عربي
اقترح الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، اليوم الخميس، أن تكون قطر وسيطًا لإنهاء الانتشار العسكري الأميركي في المياه الدولية قبالة سواحل فنزويلا، حيث هاجمت قوارب صغيرة تقول إنها كانت تحمل مخدرات. ووفق وكالة "أسوشييتد برس"، جاءت تعليقات بيترو أثناء زيارته لبروكسل بعد يوم من إعلانه، دون تقديم أدلة، أن كولومبيين ربما كانوا على متن القارب الأخير الذي دمره الجيش الأميركي في منطقة البحر الكاريبي.
وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إغراقها لأربعة قوارب صغيرة بزعم أنها كانت تحمل مخدرات. وأشار بيترو إلى أن قطر أثبتت دورها في الوساطة في المواقف المتوترة، لذا فمن المحتمل أن تنجح في جعل الولايات المتحدة "توقف اعتداءاتها بالصواريخ" في البحر الكاريبي.
وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس الأربعاء أن قطر تحاول لعب دور وساطة بين الولايات المتحدة وفنزويلا رغم مواصلة الرئيس الأميركي حشد قوات عسكرية في الكاريبي واستهداف القوارب، بحسب ثلاثة مصادر مطلعة على الجهود الدبلوماسية القطرية. وأشارت المصادر إلى أن تلك الجهود "تحظى بتشجيع من الحكومة الفنزويلية" بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو، لكنها أوضحت أنها لا تحظى بقبول لدى إدارة ترامب، التي يبدو أن تركيزها منصب على الخيارات العسكرية أكثر من الجهود الدبلوماسية.
وأشارت الصحيفة، نقلا عن مسؤول عسكري أميركي كبير، إلى أن وزارة الدفاع الأميركية نشرت قوة من 10 آلاف جندي في المنطقة، العدد الأكبر منهم في قواعد ببويرتو ريكو. وأضافت أن ثماني سفن حربية وغواصة تشكل جزءاً من تلك القوة العسكرية.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن خوان غونزاليس، مدير شؤون النصف الغربي للكرة الأرضية في مجلس الأمن القومي الأميركي خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، قوله: "أعلم أن قطر تعمل على نقل الرسائل"، مضيفا: "إنهم يحاولون إيجاد سبيل لتشجيع حوار منظم أكثر أو قناة اتصال خلفية بين الطرفين، لكنهم لم يحصلوا على قدر كبير من التفاعل مع إدارة ترامب". ونقلت عن مسؤول حالي وصفه الجهود القطرية لإبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين أميركا وفنزويلا بأنها "تأتي ضمن أهداف الدوحة للعب دور مهم" في الجهود الدبلوماسية الدولية.
وقال المسؤول ذاته إن الجهود القطرية "تندرج ضمن 12 مبادرة دبلوماسية ذات أبعاد دولية"، فيما أكد غونزاليس أن المسؤولين القطريين تطرقوا إلى الوضع في فنزويلا مع الرئيس الأميركي السابق بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن. كما احتضنت قطر اجتماعاً بين غونزاليس والمسؤول الكبير في فنزويلا، خورخي رودريغيز، في 2023. ومع ذلك، أوضحت "نيويورك تايمز" أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومن وصفتهم بـ"حلفائه"، دون تحديدهم، "يواصلون بنجاحٍ الدفع باتجاه تبني خيار عسكري، ولذلك امتنعت إدارة ترامب عن الطلب من دولة قطر للعب دور دبلوماسي مهم".
ونفذ الجيش الأميركي أربع ضربات قاتلة في منطقة الكاريبي منذ الشهر الماضي، أسفرت عن مقتل 21 شخصاً، آخرها يوم الجمعة الماضي، إذ أدت إلى مقتل أربعة أشخاص. وأبلغت إدارة ترامب أعضاء الكونغرس بأنها تتعامل مع مهربي المخدرات كـ"مقاتلين غير شرعيين"، وأن استخدام القوة العسكرية ضروري لمواجهتهم، في خطوة تفتح الباب أمام توسيع نطاق العمليات.
وفي وقت سابق، قالت نائبة رئيس فنزويلا، ديلسي رودريغيز، إن مادورو وقع مرسوماً يمنحه صلاحيات أمنية إضافية في حال دخول الجيش الأميركي إلى البلاد. ويمثل الإجراء أحدث تصعيد في التوتر بين البلدين، حيث يؤكد الرئيس الفنزويلي علناً أن إدارة ترامب تخطط لإطاحته. من شأن المرسوم أن يسمح لمادورو بتعبئة القوات المسلحة في جميع أنحاء البلاد، ومنح الجيش سلطة على الخدمات العامة وصناعة النفط.