
أهلي
اتهم طلاب خريجون من جامعة إب، الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، ما يُعرف بـ"نادي الخريجين" – هو كيان مستحدث تابع للجماعة – بارتكاب انتهاكات ممنهجة طالت حرية وخصوصية الطالبات الخريجات خلال استعداداتهن لحفلات التخرج.
ووفق مقطع مصور متداول، نشره "بران برس" في وقت سابق، قال عدد من الطلاب إن عناصر تابعة لـ"نادي الخريجين" فرضت قيوداً مشددة على الطالبات، شملت عمليات تفتيش من قبل رجال، بالإضافة إلى فرض سلوكيات وإجراءات بالقوة، دون أي مبرر قانوني أو أخلاقي.
وأظهر المقطع حديث لخريجين تحدثوا خلاله عن تدخل لعناصر حوثية خلال جلسة تصوير خاصة بالطالبات الخريجات، حيث قام أحدهم باقتحام المكان، وتنفيذ ما وصفوه بـ"حملة رقابية" على ملابس الطالبات، إلى جانب توجيه ألفاظ نابية بحقهن".
الحادث أثارت موجة استياء بين الطلاب وأولياء الأمور، الذين عبّروا عن رفضهم القاطع لهذه التصرفات، واعتبروها انتهاكاً صارخاً لحقوق النساء وتجاوزاً للأعراف المجتمعية والقيم الأخلاقية والدينية، مطالبين بوقف مثل هذه الممارسات فوراً، وضمان احترام خصوصية الطالبات وحرية التعبير في الفضاء الجامعي.
ويأتي ذلك في ظل استمرار جماعة الحوثي في فرض رقابة صارمة على حفلات التخرج في الجامعات الواقعة تحت سيطرتها، بما في ذلك جامعة صنعاء، حيث يُمنع تنظيم أي فعاليات تخرج خارج إشراف "منتدى الخريجين الحوثي".
تحديد وقوف الطالبات
وفي حادثة مشابهة عبرت رئيسة اللجنة التحضيرية لدفعة "كالبنيان" – كلية الإعلام بجامعة صنعاء – عن استيائها الشديد من الإجراءات التي اتخذتها ما يسمى بادارة "رعاية الشباب" التابعة لجماعة الحوثي بحق الخريجات عقب حفل تخرجهم، ووصفتها بأنها "مجحفة وتعسفية".
وقالت الطالبة ريم جمال في منشور لها على فيسبوك اطلع عليه "بران برس"، أن مدير إدارة رعاية للشباب المعين من قبل الحوثيين المدعو "سامي القباطي"، رفض توقيع الإجراءات المالية لسحب مستحقاتهن من بنك اليمن، كما أوقفت شهادات التخرج، بحجة مخالفتهن للتعليمات".
وأشارت إلى أن" المخالفة المزعومة لم تكن سوى لحظات وقوف للطالبات على الممر أثناء التخرج، بطريقة محترمة لا تسيء للذوق أو الدين كما يدّعون"، مضيفةً أن الإجراءات العقابية جاءت رغم توقيعها على تعهد واضح قبل الحفل، نصّ على عدم المبالغة أو القيام بأي تصرف خارج عن المألوف.
وفي وقت سابق فرضت جماعة الحوثي، قيوداً على طالباتِ جامعة صنعاء كبرى الجامعات اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ومنعتهن من استخدام مستحضرات التجميل وارتداء أنواع من الأحذية النسائية.
وذكرت مصادر أكاديمية في كلية الإعلام بجامعة صنعاء لـ"بران برس"، أن القيادي الحوثي عبد الكريم الغرسي، المُعين في منصب الأمين العام بالكلية أصدر تعميماً يحظر على الطالبات في الجامعة استخدام مساحيق الوجه وارتداء الصنادل (نوع من الأحذية النسائية) خلال حضور المحاضرات.
وبررت الجماعة إجراءاتها بحق طالبات جامعة صنعاء بأنها تأتي ضمن خطواتها المستمرة لمنع كل ما يندرج ضمن ما تسميها "الحرب الناعمة" ولتعزيز "الهوية الثقافية".
وقوبل هذا الإجراء بحالة من السخط والرفض الشديدين من أكاديميي الجامعة وطلاب وناشطين حقوقيين، ورأوا فيه "استهدافاً جديداً للمرأة اليمنية بتقييد حريتها، ونهجاً اعتادت الجماعة ممارسته ضد كل فئات المجتمع اليمني".