رحلة غابارد من "ترامب يريد حرباً غبية مع إيران" إلى "أتفق مع الرئيس"
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

لطالما وصفت تولسي غابارد عندما كانت عضوة في مجلس النواب الأميركي في 2019، الحرب مع إيران بأنها "غبية ستؤدي لخسارة الأموال والأرواح"، محذرة آنذاك من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو يريد جر الرئيس دونالد ترامب لدخولها، غير أنها حاليا وهي تتولى إدارة الاستخبارات الوطنية الأميركية قررت أن تتراجع عن شهادتها حول تقييم إدارتها بـ"أن إيران لا تصنع سلاحا نوويا حاليًا"، وذلك بعد أن قال الرئيس إن مديرة الاستخبارات كانت "مخطئة".

وشهدت غابارد في مارس/ آذار في مجلس الشيوخ الأميركي، بأن مجتمع الاستخبارات يواصل تقييمه بأن إيران "لا تصنع حاليا سلاحا نوويا، وأن المرشد الأعلى علي خامنئي لم يأذن باستئناف برنامج أسلحة نووية قام بتعليقه في 2003"، غير أنها ناقضت الجمعة، شهادتها، وذلك بعد رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريحات له يوم الجمعة هذه التقييمات، وتأكيده غابارد مخطئة. وقالت في تغريدة لها على إكس "لدى أميركا معلومات استخباراتية بأن إيران يمكنها إنتاج قنبلة نووية في غضون أسابيع أو أشهر.. وقد أوضح الرئيس أن هذا لا يمكن أن يحدث، وأنا أتفق معه"، واتهمت وسائل الإعلام غابارد بأنها "غير نزيهة" وأنها تتعمد "إخراج شهادتها من سياقها وتنشر أخبارا كاذبة لزرع الفرقة".

وسأل صحافيون ترامب، بعد وصوله إلى نيوجيرسي مساء الجمعة في المطار قائلين "يقول مجتمع الاستخبارات الخاص بك إنه ليس لديه أي دليل على أن إيران تبني سلاحا نوويا"، ليرد ترامب قائلا "إذن أجهزة الاستخبارات مخطئة. من قال هذا؟"، فقال مراسل: مديرة الاستخبارات تولسي غابارد. فرد ترامب: قائلا هي مخطئة.

وهذه المرة الثانية خلال هذا الأسبوع التي يصرح فيها الرئيس دونالد ترامب علنا، بعدم صحة تقييم الاستخبارات بعد أن رفض الثلاثاء الماضي، تقييم مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد بشأن عدم تصنيع إيران سلاحا نوويا عندما سأله صحافيون عن شهادتها بالكونغرس في مارس الماضي، فرد قائلا: "لا يهمني ما تقول (غابارد). كانوا قريبين من الحصول على سلاح نووي". 

لكن غابارد عندما واجهها صحافيون الثلاثاء الماضي لدى وصولها إلى مبنى الكابيتول للمثول أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ برفض الرئيس تقييمها، لم تنكر تقييم أجهزة الاستخبارات، وإنما قالت إنه لا فارق بين توصيفها السابق أن إيران لا تصّنع سلاحا نوويا وتصريح الرئيس أن إيران على وشك امتلاك سلاح نووي، وقالت "كان الرئيس يردد ما ذكرته في تقييمي السنوي في مارس/ آذار الماضي في الكونغرس"، مضيفة أنها والرئيس "في نفس الصفحة".

كما كشفت شبكة سي أن أن الأميركية في تقرير هذا الأسبوع، أن تقييمات الاستخبارات الأميركية توصلت إلى استنتاج مفاده أن إيران "لم تكن تسعى بنشاط إلى امتلاك سلاح نووي، وأنها على بعد ما يصل لنحو 3 سنوات من القدرة على إنتاجه"، وليس كما تزعم إسرائيل عن قرب امتلاك إيران لسلاح نووي خلال أيام دون دليل ملموس.

وعارضت غابارد التي انضمت للجيش سابقا، مشاركة أميركا في حروب خارجية، وانتقدت خلال عضويتها ديمقراطية بالكونغرس الهجمات الأميركية على سورية أثناء فترة الرئيس باراك أوباما. وأثناء جلسة الإفادة لها بمجلس الشيوخ في يناير/ كانون الثاني الماضي قبل التصويت على تعيينها لإدارة الاستخبارات، أكدت أن الأجهزة الأمنية الأميركية قدمت معلومات استخباراتية كاذبة ومضللة في إطار التمهيد لاحتلال العراق، وأشارت إلى أن ذلك أدى إلى مقتل ملايين الأشخاص وعشرات الآلاف من الجنود الأميركيين، فضلا عن إثارة الفوضى في الشرق الأوسط ونشر الحركات المتطرفة وتقوية نفوذ إيران على حد قولها.

كما أن غابارد هاجمت ترامب في 2019 وأكدت أن نتنياهو يريد جر الولايات المتحدة لحرب مع إيران. ومنذ أقل من أسبوعين، شاركت فيديو على صفحتها حذرت فيه العالم من حرب نووية واتهمت فيه "الساسة المتعطشين للحروب" بتأجيج التوتر بين القوى النووية ودفع العالم نحو كارثة، وقالت "العالم اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى الإبادة النووية، والنخب السياسية هي المسؤولة". وكتبت على إكس "زرت هيروشيما مؤخرا ووقفت في مركز المدينة المحملة بالرعب الذي لا يمكن تصوره، والذي سببه انفجار قنبلة نووية واحدة ألقيت في عام 1945. ما رأيته والقصص التي سمعتها والحزن الذي لا يزال بداخلي سيظل يرافقني إلى الأبد".

وحذرت غابارد في 2019 خلال الفترة الأولى للرئيس دونالد ترامب، من أن حربا مع إيران ستكون أسوأ بكثير من الحرب مع العراق وذلك في إطار انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني. وقالت في منشور لها "يقول ترامب إنه لا يرد الحرب مع إيران، ولكن هذا بالضبط ما يريده، لأن هذا ما تريده السعودية ونتنياهو.. هذا ليس أميركا أولا".

كما كتبت في منشور آخر "وعد ترامب بإخراج أميركا من الحروب الحمقاء، لكنه الآن على وشك دخول حرب غبية ومكلفة للغاية. يجب ألا تدخل الولايات المتحدة في حرب مع إيران".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية