مثقفو المهجر الإيراني يرفضون الهيمنة الاستعمارية
عربي
منذ 5 ساعات
مشاركة

رغم قصر عمر الحرب على إيران منذ فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران، فإن مشهدية المهجر/الشتات الإيراني في أوروبا تذكر بتعقيدات مشهد المنفى العراقي خلال سنوات حصار العراق منذ 1991، وصولاً إلى الغزو الأميركي في عام 2003.

انقسام النخب الإيرانية، ثقافية وأكاديمية، ليس فقط بسبب الموقف من نظام طهران، بل لاختلاف في الاتجاهات السياسية الأيديولوجية. تُظهر الصورة الرائجة عن الإيرانيين في أوروبا أنهم يؤيدون الحرب على نظامهم، كما يحلو للبعض تسويق العدوان. لكنها صورة غير دقيقة، ولا تعبر عن الغالبية منهم.

يقف مؤيدو الشاهنشاهية (ويسمون أحياناً الموناركيين) في صف استعمار بلادهم، وفق الباحثة في جامعة استوكهولم والكاتبة الإيرانية سما. أ التي تلفت إلى "احتفاء نخبهم على مستوى الخطاب والشعارات والكتابة والإعلام، بمجرم حرب مثل بنيامين نتنياهو وحربه على إيران".

أي تغيير يجب أن ينطلق من الشعب الإيراني وليس من الخارج

في حديثها لـ"العربي الجديد"، توضّح أن "اليمين الشعبوي الإيراني في أوروبا يؤيد الحرب على بلدهم على أمل الانقضاض على النظام والوصول إلى السلطة". بين التيارين يقف مثقفون ونشطاء إيرانيون يعارضون الحرب على بلدهم، وإن تعرضوا لانتقادات وتشويه متعمد من معسكري الشاهنشاهية واليمين، عدا أنهم أصلاً متهمون من قبل النظام الذي يعارضونه.

عدد من أعضاء منظمة "فيمينست فور جينا" في شتوتغارت الألمانية، قالوا إن "الحرب من قبل نظام إرهابي إسرائيلي على إيران لا يمكن أن تجعلنا أحراراً"، مبيّنين في حديثهم لـ"العربي الجديد" أنهم برغم وجودهم في الصف المعارض للنظام، فإنّ "هذه الحرب ليست ضد النظام بل ضد الشعب الإيراني. ومن الواجب قيام المثقفين بدورهم في رفض العدوان، ليس أمام الإيرانيين فحسب، بل أمام الشعوب الأخرى".

وبصورة أوضح، ذهب بيان حركة "المرأة، الحياة، الحرية" الإيرانية في المهجر الأوروبي إلى التذكير بأن موقفها المعارض للحرب على إيران "ينسجم تماماً مع ناشطات الحركة ومثقفيها في الداخل الإيراني". وشددت الحركة في بيانها، الأربعاء الماضي، على رفض الاتهامات التي تطاول كثيرين في الحركة الثقافية والحقوقية الإيرانية في المهجر الأوروبي على يد أطراف مؤيدة للعدوان بأنها "تتعاطف مع النظام في طهران"، مؤكدة "ضرورة القول بصوت أعلى إن هذه الحرب: "ليست باسمنا".

أما باحثة علم الاجتماع الإيرانية في النرويج، بنفسي رانجي، فترى أن معارضة النخب والمثقفين الإيرانيين في الشتات الأوروبي "تنطلق من حالة وعي بالحالة الاستعمارية التي تشكلها إسرائيل بدعم غربي". وأضافت لـ"العربي الجديد" أن "رفض العدوان على إيران هو موقف مبدئي وقيمي، بغض النظر عن التعارض مع سياسات النظام، أو الاتهامات التي تساق حول أن سياساته الخارجية هي السبب في هذه الحرب". وتؤكد أن ما ستؤول إليه الحرب، في حال تحقق شروط العدوان، ليس في مصلحة الشعب الإيراني.

وتفصّل القول: "إن مجرم حرب مطلوباً للمحكمة الجنائية الدولية ومرتكب إبادة في قطاع غزة مثل نتنياهو لا يمكنه أن يقدم بديلاً من نظام تختلف معه، ولا أن يعطينا دروساً". ورفض الحرب على بلدها عندها "لا يستند إلى فرضية أنك بذلك تكون في صف النظام، بل في صف الوطن والشعب الإيرانيين، وفي موقف مبدئي عام يرفض الحروب من ناحية وتدخل قوى أجنبية لتغيير نظام الحكم في الأخرى".

وتعتقد رانجي أن أي تغيير أو ثورة أو حراك نحو الأمام يجب أن تنطلق من الشعب، الذي تؤمن بقوته وإرادته، وليس من خلال القصف والعدوان الاستعماري. وتختم بقولها إن استسلام طهران "يعني الخضوع للشروط الصهيونية من أجل أن تتسيد الشرق الأوسط".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية