
استعدادات استمرت أشهر، وأمر صدر قبل ساعات فقط من العدوان الإسرائيلي على إيران، وطائرات أقلعت بينما كان الهجوم جارياً بالفعل، هكذا جرى إجلاء عشرة آلاف مسافر من مطار بن غوريون، وغادرت مئات الطائرات إسرائيل، مع إبقاء التاريخ سرياً حتى اللحظة الأخيرة.
ويشرح موقع "غلوبس" أنه بعد أشهر من التخطيط والتنسيق، وشريكان سريان، وساعات قليلة فقط، كُشفت تفاصيل عملية "الدرع الجوي" لإجلاء الطائرات من إسرائيل. بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، ومع إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي، وحتى قبل استعداد إسرائيل للرد الإيراني، كان مطار بن غوريون خالياً من الطائرات الأجنبية والإسرائيلية، وفي غضون فترة وجيزة، تم إجلاء جميع المسافرين البالغ عددهم عشرة آلاف مسافر.
ظلت العملية طي الكتمان، وجرى إطلاقها بعد أكثر من عشرة اجتماعات عقدت في العام الماضي بين شموئيل زكاي، مدير هيئة الطيران المدني، وزملائه في قبرص واليونان وأماكن أخرى، لإعداد تفاصيل العملية، دون الكشف عن سببها، وبرفقة مسؤولين أمنيين.
كان الهدف هو، عند الحاجة، توفير مساحة لجميع الطائرات المُغادرة من إسرائيل، دون تقديم أي تفسيرات. قبل نصف ساعة من موعد مغادرة آخر طائرة للهجوم، أقلعت الطائرات من مطار بن غوريون مع طواقمها، بعد أن كشف تقييمٌ للوضع أجرته وزارة النقل عن سقوط شظايا في محيط مطار بن غوريون، بطريقةٍ كان من المُرجّح أن تُلحق الضرر بأسطول الطائرات لو كان لا يزال موجوداً.
وحتى لو انتهت الحرب مع إيران الآن، فإن شركات الطيران الأجنبية لن تستأنف رحلاتها من وإلى إسرائيل حتى عطلة أكتوبر/تشرين الأول على الأقل، بحسب المناقشات التي أجرتها سلطة الطيران المدني مع شركات الطيران الأجنبية.
خطة إغلاق مطار بن غوريون
وكان القرار شاملاً إلى درجة أنه لم يتبق في إسرائيل، وفقاً لمصادر حكومية، سوى ثلاث طائرات مدنية. ورغم التحضيرات الدقيقة، لم يكن أحد، بما في ذلك الوزراء، على علم بالتاريخ المخطط للهجوم وعملية إخلاء الطائرات.
وقال زكاي لصحيفة غلوبس في مقابلة مساء السبت: "قبل كل شيء، ارتُكب احتيال استراتيجي في هذه الخطوة. كان علينا تجهيز فرق ومطارات في الخارج، وكان الأمر معقداً للغاية، إذ كان علينا تجهيز الشركات الأجنبية دون علمهم بما كنت أتحدث معهم عنه، وتجهيز الفرق والطائرات، وكل هذا في وقت لا نعرف فيه بالضبط عدد الطائرات التي ستكون في الطريق، وعدد الطائرات التي ستصل إلى إسرائيل وعدد الطائرات التي لم تغادر بعد. جميع هذه العوامل كانت مجهولة، وكان الأمر معقداً للغاية".
في الوقت نفسه، تلقت هيئة المطارات تنبيهاً لإخلاء جميع المسافرين البالغ عددهم 10 آلاف مسافر بنجاح، وكان ذلك أيضاً جزءاً من العملية. حدث كل هذا بينما كان الهجوم على إيران جارياً. وجرى تحويل مسار بعض الطائرات إلى قبرص واليونان، نظراً لقربهما من بعضهما البعض، إدراكاً لعودة معظم الإسرائيليين من هناك، حيث يوجد بالفعل تمركز كبير لهم. إضافةً إلى ذلك، توجد طائرات لم تُقلع في رحلة العودة في نيويورك وتايلاند، بالإضافة إلى أماكن أخرى.
ورغم أن معظم الطائرات جرى إجلاؤها إلى هذه الدول، حيث يقع مركز الطيران التابع لوزارة النقل، وأن الإسرائيليين اعتادوا منذ اندلاع الحرب على وتيرة عالية من الرحلات الجوية من هناك، فإن وزارة النقل توضح أن الأمر ليس كذلك هذه المرة.
وفي يوم الأحد، أصدرت هيئة المطارات توضيحاً بشأن هذا الموضوع: "لا توجد توصية للإسرائيليين المقيمين في الخارج بالسفر إلى لارنكا أو أثينا في هذه المرحلة، بهدف ركوب الطائرة العائدة إلى إسرائيل من هناك".
يعود ذلك إلى أنه حتى مع فتح المجال الجوي الإسرائيلي، لن تعمل الرحلات الجوية بوتيرة عالية، ومن المتوقع انتظار أيام، إن لم يكن أسابيع، قبل أن تُنقل على متن رحلة عودة. إضافةً إلى ذلك، ونظراً لتركز الإسرائيليين في إيطاليا وهولندا وأماكن أخرى، فقد يكون هناك تحويل لمسار الطائرات، لكن التفاصيل غير معروفة بعد.
تضمّنت الخطة التي قُدّمت ووافق عليها مجلس الوزراء أيضاً، إرسال فرق إلى الخارج، إذ لا يُمكن تسيير طائرات بدون طواقم جوية، ومراقبة حدودية، وما إلى ذلك. ستغادر الطائرات التي ستعود إلى إسرائيل عند فتح المجال الجوي فارغة، بهدف إنزال الركاب في أسرع وقت ممكن وإجلاء الطائرات من مطار بن غوريون، الذي يُعتبر منطقة شديدة التهديد، في أسرع وقت ممكن. وهذا بالطبع له آثار اقتصادية نتيجة دعم الدولة للشركات، وفق "غلوبس"، وستكون القدرة، حتى عند فتح الأجواء، محدودة للغاية.
