دشنت شركة أوراكل الأميركية، عملاق البرمجيات وخدمات الحوسبة السحابية، أمس الثلاثاء، مركزا للبحث والتطوير في مدينة الدار البيضاء بالمغرب، حيث تخطط لتوظيف نحو 1000 مهندس وفني مغربي بحلول عام 2027. ويأتي هذا المشروع بعد اتفاقية شراكة استراتيجية وُقّعت عام 2022 بمدينة سان فرانسيسكو مع وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة المغربية، بما يعكس تطور الشراكة الرقمية بين الجانبين وفتح آفاق جديدة أمام الشباب المغربي في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات السحابية. وسيعتمد المركز على خبرات مهندسين وفنيين مغاربة متخصصين تطوير الحلول السحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي لفائدة زبناء "أوراكل" على مستوى العالم.

يحتل المركز الجديد سبعة طوابق، وستُسند للمهندسين والفنيين المغاربة مهمة تطوير حلول متقدمة باستعمال تقنيات Oracle Cloud والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، بهدف دعم التحول الرقمي لزبناء أوراكل عبر العالم، خاصة في الأسواق الناشئة مثل أفريقيا والشرق الأوسط. ووفق ما أعلنه النائب التنفيذي لرئيس الشركة كريغ ستيفن، فإن أوراكل تراهن على الموقع الاستراتيجي للمغرب وموارده البشرية المؤهلة لتصميم ابتكارات رقمية تُصدّر عالميًا، في نموذج يعكس التحول من مجرد سوق استهلاكية إلى منصة إنتاج رقمي. وجرى التأكيد بمناسبة افتتاح المركز على أن أوراكل ترتبط باتفاقيات تعاون مع نخبة من مؤسسات التعليم العالي المغربية، بهدف استقطاب المئات من الطلبة المهندسين للاستفادة من فترات تدريب مهنية عالية الجودة.

 وشارك رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش في تدشين المركز، معتبرا إياه جزءا من دينامية كبرى لتقوية النسيج الرقمي الوطني وتحفيز الاستثمارات عالية التقنية. ويأتي افتتاح المركز في سياق تنفيذ خطة "المغرب الرقمي 2030"، التي تهدف إلى سد الفجوة الرقمية مع الدول المتقدمة عبر تسريع رقمنة الخدمات العمومية وتطوير بنية تحتية رقمية قوية في البلاد. وتشمل الخطة دعم الشركات الناشئة، وتعزيز منظومة الابتكار، ونشر خدمات الإنترنت وشبكات الألياف البصرية وتقنية الجيل الخامس 5G.

وتؤكد أوراكل أن "94% من المتدربين المؤهلين خلال السنة الماضية تلقوا عروض عمل بعقود غير محددة المدة ضمن فرق البحث والتطوير التابعة لها". وتراهن الشركة بالإضافة للمركز على إطلاق منطقتين للحوسبة السحابية على الأراضي المغربية، مؤكدة أن هاتين المنطقتين ستتيحان لمختلف الفاعلين الاقتصاديين والمؤسساتيين الاستفادة من أحدث خدمات أوراكل السحابية، في إطار رؤية ترتكز على تعزيز السيادة الرقمية داخل القارة الأفريقية.

وكانت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة والوزارة المكلفة بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، قد وقعت قبل عام مع "أوراكل" على اتفاقية تقضي بإطلاق منطقتين لـ"حوسبة أوراكل السحابية" (Oracle Cloud) بالمغرب. وشكلت الحكومة لجنة وطنية للتنمية الرقمية، في سياق خطة ترمي في أفق 2030 إلى تسريع وتيرة الرقمنة لسد الفجوة في هذا الميدان مع الدول المتقدمة، وجني ثمار الطفرة الرقمية التي يشهدها العالم.

وتتوخى هذه الخطة تسريع رقمنة الخدمات العمومية مع الحرص على جودتها، من خلال اعتماد منهجية محورها المرتفق، سواء كان مواطنا أو شركة بث دينامية جديدة في الاقتصاد الرقمي عبر تطوير قطاع ترحيل الخدمات، وبناء منظومة خاصة بالشركات الناشئة ومواكبة رقمنة المقاولات الصغرى والمتوسطة. ستترجم تلك الأهداف عبر تكوين مزيد من الكفاءات الشابة في مختلف مجالات الرقمنة وتكنولوجيا المعلومات، وتوفير خدمات حوسبة سحابية بالشكل الذي يجعل المغرب قادرا على الاستجابة لحاجيات القطاعين العام والخاص، والتركيز بالأساس على تغطية الأرياف بشبكة الإنترنت والهاتف النقال بجميع المناطق، وتقوية وجود الألياف البصرية واعتماد تقنية 5G على المدى المتوسط.