تركيا تجري مباحثات متعددة لبناء محطة طاقة نووية جديدة
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
تجري تركيا مباحثات متعددة لبناء محطة طاقة نووية ثانية، ومن جانبهم استبعد اقتصاديون أتراك أن تضحي بلادهم بعلاقاتها الاقتصادية مع روسيا، وتنقلب لصالح الولايات المتحدة، سواء باستيراد الطاقة أو حتّى بناء المفاعلات النووية، للأغراض السلمية، معتبرين أن السياسة التركية، لها من البراغماتية ما يكفي لتوائم بين الطرفين، لأنّ الخلاف الروسي الأميركي، برأيهم مؤقت، ولا يمكن أن تجازف أنقرة بأحد القطبين الكبيرين. وقال الخبير التركي، يوسف كاتب أوغلو لـ"العربي الجديد" إنّ تركيا "تجيد لعبة التوازنات" ولا يمكن أن تجازف بعلاقات قديمة وكبيرة أو تدور بفلك محور على حساب آخر"، مشيراً إلى أن تركيا معروفة بجمعها لعلاقات طيبة مع أطراف عدة متصارعة حول العالم، منها روسيا وأوكرانيا واحتضنت محادثات مصالحة وتقريب وجهات النظر لوقف الحروب. وأضاف كاتب أوغلو "بعيداً عن التبادل الاقتصادي مع روسيا والذي يصل لـ 60 مليار دولار، فإنّ أنقرة تأخذ من العلاقة المتنامية مع موسكو عامل ضغط على الجانب الأمريكي، لذا نرى أن واشنطن تقدم تنازلات وإغراءات كي لا تذهب تركيا كاملاً للحضن الروسي"، مشيراً إلى أن تركيا تعتمد على روسيا، بأكثر من 60% من الطاقة. التعاون مع أميركا وحول التعاون النووي التركي الأميركي وأثره على وقف أو تعطيل مفاعل "آق قويو" أشار الخبير التركي إلى أن بلاده تتطلع لدخول النادي النووي "للأغراض السلمية" وهي منفتحة على جميع الدول التي تحقق لها هذا التطلع، كما "أن الحصار والعقوبات على روسيا جعل من البناء والتشغيل يسير ببطء ناهيك عن أثر ذلك على تخلّف التقنية الروسية إذا ما قيست بالأميركية أو الفرنسية والألمانية". وخلص كاتب أوغلو إلى الجزم بأن "تركيا حريصة على ديمومة وتطوير العلاقات مع روسيا، بالتوازي مع تطوير العلاقات مع الغرب من باب أنها في حلف الناتو معهم من دون أن ترتمي بحضن أحد أو تحسب على حلف، بل تفضل التوازن وبناء علاقات متوازنة تحقق مصالحها وتبعدها، بالوقت نفسه، عن الاستهداف والعقوبات". وعن مستقبل العلاقات بين أنقرة وموسكو، قال المحلل التركي، طه عودة أوغلو لـ"العربي الجديد" إنّ تركيا لا يمكن أن تتخلى عن روسيا وذلك لاعتبارات كثيرة، منها الحفاظ على السياسة التركية المبنية على التوازن لا سيّما التبادل التجاري المتوقع وصوله إلى مئة مليار دولار، أما كيف ستبرّر تركيا لروسيا تعاونها مع الولايات المتحدة، فقد أوضح عودة أوغلو أن وزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار برّر ذلك بأن الشركات الخاصة هي من تبرم الاتفاقات مع الولايات المتحدة لاستيراد الغاز، كما أن مصلحة تركيا تقتضي تنوع المصادر، وأضاف "رغم أني أتوقع أن العروض الروسية أفضل وأقل سعراً إلّا أن علاقة أنقرة مع واشنطن تبقى حذرة ولا يوجد ثقة كاملة حتى بعهد دونالد ترامب وما يقال عن خصوصية العلاقة بين الرئيسين". وأشار عودة أوغلو إلى أن بلاده ومنذ تشكيل الحكومة الجديدة، قبل عامين، تسعى للإبقاء على التوزان في علاقاتها الخارجية وقلما تتخذ قرارات حاسمة منفردة، "بل تفضّل التحرك جماعياً أو ضمن تحالفات، لأن وضعها الإقليمي المتقدم وتحسن الأوضاع الداخلية والسياسية والاقتصادية، لا يسمحون لها بالمجازفة أو التصادم". وتوقع أن يكون التعاون النووي التركي مع الغرب، أو التلويح بذلك، عاملاً مهماً لتسريع تشغيل محطة "آق قويو" وتجاوز المعيقات، "سواء التمويلية كأن تبيع شركة روسآتوم الحكومية بعضاً من حصتها في المشروع البالغة 49% إلى مستثمرين أتراك ودوليين، أو التقنية باستبدال توربينات الألمانية بصينية". أسباب التقارب الأميركي  وبدأت أنقرة تفكر بالتشارك مع أطراف أخرى، بعد تأخر تشغيل محطة "آق قويو" للطاقة النووية الذي من المفترض أن يبدأ تشغيلها بالكامل في عام 2023. رغم ما قيل بالسابق، عن اعتمادها على روسيا بهذا القطاع والتطلع لمفاعل آخر في "سينوب". وجرى توقيع الاتفاقية بين الحكومتين التركية والروسية عام 2010 لتتولى شركة روسية تشغيل المشروع كلياً، بهدف تقليل الاعتماد على الغاز المستورد، وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.  إلا أن المشروع، وبحسب مصادر تركية، واجه منذ البداية عقبات قانونية وتقنية، سواء معارضات بشأن تقييم الأثر البيئي، أو شكاوى بحقوق الأراضي، وتأخيراً في التصاريح، فضلاً على الأزمات في التمويل. ليبقى المشروع يراوح ومن دون إنتاج كهربائي يُذكر. طموحات تركيا وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد أشار إلى أن بلاده في مقدمة الدول المستثمرة في الطاقة الخضراء، بعد أن رفعت حصة الطاقة المتجددة الإجمالية إلى أكثر من 60%، فضلاً عن استهلاك 160 ألف برميل نفط يومياً من الإنتاج المحلي، من أصل نحو مليون برميل استلاك تركيا من النفط يومياً. وأعرب أردوغان خلال منتدى ومعرض كفاءة الطاقة بإسطنبول، يوم الاثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول عن ثقته بتوفير الكهرباء لأول مرة من محطة "أق قويو" للطاقة النووية خلال وقت قصير للغاية. مشيراً إلى السعي المستمر لنقل البلاد إلى مستوى أعلى في مجال الطاقة النووية، مبيناً أن هناك 416 مفاعلاً نشطاً في 31 دولة حول العالم. وكشف الرئيس التركي، عن "وجود مشاريع أخرى للطاقة النووية إلى جانب محطة أق قويو، وأن النقاشات بشأنها ما تزال مستمرة"، مبيناً أنه بحث ذلك خلال زيارتيه الأخيرتين إلى الولايات المتحدة والصين" موضحاً أن تركيا ستستخدم الطاقة النووية ليس لتوليد الكهرباء فحسب، ولكن أيضاً في مجالات مختلفة مثل الطب والزراعة والأبحاث والحرارة الصناعية. وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، إن بلاده قد تتعاون مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، لإنشاء محطة الطاقة النووية الثانية المخطط لها، كاشفاً خلال حوار تلفزيوني مع قناة "سي أن أن ترك" في 3 أكتوبر/تشرين الأول أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان "ناقش التعاون بشأن محطات صغيرة وكبيرة مع زعيمي كندا وفرنسا" وأن تركيا ستتعاون مع الولايات المتحدة في تطوير محطة صغيرة وتقليدية، وذلك عقب اجتماعه مع ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي. من دون أن يشير إلى قطع التعاون مع دول أخرى"، وأضاف "نجري محادثات مع روسيا والصين وكندا وكوريا الجنوبية بشأن إنشاء محطتَين جديدتَين للطاقة النووية في منطقتي سينوب الشمالية، وتراقيا الغربية، لتضافا إلى محطة أق قويو للطاقة النووية التي تبنيها مع روسيا". وحول بدء عمل محطة "آق قويو" للطاقة النووية على ساحل البحر المتوسط بولاية مرسين التركية، أشار وزير الطاقة إلى أنها "ستكون جاهزة للتشغيل عام 2026" من دون أن يشير إلى خلاف مع الجانب الروسي، رغم التأخير والوعود المتكررة. ويهدف مشروع محطة "آق قويو" الذي تبلغ تكلفته 20 مليار دولار، إلى بناء 4 مفاعلات في ولاية مرسين، وهو أحد أكبر مشروعات الطاقة النووية الجديدة في العالم وسيتيح لتركيا الانضمام إلى مجموعة صغيرة من البلدان التي تستخدم الطاقة النووية لأغراض سلمية.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية