الأسواق في مرمى الصواريخ | النفط يتماسك والذهب يتراجع والأسهم تنتعش
عربي
منذ 6 ساعات
مشاركة

مع استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، دخلت الأسواق العالمية، اليوم الاثنين، في حالة من الترقب والحذر، وسط تحركات متباينة في مؤشرات النفط، والذهب، والعملات، والأسهم العالمية؛ فبينما هدأت أسعار النفط بعد قفزة عنيفة، تراجع الذهب مع جني الأرباح رغم تصاعد المخاطر الجيوسياسية، وارتفعت بعض أسواق الأسهم مدعومة بنتائج أعمال قوية، في حين ظل مضيق هرمز يشكل بؤرة القلق الأكبر. 

النفط يتماسك

استقرت أسعار النفط، اليوم الاثنين، بعد ارتفاع حاد بنسبة 7% يوم الجمعة، إذ لم تتأثر منشآت إنتاج وتصدير النفط بالضربات العسكرية الجديدة التي تبادلت إسرائيل وإيران شنّها خلال اليومين الماضيين، بحسب رويترز. وبحلول الساعة 09:00 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 58 سنتاً، أو 0.8%، إلى 73.65 دولاراً للبرميل، ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 51 سنتاً، أو 0.7%، لتسجل 72.47 دولاراً. وقفز الخامان بأكثر من أربعة دولارات للبرميل في التعاملات الآسيوية قبل التخلي عن مكاسبهما. وارتفعا 7% عند التسوية يوم الجمعة بعدما صعدا بأكثر من 13% خلال الجلسة ليبلغا أعلى مستوياتهما منذ يناير/ كانون الثاني.

وقال رئيس مجموعة الأبحاث في أونيكس كابيتال جروب، هاري تشيلينجوريان: "يتوقف الأمر كلّه على كيفية تأثر تدفقات الطاقة بتصاعد الصراع... لم تتأثر الطاقة الإنتاجية والقدرة على التصدير حتّى الآن، ولم تبذل إيران أي جهد لعرقلة التدفقات عبر مضيق هرمز". وقصفت إيران، اليوم الاثنين، تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية في إسرائيل بصواريخ، ما أسفر عن تدمير منازل وتأجيج مخاوف قادة العالم في اجتماع دول مجموعة السبع المنعقد في كندا من اتّساع رقعة الصراع. وأدى تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران أمس الأحد إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين، في الوقت الذي حثّ فيه كل جيش المدنيين في الطرف الآخر على اتخاذ الاحتياطات اللازمة استعداداً لمزيد من الهجمات.

مضيق هرمز محور قلق عالمي

ومنذ بدء التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، بات السؤال الأهم الذي يشكل محور قلق عالمي هو ما إذا كان التصعيد سيؤدي إلى اضطرابات في مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو خُمس إجمالي استهلاك العالم من النفط أو حوالى 18 إلى 19 مليون برميل يومياً من النفط والمكثفات والوقود. وقال المحلل في فوجيتومي للأوراق المالية، توشيتاكا تازاوا، إنّ الأسواق تراقب احتمال حدوث اضطرابات في إنتاج النفط الإيراني بسبب قصف إسرائيل لمنشآت الطاقة وقد تؤدي زيادة المخاوف من غلق مضيق هرمز إلى ارتفاع حاد في الأسعار.

وتنتج إيران، وهي عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، حالياً نحو 3.3 ملايين برميل يومياً، وتصدّر أكثر من مليوني برميل يومياً من النفط والوقود. ويقول محللون ومراقبون في أوبك إن القدرة الاحتياطية للمنظمة وحلفائها، ومن بينهم روسيا، على ضخ المزيد من النفط لتعويض أي تعطل تعادل تقريباً إنتاج إيران. وعبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأحد، عن أمله في أن تتمكن إسرائيل وإيران من الاتفاق على وقف لإطلاق النار، لكنّه قال إنه في بعض الأحيان يتعين على الدول أن تخوض القتال حتى النهاية. وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل، لكنّه رفض الإفصاح عمّا إذا كان قد طلب من حليفة الولايات المتحدة وقف هجماتها على إيران.

وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز إنّه يأمل في أن يتوصل اجتماع قادة مجموعة الدول السبع المنعقد في كندا إلى اتفاق للمساعدة في حل الصراع ومنع تصعيده. في غضون ذلك، قال مسؤول مطلع على الاتصالات لرويترز أمس إنّ إيران أبلغت الوسيطَين قطر وسلطنة عُمان بأنها غير مستعدة للتفاوض على وقف إطلاق النار في ظل تعرضها لهجوم إسرائيلي، ومع أنّ إيران لم تعلن نيّتها استخدام مضيق هرمز ورقةَ ضغط إقليمية في هذا التصعيد، فإنّ استمرار تبادل الضربات الصاروخية يثير القلق من أن تلجأ طهران لتهديد أمن المضيق، خاصة بعد استهداف منشآت طاقة إسرائيلية.

الذهب يتراجع

تراجعت أسعار الذهب، اليوم الاثنين، مع جني المتداولين للأرباح بعد ارتفاعها لتقترب من أعلى مستوياتها في شهرين بفعل تبادل القصف المكثف بين إسرائيل وإيران، الذي أثار مخاوف من نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقاً. وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.5% مسجلاً 3414.32 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06:34 بتوقيت غرينتش، بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ 22 إبريل نيسان في وقت سابق من الجلسة. وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب أيضاً 0.5% إلى 3434.80 دولاراً.

وقال كيلفن وونج كبير محلّلي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادي لدى أواندا "علاوة المخاطر السياسية المشتركة هي التي ترتفع بسبب الصراع بين إيران وإسرائيل في هذه المرحلة، ما عزّز الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً"، وأضاف "لدينا الآن قفزة واضحة فوق مستوى 3400 دولار، والاتجاه الصعودي قصير المدى لا يزال قائماً. نشهد مستوى مقاومة عند 3500 دولار مع إمكانية القفز لذروة جديدة فوق هذا المستوى".

ويعتبر الذهب ملاذاً آمناً خلال أوقات الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية. ويترقب المستثمرون هذا الأسبوع مجموعة من قرارات السياسة النقدية من البنوك المركزية، مع اتجاه الأنظار إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) الذي سيصدر قراره بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء. وبينما يُتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير، فإن الأسواق تترقب أي مؤشرات على احتمال خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية 0.2% إلى 36.36 دولاراً للأوقية، وزاد البلاتين 1.5% إلى 1245.67 دولاراً، في حين ارتفع البلاديوم 1.5% إلى 1043.53 دولاراً.

الدولار يستقرّ والشيكل يرتفع

استقر الدولار وسط تعاملات متقلّبة، اليوم الاثنين، مع متابعة المستثمرين عن كثب للصراع بين إسرائيل وإيران خشية التصاعد إلى حرب أوسع في المنطقة، وترقبهم لأسبوع حافل باجتماعات البنوك المركزية. واستقر الدولار اليوم الاثنين أمام العملة اليابانية عند 144.08 يناً بعد الارتفاع 0.4% تقريباً في وقت سابق من الجلسة، كما استقر اليورو عند 1.1555 دولار. وتماسك الدولار أيضاً عند 0.811 فرنك سويسري، بينما انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ستة عملات رئيسية أخرى، بنسبة 0.1% ليصل إلى مستوى 98.11. وسجلت العملات التي تتحرك في نفس اتجاه المخاطر مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي صعوداً طفيفاً.

وقال وين ثين رئيس القسم العالمي لأبحاث السوق في براون براذرز هاريمان "سيتعرض وضع الدولار بوصفه ملاذاً آمناً للاختبار بالتأكيد، أما حركة الأسعار الأحدث فلم تكن حاسمة"، وأضاف "إذا ثبّت مجلس الاحتياطي الفيدرالي  أسعار الفائدة كما نتوقع، فمن المرجح أن يعود الدولار للانخفاض بسبب تدهور الأوضاع الأساسية في الولايات المتحدة"، ومن المتوقع أن يعلن بنك اليابان قراره بشأن أسعار الفائدة غداً الثلاثاء في ختام اجتماع يستمر ليومين. ويتوقع الخبراء إلى حد كبير عدم حدوث أي تغيير في السياسة النقدية، ومن المقرر أيضاً أن تكشف البنوك المركزية في بريطانيا وسويسرا والسويد والنرويج عن قراراتها المتعلقة بالسياسات النقدية هذا الأسبوع.

وارتفع الشيكل الإسرائيلي نحو 2% مقابل الدولار اليوم الاثنين، في مستهلّ أول جلسة تداول منذ يوم الجمعة، معوضاً معظم الخسائر التي تكبدها الأسبوع الماضي قبل اندلاع المواجهة بين إسرائيل وإيران، وبلغ الشيكل 3.55 للدولار، مرتفعاً 1.9% عن يوم الجمعة. وكانت العملة الإسرائيلية تراجعت من مستوى 3.50 إلى 3.61 شيكلات للدولار خلال الفترة من 11 إلى 13 يونيو/ حزيران.

انتعاش جزئي لأسهم أوروبا

ارتفعت الأسهم الأوروبية، اليوم الاثنين، بعد أن أنهت الأسبوع الماضي بخسائر، لكن أثر التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط حدّ من المكاسب المدفوعة ببيانات الشركات. وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2% إلى 545.87 نقطة بحلول الساعة 07:06 بتوقيت غرينتش، ليبدأ الأسبوع على نحوٍ إيجابي. وقفز سهم شركة كيرينج المالكة للعلامة التجارية جوتشي 7.2% بعد تقرير أفاد بأن لوكا دي ميو سيصبح الرئيس التنفيذي الجديد، بعد أن حقق تحولاً في شركة رينو بينما كانت متعثرة، وانخفض سهم رينو الفرنسية لصناعة السيارات 5.6%، وذكر تقرير منفصل أن شركة نيسان اليابانية تخطط لخفض حصتها في رينو.

وفي الوقت نفسه، استمر التوتر الجيوسياسي في الهيمنة على عناوين الأخبار. وقصفت صواريخ إيرانية تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية الإسرائيلية قبل فجر اليوم الاثنين، في أحدث سلسلة من الهجمات المتبادلة التي بدأت أواخر الأسبوع الماضي. وتسبب التوتر المتصاعد في تفاقم قلق الأسواق التي كانت تعاني بالفعل من تداعيات تغيير سياسة الرسوم الجمركية الأمريكية. وجاء قطاع الطاقة ضمن أكبر القطاعات الرابحة، إذ ارتفع مؤشر القطاع 1.1% مقتفياً أثر الصعود الطفيف في أسعار النفط. وانتعش قطاع السفر والترفيه وصعد واحداً بالمئة، وارتفع سهم (إنتين) مالكة (لادبروكس) 5.2% بعد أن رفع مشروعها المشترك للمراهنات الرياضية في الولايات المتحدة مع (إم.جي.إم ريزورتس) التوقعات السنوية للإيرادات والأرباح الأساسية.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية