
عربي
حذر جيمي ديمون رئيس بنك "جي بي مورغان" أكبر مجموعة مصرفية في الولايات المتحدة من وجود مخاطر كبيرة لحدوث انخفاض حاد في أسعار الأسهم الأميركية، وبصورة أكبر مما تعكسه تعاملات السوق في الوقت الراهن. وجاءت تحذيرات ديمون في مقابلة مع "بي بي سي" نشرتها الخميس وقالت فيها إنه أكثر قلقا عن الآخرين من حدوث تحرك تصحيحي في السوق، وأن ذلك قد يحدث خلال الستة أشهر إلى السنتين المقبلتين.
كما حذر من أنه لايزال "قلقًا قليلًا" بشأن التضخم في الولايات المتحدة، لكنه أكد أنه يعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي سيظل مستقلاً، على الرغم من الهجمات المتكررة من إدارة ترامب على رئيسه جيروم باول. وأثنى ديمون خلال زيارته لبريطانيا على الأداء الاقتصادي لحكومة العمال ووزيرة الخزانة راتشيل ريفز. وقال إنها تقوم بـ"عمل رائع"، وإنه متفائل ببعض محاولات الحكومة لتعزيز الابتكار وتقليل التنظيمات.
لكنه عبر عن قلقه على السوق الأميركية. وقال إن الأسعار المتداولة حاليا مبالغ فيها. وأضاف أن هناك "الكثير من الأمور" التي تخلق جوًا من عدم اليقين، مشيرًا إلى عوامل المخاطر مثل البيئة الجيوسياسية، الإنفاق المالي، وإعادة التسلح في العالم. وقال: "كل هذه الأمور تسبب الكثير من المشاكل التي لا نعرف كيفية التعامل معها".
ويقود الاستثمار في الذكاء الاصطناعي النمو السريع الذي تشهده الأسواق المالية، خاصة في الولايات المتحدة في السنوات الماضية. وتحذر تقديرات أخيرة من إمكانية انفجار فقاعة هذه الاستثمارات المتزايدة كما حدث في طفرة الإنترنت في نهاية التسعينيات، واتفق ديمون مع هذه المخاوف قائلا إن قيمة شركات التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي تبدو مبالغًا فيها مع زيادة خطر تصحيح حاد في الأسعار، لكنه أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي حقيقي وسيؤتي ثماره إجمالا.
وأضاف: "تمامًا كما حدث مع اختراعات مثل السيارة، والتلفزيون وأثبتت نجاحها، لكن معظم المشاركين فيها لم يحققوا أرباحًا كبيرة". وأشار إلى أن بعض الأموال المستثمرة في الذكاء الاصطناعي "ربما ستضيع".
أشار ديمون أيضًا إلى عامل خطر آخر يعتقد الكثيرون في الاقتصاد العالمي أن الولايات المتحدة قد تواجهه، وهو الضغط على استقلال الاحتياطي الفيدرالي، البنك المركزي الأميركي. وقال في هذا الصدد إنه يعتقد أن استقلال البنك المركزي مهم، لكنه مستعد لتصديق ما قاله ترامب من أنه لن يتدخل في استقلال الاحتياطي الفيدرالي، على الرغم من وصف الرئيس الحالي لرئيسه جيروم باول بـ"الأحمق" و"الغبي" لفشله في خفض أسعار الفائدة بسرعة أكبر.
وتشهد الأسواق الأميركية حالة من التوجس في الوقت الراهن ومنذ إغلاق الحكومة الأميركية في بداية أكتوبر الجاري بعد فشل المشرعين في مجلس الشيوخ في الموافقة على برنامج تمويل مؤقت مع نهاية السنة المالية. وسجلت أسعار الذهب صعودا تاريخيا معززة بالمخاوف من استمرار الإغلاق وسط مخاوف من أن يأتي هذا التوجه على حساب الدولار.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في عددها يوم الخميس إنه إذا استمر الاقتصاد في النمو بالوتيرة السريعة نفسها، وتبيّن أن تباطؤ الوظائف مجرد تعثر مؤقت، فسيضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى التخلي عن خطط خفض أسعار الفائدة المتوقعة، بل قد يبدأ برفعها من جديد، وعندها ستتأثر الأسهم والسندات والذهب جميعها سلبًا، لأن الفيدرالي سيضغط على المكابح بينما الأسواق مهيأة للتسارع. أما إذا اختار الفيدرالي، أو اضطر، إلى السماح للاقتصاد بمواصلة النمو المفرط في السرعة، فحينها فقط سيبرز ما يُعرف بـ"رهان تدهور قيمة العملة".

أخبار ذات صلة.

تحدّيات لا بد من مواجهتها
العربي الجديد
منذ 26 دقيقة

اللاتواصل في زمن التواصل
العربي الجديد
منذ 27 دقيقة

أيام الجوع العالمية في غزّة والسودان
العربي الجديد
منذ 27 دقيقة