اتفاق غزة "يؤجّل" القمة الروسية العربية
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
أعلن الكرملين مساء اليوم الخميس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تناول القمة الروسية العربية التي كان من المخطط عقدها في موسكو في 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وأسفر عن الاتفاق تأجيلها على خلفية تطبيق خطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال الكرملين في بيان: "نظراً إلى بدء المرحلة النشطة من تحقيق خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للتسوية في قطاع غزة، اتفق فلاديمير بوتين ومحمد السوداني في الرأي أنه سيكون من الصعب على العديد من قادة الدول العربية المدعوين الحضور شخصياً إلى موسكو في هذا الوضع. لذلك رأيا أن هناك جدوى من تأجيل انعقاد القمة الروسية العربية المذكورة إلى وقت لاحق سيتم الاتفاق عليه". وأضاف البيان أن "الجانبين الروسي والعراقي سينقلان المعلومات بهذا الخصوص إلى عواصم جميع الدول العربية عبر قنوات دبلوماسية". وكان بوتين قد وجه دعوة إلى قادة الدول العربية وأمين جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في أثناء افتتاح القمة العربية بدورتها الـ34 في بغداد في 17 مايو/أيار الماضي، للمشاركة في أول قمة روسية عربية، معرباً عن ثقته في أن مثل هذا اللقاء "سيسهم في مواصلة تعزيز التعاون متبادل المنفعة ومتعدد الجوانب وسيساعد في التوصل إلى سبل ضمان السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وفي نهاية يونيو/حزيران الماضي، وقع بوتين على مرسوم تشكيل اللجنة التنظيمية لإعداد أول قمة روسية عربية وتنظيمها، وعيّن معاونه للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، رئيساً لها، بينما توالت في الفترة الأخيرة التأكيدات بشأن حضور عدد من قادة الدول العربية، بمن فيهم الرئيس السوري، أحمد الشرع، ورئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان. وكان من المنتظر أن يواكب انعقاد القمة الزخم الكبير الذي تشهده العلاقات الروسية العربية بعد سلسلة من زيارات قادة الدول العربية إلى روسيا في عام 2025، بمن فيهم سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في إبريل/نيسان الماضي، والرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والفلسطيني محمود عباس، اللذان شاركا في الاحتفالات بذكرى مرور 80 عاماً على النصر على ألمانيا النازية في 9 مايو الماضي، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، في نهاية مايو، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أغسطس/آب الماضي. ووافقت إسرائيل وحماس أمس الأربعاء على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي بشأن غزة، وهي اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين، مما قد يمهد الطريق نحو إنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من عامين. ورحبت روسيا اليوم بالاتفاق الذي جرى التوصل إليه، معربة عن أملها في أن يُستتبع الاتفاق بـ"أفعال" لوضع حد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي دخلت قبل أيام عامها الثالث. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله: "نحن بالتأكيد ندعم هذه الجهود. الاتفاق على وقف إطلاق النار بالطبع يبعث على الارتياح العام. نرحب بكل هذه الجهود". وأضاف بيسكوف: "نأمل أن يتم التوقيع اليوم، ومن ثم ستتبع ذلك إجراءات لتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها". بدوره، قال الرئيس الروسي اليوم إن موسكو تأمل في أن يكلل تنفيذ خطة نظيره الأميركي لإنهاء حرب غزة بالنجاح، وإن روسيا "مستعدة لدعم الجهود الرامية إلى وقف سفك الدماء". وقال بوتين خلال قمة في طاجيكستان: "نأمل بشدة أن تتحقق هذه المبادرات التي أطلقها الرئيس الأميركي على أرض الواقع". وناقش بوتين الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك خطة ترامب في غزة، مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين في مكالمة هاتفية يوم الاثنين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن خطة ترامب هي "أفضل حل لدينا على الطاولة" و"تعطي الأمل"، على الرغم من أنها ذكرت إقامة "دولة" بعبارات غامضة نوعاً ما، ومن دون ذكر وضع الضفة الغربية. وأضاف لافروف أن الغرب يتقاسم المسؤولية عن تعطيل قرارات الأمم المتحدة بشأن إقامة دولة فلسطينية التي قال إنها "ستأتي لاحقاً". وتابع "القضية الفلسطينية، التي لا تزال دون حل منذ ما يقرب من 80 عاماً حتى الآن، هي العامل الرئيسي الذي يغذي التطرف في الشرق الأوسط"، وفق تعبيره. وقال ترامب على حسابه في منصة "تروث سوشال"، اليوم الخميس، إن "إسرائيل وحماس وقّعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام"، مضيفاً أن الاتفاق "يعني إطلاق سراح جميع الرهائن قريباً جداً، وسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه في خطوات أولى نحو سلام قوي ودائم". وتابع: "ستُعامل جميع الأطراف بإنصاف. هذا يوم عظيم للعالمين العربي والإسلامي، ولإسرائيل، ولجميع الدول المحيطة، وللولايات المتحدة". وشكر ترامب الوسطاء من قطر ومصر وتركيا "الذين عملوا معنا لإتمام هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق. هنيئاً لصانعي السلام".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية