
عربي
شدد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، على ضرورة رفع الحصار عن غزة لضمان تدفق المساعدات. وجاء ذلك في إطار رده على عدد من الأسئلة لـ"العربي الجديد" بالأمم المتحدة في نيويورك خلال مؤتمر صحفي عقده عن بعد من السعودية (حيث يتواجد حالياً) مع الصحافيين المعتمدين لدى مقر الأمم المتحدة الرئيسي في نيويورك.
ورداً على سؤال حول حديثه في بداية المؤتمر الصحفي عن ضرورة تدفق المساعدات وما إذا كان يربط ذلك بضرورة رفع الحصار لضمان حدوث ذلك دون عوائق، قال: "أفترض أننا سنحظى - ويجب أن نحظى – بدخول المساعدات دون عوائق، وبالتالي يجب رفع الحصار. لقد طالبنا بذلك منذ شهور، وسنواصل المطالبة به، وفهمي للاتفاق هو أننا سنحظى بهذا الوصول دون عوائق، وهو أمر بالغ الأهمية لعملنا من أجل إنقاذ الأرواح".
وحول ما إذا كانت هناك خطة أو نقاشات للسماح بدخول معدات وأجهزة، غير تلك الأساسية كالغذاء، للمساعدة في تنظيف الحطام وغيرها، أجاب فليتشر: "ستأتي مرحلةٌ تتجاوز الاستجابة الإنسانية الفورية، حيث يُمكننا التركيز على إعادة الإعمار وبناء غزة وتعزيز الصمود على المدى الطويل، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد. سنُخطط مع زملائنا، ومع الأطراف على الأرض، ومع دول المنطقة، لإعداد خطةٍ لتلك المرحلة"، مضيفأً: "لكن في الوقت الحالي، ينصبّ تركيزنا على وقف إطلاق النار، وعلى إنجاز هذا العمل المُنقذ للحياة، وإنقاذ أكبر عددٍ ممكنٍ من الأرواح في ظلّ الظروف التي يعيشونها. ولتحقيق ذلك، وفيما يخص سؤالك (عن رفح)، نعم نحتاج إلى فتح جميع المعابر. عندما نتحدث عن الوصول دون عوائق، فهذا يعني فتح جميع تلك المعابر، وفتح تلك الطرق الآمنة. وهذا جزءٌ أساسيٌّ من حوارنا، ونحن في حوارٍ وثيقٍ للغاية. فريقنا على الأرض، مع السلطات الإسرائيلية، والسلطات الفلسطينية، والمنطقة أيضاً، بما في ذلك الدول المجاورة، لضمان فتح تلك المعابر".
وفي مستهل المؤتمر الصحفي قدم فليتشر الأطر الرئيسية لخطة العمل الإنساني التي تقودها المنظمة الأممية من أجل توسيع نطاق المساعدات في غزة حال بدء وقف إطلاق النار ورفع القيود والعراقيل المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية. وبحسب فليتشير، فإنه، في المرحلة الحالية، من المخطط أن تدخل مئات الشاحنات يومياً إلى غزة وتوسيع نطاق توفير الغذاء (سلع وبضائع تجارية واتاحتها على نطاق أوسع في السوق) لتصل إلى 2.1 مليون فلسطيني يحتاجون إلى مساعدات غذائية ماسة، وحوالي نصف مليون فلسطيني في غزة يحتاجون إلى مواد تغذوية. كما توقف عند ضرورة دعم المطابخ والمخابز والرعاة والصيادين لاستعادة سبل العيش المستدامة.
وأشار إلى أن الخطة تشمل "توفير مساعدات نقدية لـ200 ألف أسرة لتغطية الاحتياجات الغذائية الأساسية وتعزيز قدرتهم على التكيف ومنحهم الإحساس بالكرامة". وشدد على ضرورة توفير الإمدادات التغذوية والمواد الغذائية عالية الطاقة، وخاصة للفئات الاجتماعية التي هي بأمس الحاجة إليها، كالنساء الحوامل والمرضعات والأطفال والمراهقين. وأشار إلى خطط "إعادة تأهيل النظام الصحي الذي تعرض للتدمير، ما يشمل توفير الإمدادات الطبية الأساسية. بالإضافة إلى إعادة العمل بنظام مراقبة الأمراض وانتشارها والدعم على زيادة عمليات الاجلاء الطبي". كما توقف عند ضرورة العمل والاستعداد للمساعدة في التصدي لتفشي الأمراض ورصدها والخدمات اللوجستية. وتحدث عن خطط للوصول إلى 1.4 مليون شخص بخدمات المياه والصرف الصحي والمساعدة من أجل تعزيز عمل شبكات المياه، وتقليل نسبة اعتماد الناس على شاحنات المياه عن طريق توفير الوقود والمولدات الكهربائية وغيرها من الضروريات لذلك.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الخطة تشمل كذلك توفير المأوي والعمل على مساعدة العائلات من أجل الاستعداد لفصل الشتاء، عن طريق إدخال آلاف الخيام وغيرها. وشدد على ضرورة إعادة فتح مساحات التعليم المؤقت من أجل توفير أنشطة تعليمية لأكثر من 700 ألف طفل فلسطيني في غزة في سن المدارس.
