس، أعلنت تل أبيب أن جميع الأطراف المعنية وقعت في مصر على المسودة النهائية للاتفاق على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، شوش بادروسيان، في مؤتمر صحافي: "تم توقيع المسودة النهائية للمرحلة الأولى هذا الصباح في مصر من جميع الأطراف لإطلاق سراح جميع الرهائن"، فيما قالت الرئاسة الإسرائيلية بعد ظهر الخميس إنها تتوقع وصول ترامب إلى إسرائيل الأحد.
