عامان على الإبادة الاقتصادية في غزة
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
غزة تنزف بشدة بسبب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال على القطاع المحاصر منذ عامين، شهداء ومفقودون تجاوز عددهم 79 ألفاً، جرحى تجاوزوا 170 ألفاً، دماء في كل مكان، ليس فقط على إسفلت طرقات وشوارع القطاع بل مجازر جماعية ارتكبتها إسرائيل في كل بقعة في غزة، إبادة للحجر والشجر في محاولة لقلع الإنسان ومحو القطاع من على الخريطة بعدما دمر الاحتلال 90% من غزة. حصار اقتصادي شامل وحرب تجويع وتطهير عرقي غير مسبوقة في التاريخ، احتلال ما يزيد عن 80% من مساحة القطاع بالاجتياح والنار والتهجير والقتل على الهوية، إغلاق لجميع المعابر بما فيها معبر رفح الحيوي، منع الاحتلال 120 ألف شاحنة مساعدات إنسانية ووقود من دخول القطاع، مع استهداف قوافل المساعدات والإرساليات الإنسانية في محاولة لقتل الحياة في غزة. امتدت حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال منذ عامين إلى الأطفال شأن كلّ محتل ومستعمر بغيض يحاول بكل قوته وأسلحته وسطوته وجبروته قلع الشعوب الأصلية من أراضيها، حيث قتل جيش الاحتلال ما يزيد على 20 ألف طفل. ولا تتوقف المأساة عند هذا الإجرام، فهناك 40 ألف طفل رضيع (أقل من عام) مهددون بالموت جوعاً لنقص حليب الأطفال، و650 ألفاً آخرون معرضون للموت بسبب سوء التغذية والجوع ونقص الغذاء، وآلاف انقطعوا عن المدارس ولم يرتدوا ملابس جديدة منذ عامين. منع الاحتلال 120 ألف شاحنة مساعدات إنسانية ووقود من دخول القطاع، والخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة الجماعية 70 مليار دولار أما عن الإبادة الاقتصادية التي مارسها المحتل على مدى عامين فحدث ولا حرج، فقد دمرت قوات الاحتلال كل مظاهر الحياة ومعها الأنشطة الاقتصادية والأسواق والحقول بالكامل، وسوّت المشروعات والمصانع والبنوك بالأرض، ودمرت البنية التحتية وشبكات الكهرباء والطرق والكباري والاتصالات وآبار المياه، ودمرت أيضاً نحو 94% من الأراضي الزراعية في إطار خطة تجويع أهالي غزة. اقتصاد غزة عاد إلى القرون الوسطى بل ربما إلى ما قبل التاريخ بفعل الإجرام الإسرائيلي الذي تسانده الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الغربية بالسلاح والأموال. وتعبر الأرقام عن تلك المأساة الإنسانية، فقد بلغ مجموع الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة الجماعية 70 مليار دولار، وفق تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، وهذا رقم ضخم جدا مقارنة بحجم اقتصاد القطاع قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وامتدت الخسائر إلى كل شيء، فخسائر القطاع الصحي تجاوزت خمسة مليارات دولار، حيث سوّى الاحتلال المستشفيات ودور الرعاية الصحية بالأرض وأخرج معظمها من الخدمة، ودمر سيارات الإسعاف ومراكب الدفاع المدني، أما القطاع السكني فتجاوزت خسائره 28 ملياراً. وبنظرة لما تبثه الفضائيات ووكالات الأبناء العالمية تدرك حجم الدمار وكيف نجح الاحتلال في تسوية القطاع بالأرض، وكيف دمر 268 ألف وحدة سكنية بشكل كامل، و148 ألف وحدة باتت غير صالحة للسكن، وبات العالم يشاهد كيف أن 288 ألف أسرة باتت بلا مأوى وتسكن في العراء، وأن مليوني غزّي تعرضوا للنزوح بسبب سياسة التهجير القسري. الاحتلال يسعى بكل الطرق إلى تهجير أهالي غزة واحتلال القطاع وتحويله إلى منتجع سياحي وفرصة استثمارية لمشروعات ترامب وصهره جاريد كوشنر ومستثمرين خليجيين وامتدت الخسائر المليارية إلى قطاعات حيوية أخرى، منها المرافق العامة والزراعة والصناعة والتجارة والاتصالات والإنترنت والخدمات والبنوك والنقل والمواصلات والتعليم والسياحة والثروة الحيوانية والسمكية وغيرها. ببساطة أعاد الاحتلال غزة إلى القرون الأولى، وأفقرت حرب الإبادة أهالي غزة، وأشعلت موجة غلاء غير مسبوقة وسط ندرة في السلع الغذائية واختفاء العديد منها، وقضت على المدخرات ونشرت الجوع والفقر والبطالة والتضخم الجامح بين أهالي القطاع. لم يكتف الاحتلال بذلك، بل يسعى بكل الطرق إلى تهجير أهالي غزة واحتلال القطاع كاملاً وتحويله إلى منتجع سياحي للأجانب القادمين من كل دول العالم، وإلى فرصة استثمارية لمشروعات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر ومستثمرين خليجيين.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية