نتنياهو: لم نصل لنهاية الحرب ودافعنا عن أميركا
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
"قريبون من نهاية الحرب، غير أننا لسنا هناك بعد". الكلام لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، عشية الذكرى الثانية لهجوم "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، والذي أعقبته إسرائيل بحربٍ غير معهودة سرعان ما انقلبت لحرب إبادة لم تستثنِ بشراً أو حجراً، متمّةً، اليوم الثلاثاء، عامين كاملين. نتنياهو الذي اتهمته عائلات المحتجزين الإسرائيليين مراراً بـ"التخلي عن أبنائها"، أخطأ هذه المرّة في عددهم؛ إذ قال في مقابلة بودكاست مع الأميركي اليهودي بن شابيرو، مساء أمس الاثنين، إن "ما بدأ في غزة سينتهي في غزة بتحرير 46 من مختطفينا وبنهاية السلطة الإرهابية الحمساوية". علماً أنه لا يزال هناك 48 محتجزاً إسرائيلياً في غزة، يُقدّر أن 20 منهم على قيد الحياة والبقية في عداد القتلى. وفي المقابلة، التي امتدت لـ20 دقيقة، تطرّق رئيس حكومة الاحتلال لهجوم حماس، وقال: "هوجمنا في السابع من أكتوبر، في حدثٍ هو الأفظع بتاريخ الشعب اليهودي منذ المحرقة (النازية)"، مستدركاً بالقول: "اعتقد الجميع أن إسرائيل انتهت، ولكن بعد عامين سحقنا محور إيران". وفيما تستضيف مصر منذ أمس الوفود المفاوضة لإسرائيل وحماس والوسطاء، بهدف محاولة "دفع الخطة الشاملة لإنهاء الصراع في غزة" لصاحبها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال نتنياهو إنّ "حماس لم تُبد بعد، ولكننا سنفعل ذلك. حزب الله أيضاً، وسورية والحوثيون نالوا ضربات قاسية. ولئن خرجت إسرائيل من ذلك اليوم دولة باتت الأقوى في المنطقة، لا يزال أمامنا مهمات لإكمال النصر". تغيير المعادلة وأثنى نتنياهو، الذي يقود ائتلافاً من غلاة المتطرفين ولطالما صوّر الحرب بأنها "ضد العماليق" (أعداء الشعب اليهودي الذين سعوا لإبادته وفق الرواية التوراتية)، في المقابلة على التعاون مع ترامب الذي "قلب الطاولة على حماس"، وقال: "نجحنا معاً في تغيير المعادلة. ترامب قال بصوت واضح للعالم: أطلقوا سراح الرهائن، وأنهوا حكم حماس. لقد تمكّن من وضع العالم أمام الواقع، بعد أن كان جزء كبير منه لا يزال يدعم حماس وأجندتها. هذا إنجاز مهم، ليس لإسرائيل فحسب، وإنما أيضاً للعالم الحُر"، على حد تعبيره. وفي ردّه على سؤال حول سياسة "أميركا أولاً" التي يُعلنها ترامب صراحة، قال نتنياهو: "من الطبيعي أن تضع الدولة نفسها أولوية، لكن أميركا أولاً لا تعني أميركا وحدها، فالقوى العظمى بحاجة إلى حلفاء. وإسرائيل حليف مقاتل، يتحمّل العبء. نحن لا نطلب جنوداً أميركيين على الأرض، فنحن نحمي أنفسنا منذ 77 عاماً". وفي الموضوع الإيراني، ذهب نتنياهو إلى حدّ الادعاء أنّ الصواريخ التي تصنّعها طهران من شأنها أن تصل مستقبلاً إلى الولايات المتحدة، وبحسبه "إسرائيل تدافع عن الأخيرة"، وشدد أمام مضيفه الأميركي على أنه "هم أعداؤكم أيضاً وقد أحبطناهم. إيران حاولت تطوير صواريخ نووية عابرة للقارات لتهديد مدنكم. لقد قضينا على هذا البرنامج بمساعدة ترامب"، مشيراً إلى أنه "لم تكن هناك حاجة إلى حرب عالمية، ولم يُقتل آلاف الأميركيين، ولم تكن هناك حاجة لغزو طهران. لقد كانت شراكة دقيقة. قسمنا المهام ونجحنا في تحييد تهديد كان سيبتز الولايات المتحدة بأكملها". وطبقاً لنتنياهو، فإن "الناس لا يصدّقون.. يقولون: نحن بعيدون. لكن لا، إيران تطوّر صواريخ بمدى 8000 كم"، وأضاف: "أضف 3000 كم أخرى وستكون قد وجّهت نواياها النووية نحو نيويورك، وواشنطن، وبوسطن، وميامي وحتى مارآلاغو (منتجع ضخم يملكه ترامب في فلوريدا). أنت لا تريد أن تكون تحت تهديد نووي من أناس يهتفون: (الموت لأميركا). إسرائيل منعت ذلك". وأضاف: "نشارك أيضاً (الأميركيين) معلومات استخباراتية أنقذت أرواح أميركيين"، مشيراً إلى أن "رئيس استخبارات سلاح الجو الأميركي قال بنفسه: الاستخبارات الإسرائيلية تعادل خمس وكالات استخبارات (سي آي إيه)". وفي حين تحدّث نتنياهو عن المشاريع الإسرائيلية الأميركية لتطوير الأنظمة الدفاعية ضد الصواريخ، كـ"القبة الحديدية" و"حيتس"، رفض كشف كل ما بجعبة دولة الاحتلال من أسلحة، وهي متهمة بتطوير أسلحة بيولوجية وكيميائية ونووية، مُقراً في الآن ذاته بأنه "لا يمكنني الكشف... لكن إسرائيل طوّرت أسلحة هجومية تُعدّ من بين الأكثر تقدماً في العالم"، وهذه الأسلحة بحسبه "لا تمتلكها حتى القوى العظمى، وقد شاركتها (إسرائيل) مع الولايات المتحدة". أمّا عن العلاقة الشخصية التي تربطه بالرئيس ترامب، فقال نتنياهو: "تجمعنا علاقة دافئة علناً وفي الخفاء"، مستدركاً بأن "هذا لا يعني أننا متفقون على كل شيء، لكن بيننا شراكة حقيقية"، واعتبر أن "ترامب أعاد أميركا إلى مقعد القيادة في الشؤون العالمية، والعالم بأسره يعتمد على قوتها. لقد أعاد العظمة لأميركا، وأنا لا أقول ذلك ككليشيه، بل كتقدير حقيقي". نتنياهو: أصبحنا القوة المهيمنة بالشرق الأوسط وبعد مرور نحو شهر على "خطاب إسبرطة"، كرر نتنياهو تعهداته بأن "إسرائيل ستحقق استقلالاً أمنياً، تماماً كما حققت استقلالاً اقتصادياً"، وأوضح أنه "كما أوقفنا المساعدات الاقتصادية الأميركية وأصبحنا اقتصاداً حراً، كذلك سنحقق استقلالاً أمنياً. أنا أقود ثورة في الصناعة العسكرية، قفزة نوعية (كوانتية) ستمكّن إسرائيل من الدفاع عن نفسها بنفسها". وتابع: "سنشارك هذه التطويرات مع الولايات المتحدة، لكننا لن نحتاج إلى مساعدات من أجل البقاء. سنواصل تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة، وقريباً سنُدخل فيه تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي ستدفعنا قُدماً أكثر". وبينما تسببت جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في تراجع مكانتها العالمية وأفضت إلى عزلتها دولياً، وعُبّر عن ذلك أخيراً بمقاطعة واسعة النطاق لخطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يستبعد رئيس حكومة الاحتلال توسع دائرة "اتفاقيات أبراهام"، ولكن "بعد أن ننهي العمل في غزة"، وأوضح أنه "سنكون قادرين على تحقيق المزيد من اتفاقيات السلام، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل أيضاً مع دول إسلامية خارجه. هناك عدة دول كبرى ذات أغلبية مسلمة تُجري اتصالات معنا. لكن لكي يحدث ذلك، علينا أولاً إنهاء الحرب في غزة، وآمل أن نفعل ذلك قريباً، بمساعدة الرئيس ترامب". إلى ذلك، أوضح نتنياهو أنه "لا يمكن إنهاء الأمر وترك حماس في الحكم، مع صواريخ موجّهة نحونا. النهاية الحقيقية تعني إطلاق سراح جميع مختطفينا، وإزالة حماس من الحكم، وضمان ألا تشكل غزة تهديداً مجدداً، لا على إسرائيل، ولا على سلام المنطقة، ولا على سلام العالم. إذا حققنا ذلك، سنكون قادرين على توسيع السلام بشكل كبير". وختم من أصدرت المحكمة الجنائية الدولية ضده مذكرة توقيف لارتكابه جرائم حرب كلامه بالقول: "نريد أن نرى مختطفينا في بيوتهم، ونحن قريبون من ذلك، لكننا لم نصل بعد"، مضيفاً: "يمكننا جميعاً أن ننظر إلى الوراء ونعترف بحقيقة مذهلة: لقد نهضنا من الرماد. من أدنى درك من اليأس، عدنا لنصبح من جديد القوة المهيمنة في الشرق الأوسط، وربما أقوى من أي وقت مضى. وهذا أمر يمكننا بالتأكيد أن نقول بشأنه: شكراً".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية