
اتخذت الحكومة الأردنية إجراءات احترازية لمساعدة السياح والاستجابة السريعة لأي عوامل طارئة في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة وتطورات الصراع في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، بما يضمن سلامة أوضاعهم وتوفير برامج سياحية تغطي فترة تأخرهم عن السفر إلى بلدانهم أحياناً دون تحميلهم أي كلف إضافية. وتأتي الإجراءات الحكومية، كما يراها مختصون، في إطار الجهود المبذولة للحد من تداعيات التوترات على القطاع السياحي الأردني، الذي يعد من أهم القطاعات الرافدة للاقتصاد، ويساهم بنسبة كبيرة في مجمل الناتج المحلي الإجمالي والحد من الفقر والبطالة.
ورغم الجهود الحكومية المبذولة، إلا أن المعطيات تؤكد تراجعاً كبيراً في أداء السياحة الأردنية في النصف الثاني من العام الحالي بسبب اندلاع المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران، والتي دخلت أسبوعها الثاني اعتباراً من اليوم الجمعة، وسط توقعات بتوسع دائرتها خلال الفترة المقبلة. وشهد إلغاء الحجوزات السياحية والفندقية المزيد من التراجع خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت نسبة الإلغاء ما يقارب 100% في غالبية الفنادق والمنشآت السياحية في الأردن، ما يضع القطاع أمام تحديات جديدة وينذر بإغلاق عدد آخر من تلك المنشآت خلال الأشهر المقبلة.
وفي هذا السياق، قال وكيل وزارة السياحة الأردنية فادي بلعاوي، في تصريحات صحافية، إن الوزارة أنشأت نموذجاً إلكترونياً لمتابعة السياح غير القادرين على مغادرة الأردن، بهدف الوقوف على أوضاعهم واحتياجاتهم. وأضاف بلعاوي أنه تم إنشاء غرفة عمليات مشتركة تضم جميع العاملين في القطاع، تهدف إلى إيصال المعلومات بسرعة أكبر، والتنسيق بين جميع الجهات المعنية لتقديم أفضل الخدمات والمساعدات، وإرسال رسائل تطمئن السياح وتؤكد على أمن واستقرار القطاع السياحي في الأردن.
وبيّن أن الهدف من غرفة العمليات المشتركة هو تذليل العقبات، وإيصال المعلومات لكافة المعنيين والقطاعات العاملة في مجال السياحة، لضمان استجابة سريعة لأي طارئ، وتلبية احتياجات السياح بشكل فعال. وهناك تنسيق مع شركات الطيران ومكاتب السياحة والسفر لوضع آلية آمنة لخروج السياح، وضمان دور فاعل لوزارة السياحة وتأثير إيجابي في هذا السياق. وقال إن وزارة السياحة وفرت برنامجا خاصا للسياح العالقين في الأردن ممن تعذر عليهم السفر، حيث تم تأمينهم ببرامج سياحية شاملة تتحمل الوزارة تكاليفها بالكامل، وتنقلهم إلى مواقع سياحية وتوفر لهم خدمات متميزة، بما يعكس تأخرهم داخل المملكة فرصةً لتجربة سياحية إيجابية.
وأطلقت وزارة السياحة والآثار آلية جديدة تهدف إلى تسهيل التواصل مع السياح المتأثرين بظروف السفر الاستثنائية كإلغاء أو تأجيل رحلاتهم، وذلك لضمان تقديم المساعدة المناسبة عند الحاجة. وتتيح هذه الآلية للزوار التواصل المباشر مع الوزارة لعرض احتياجاتهم، سواء أكانت تتعلق بتعديل أو إلغاء خطط السفر، أو بطلب الدعم اللوجستي، أو بالإبلاغ عن أي طارئ يواجههم أثناء إقامتهم. وأكدت جمعية الفنادق الأردنية في أحدث بيانات لها انخفاض نسب إشغال الفنادق خلال الأسبوع الثالث من شهر يونيو/ حزيران 2025، ما يعكس مؤشرات سلبية لأداء الموسم السياحي الحالي في عدد من المناطق.
وبحسب الجمعية، فقد انخفضت نسبة الإشغال في فنادق عمّان بنسبة 16% مقارنة بالأسبوع الماضي، حيث راوحت النسبة ما بين 42% و28% في معظم الفنادق. وسجلت فنادق فئة الخمس نجوم أعلى نسبة إشغال في عمّان بلغت 42%، تلتها فئة الأربع نجوم بـ31%، ثم فئة الثلاث نجوم بـ28%. وترى الجمعية أن الانخفاض الحاد في إشغالات الفنادق يعود إلى الأحداث الإقليمية والتصعيدات الجارية في المنطقة، ما أثر على الحركة السياحية ونسب الإشغال، حيث تستقبل فنادق عمّان زواراً من جنسيات مختلفة.
وفي منطقة البحر الميت، سُجل انخفاض بنسبة 22% مقارنة بالأسبوع الماضي، لتصل إلى 25% لفئة الخمس نجوم و18% لفئة الأربع نجوم. وقالت الجمعية إن مدينة البتراء تعتبر من أكثر المناطق تضرراً بسبب اعتمادها الكبير على السياحة الأوروبية والأجنبية، حيث وصلت نسبة إلغاء الحجوزات فيها إلى ما يقارب 95%، والحجوزات المتبقية تعود لزوار دخلوا إلى الأردن قبل بدء الأزمة الأخيرة ولم تصل أي مجموعات سياحية جديدة. وسجلت فنادق فئة الخمس نجوم في البتراء إشغالاً بنسبة 9%، والأربع نجوم 3%، والثلاث نجوم 3%.

أخبار ذات صلة.
