وقف إطلاق النار في حلب بين الحكومة السورية و"قسد" تحت الاختبار
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
تشهد مدينة حلب شمالي سورية حالة من الهدوء بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار ما بين الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، الليلة الماضية، أسفر عن سقوط قتلى ومصابين بين المدنيين وقوى الأمن التابعة للحكومة. وأكد الإعلامي عبد الله الملحم لـ"العربي الجديد" أن الاشتباكات في المدينة توقفت بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين الطرفين، مشيراً إلى أن الاتفاق لا يزال سارياً، دون أي خروقات بعد مرور ساعات عليه. وتحاول "قسد" التملص من اتفاق العاشر من مارس/ آذار الذي جرى ما بين كل من الرئيس السوري أحمد الشرع وقائدها مظلوم عبدي، وفق ما أوضح الباحث السياسي والأكاديمي عبد الرحمن الحاج لـ"العربي الجديد"، مؤكداً أن "قسد" أظهرت مماطلة واضحة أشار إليها المبعوث الأميركي إلى سورية توماس برّاك سابقاً. وما أشعل التوتر أمس يعود إلى اكتشاف نفق جديد في مدينة حلب استخدمته "قسد" لتهريب الأسلحة، إذ عملت الحكومة على تفجيره، وهو ما أدى إلى اشتباكات في المساء، كما أكد الحاج، مضيفاً: "من غير المعروف ما إذا كانت هناك أنفاق جديدة، وعلى الأغلب أنه يوجد، ومن مصلحة قسد وقوع عمليات عسكرية ضدها في الوقت الراهن؛ لأنّ هذا يعطيها الذرائع والدعم الدولي اللازم لعرقلة مسار الاندماج، والحفاظ على مكتسبات الإدارة الذاتية". وفي الوقت الراهن، يجب الانتظار حتى نهاية الفترة المتفق عليها، بين الحكومة السورية و"قسد"، كما يشير الحاج، وانتظار ما ستسفر عنه الضغوط الأميركية والتركية من خلفها، وهي نهاية العام. وتابع: "لكن يجب الاستعداد للحرب، لأن هذا احتمال كبير، فبناء شبكة معقدة من الأنفاق في الحسكة والقامشلي، والتجنيد الإجباري المستمر في مناطق سيطرة قسد، وعدم وجود أي تقدم، كلها مؤشرات على أن قسد تسعى للحرب ولا تريد التقدم خطوة نحو تطبيق الاتفاق". ورأى الحاج أنّ "إمكانية الصدام كبيرة، وهي تتوقف على رفع الغطاء الأميركي عنها، وهو ما يبدو جزءاً من الاتفاق بين الأتراك والحكومة السورية والأميركيين"، وأضاف: "قسد ليست منقسمة، لكن هناك اتجاهان، شأن كل تنظيم يواجه تحدياً وجودياً، أحدهما يفضل التفاوض وتقديم بعض التنازلات، والآخر متمسك بالمكاسب التي حصل عليها وغير مستعد للتفاوض حولها، ويريد استخدام القوة لفرض الواقع على الجميع والقبول به". وقال الحاج إنّ "المؤشرات الراهنة لا تبشر بحل سلمي، لكن قد تقود الضغوط التي ستتكثف في الفترة المقبلة إلى تقدم في الاتفاق وتنفيذ المرحلة الأولى، وهي تسليم أحياء حلب ودير الزور وربما الرقة"، مضيفاً: "الجميع يده على الزناد بينما يناقش تطبيق الاتفاق بانتظار نهاية العام". يُشار إلى أن مدنياً قُتل وأصيب آخرون، بعد منتصف ليل الاثنين، جراء قصف مدفعي من قوات "قسد" استهدف حديقة عامة في حي سيف الدولة بمدينة حلب، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى نحو 26 شخصاً بينهم مدنيون، نتيجة استهداف "قسد" لأحياء سكنية عدة بقذائف الهاون والمدفعية، من بينها أحياء سيف الدولة والسريان. وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) توصلتا بعد منتصف ليل الاثنين إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار على أطراف حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية ذات الغالبية الكردية، ضمن مدينة حلب شمالي سورية.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية