"خدعة" ترامب قبل قصف إيران: أعلن التريث بينما كانت المقاتلات في الجو
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

كشف موقع أكسيوس أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجأ إلى "خدعة إعلامية" حين أعلن قبل أيام أنه سيقرر "خلال أسبوعين" ما إذا كان سيوجه ضربة لإيران، بينما كانت العملية العسكرية قد دخلت فعلياً حيز التنفيذ بسرّية تامة. وبحسب ما أورده الموقع الأميركي، فجر اليوم الاثنين، فإنّ قاذفات "بي-2" الأميركية نفذت أكبر ضربة في تاريخها ضد منشآت البرنامج النووي الإيراني، شملت مواقع في فوردو ونطنز وأصفهان، في عملية معقدة حملت اسم "مطرقة منتصف الليل"، جرى التخطيط لها بدقة منذ سنوات.

وأوضح مسؤولون في إدارة ترامب، لـ"أكسيوس"، أنّ الرئيس الأميركي أراد كسب الوقت وخلق غطاء إعلامي بالتلميح إلى إرجاء القرار، بينما كانت الطائرات في الجو بالفعل، وتم تقليص دائرة الاطلاع على تفاصيل العملية لأقل عدد ممكن من المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون لضمان السرّية الكاملة.

وبحسب ما كشفه الموقع الأميركي، فإنّ ترامب، بعدما لمّح إلى أنّ الهجوم على إيران قد يتأجل، عصر يوم الجمعة، منح وزير الدفاع بيت هيغسيث الضوء الأخضر لتنفيذ العملية. وبعد ساعات قليلة، أقلعت الطائرات من قاعدتها. اتجه بعضها باتجاه الغرب "تحت ستار دخاني" للتضليل، بينما توجهت المجموعة الضاربة الحقيقية شرقاً نحو إيران.

وعصر السبت، بينما كان ترامب لا يزال في نادي الغولف الخاص به في نيوجيرسي، تم إبلاغه بأن القاذفات على وشك الوصول إلى "نقطة اللاعودة"، فأعطى ترامب القرار النهائي بالتأكيد على تنفيذ الهجوم. ونقل الموقع عن أحد الأشخاص الذين تحدثوا مع ترامب في ذلك المساء، قوله: "كان الرئيس يستمتع بوقته. لم يكن أحد منا يعلم أنّ مجموعة من القاذفات كانت في الجو جاهزة لإمطار الناس بالنار". وبعد ذلك بوقت قصير، صعد ترامب إلى طائرة "إير فورس وان" وتوجه إلى واشنطن ليكون في غرفة العمليات عندما تسقط أولى القنابل على أهدافها. وقال مسؤول أميركي في حديثه مع الموقع إن ترامب أثناء جلوسه في غرفة العمليات، لاحظ أن وسائل الإعلام لا تزال تورد أنه لم يتخذ قراره بعد، عندها ازدادت ثقته في نجاح العملية.

وأشار التقرير إلى أن "ترامب كان مستعداً لإلغاء الضربة حتى اللحظات الأخيرة في حال ظهور فرصة دبلوماسية، بعد محاولات تنسيق مع تركيا لعقد لقاء سرّي مع مسؤولين إيرانيين في إسطنبول، لكن فشل المحادثات ورفض إيران دخول المسار التفاوضي دفع ترامب إلى إعطاء الضوء الأخضر النهائي للعملية".

وأكد مسؤولون أميركيون للموقع أنّ العملية لم تكن تستهدف تغيير النظام في إيران، بل توجيه ضربة "نوعية" للبرنامج النووي الإيراني مع الحفاظ على قنوات التواصل الدبلوماسي مفتوحة بعد العملية. وأضاف التقرير أنّ تقديرات استخباراتية أميركية وإسرائيلية جديدة بشأن تقدم إيران في مشروعها النووي، إلى جانب نجاح إسرائيل في إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية، دفعت باتجاه استغلال الفرصة العسكرية، خصوصاً في ظل فشل المحاولات الدبلوماسية الأخيرة للتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران.

وبحسب ما ذكره الموقع، فإنّ القرار العسكري لترامب جاء بعد وصول تقييمات استخباراتية حديثة من وكالة الاستخبارات الأميركية وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) حول تسارع العمل في البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب تقرير صارم للوكالة الدولية للطاقة الذرية زاد الشعور بالإلحاح. كذلك، بحسب الموقع، "وفرت الضربات الإسرائيلية المسبقة التي نجحت في تحييد أجزاء كبيرة من الدفاعات الجوية الإيرانية نافذة نادرة لشنّ ضربة جوية واسعة بأقل قدر من المخاطر العسكرية".

وفقًا لما نقله موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي، فقد بعث مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف رسالة إلى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لتوضيح أنّ العملية "كانت لمرة واحدة ومقتصرة تماماً على البرنامج النووي الإيراني"، مشيراً إلى أنّ ويتكوف، الذي ظل على اتصال مباشر مع عراقجي طوال الأزمة، أكد أنّ الولايات المتحدة لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي، وتريد الآن من إيران العودة إلى طاولة المفاوضات بعد تدمير مواقع التخصيب الرئيسية.

ولا يزال ترامب يريد التوصل إلى اتفاق مع إيران، وأراد التوصل إليه قبل إقلاع القاذفات، وفقاً لما ذكره مستشارٌ للرئيس لـ"أكسيوس"، وقال المصدر: "بمجرد أن صمتت قاذفات بي-2، كان الأوان قد فات. لكن الاتصالات مفتوحة الآن".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية