
يُعد مستقبل الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن (33 عاماً) إحدى أبرز القضايا المثيرة في "ميركاتو" برشلونة هذا الصيف، في ظل تزايد المؤشرات على اقتراب رحيله. ومع اقتراب النادي من الإعلان الرسمي عن التعاقد مع حارس إسبانيول خوان غارسيا (24 عاماً)، يواجه تير شتيغن مفترق طرق حاسماً، بين البقاء من دون ضمان اللعب أساسياً أو الرحيل بحثاً عن تحدٍّ جديد. ورغم أن النادي الكتالوني فكّر طويلاً قبل اتخاذ قراره، فإن سلوك الحارس الألماني في نهاية الموسم كان بمثابة اللحظة التي فجّرت الخلاف، وتركت انطباعاً سلبياً لدى المدرب هانسي فليك (60 عاماً)، وكذلك لدى الإدارة الرياضية.
وكشفت صحيفة سبورت الكتالونية، أمس السبت، أن العلاقة بين برشلونة وتير شتيغن دخلت مرحلة دقيقة بعدما أبدى النادي استياءه من تصرفات الحارس في الآونة الأخيرة، خاصة بعد أزمة دوري أبطال أوروبا، وتعود جذور التوتر إلى الأسابيع الأخيرة من الموسم، عندما تواصل وكيل الحارس مع المدير الرياضي قبل مواجهة إياب نصف النهائي ضد إنتر ميلانو الإيطالي، ليبلغه أن تير شتيغن جاهز تماماً للعودة، لكن الجهاز الفني بقيادة فليك قرّر مواصلة الاعتماد على فويتشيك تشيزني الذي تألق بشكل لافت، واعتبر أن حارس بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني السابق لم يبلغ بعد نسق المباريات المطلوب، ولم يُهضم هذا القرار بسهولة من جانب الحارس، وفتح باب الخلافات على مصراعيه.
وأضافت الصحيفة أن تير شتيغن لم يتقبل الجلوس على مقاعد البدلاء في لحظة حاسمة، ورفض مرافقة الفريق إلى ميلانو لدعم زملائه رغم كونه قائد الفريق. وفي المقابل، أصرّ لاعبون مصابون آخرون، مثل الفرنسي جول كوندي (26 عاماً)، على السفر والوقوف إلى جانب المجموعة، وأثار تصرف الحارس الألماني استياءً داخل غرفة الملابس، وتسبب في حالة من التوتر الإضافي، كما أجرى مقابلة إعلامية مع وسيلة ألمانية أكد فيها جاهزيته، في موقفٍ فُسّر بأنه نوع من الضغط على المدرب، مع العلم أن علاقته مع فليك لم تكن مثالية أصلاً منذ أيام المنتخب الألماني، حين فضّل المدرب الألماني الحارس المخضرم مانويل نوير (39 عاماً) عليه، وهو ما زاد الوضع تعقيداً في برشلونة.
ومن جهته، كان نادي برشلونة يخطط منذ مدة لإعادة هيكلة مركز حراسة المرمى، وبدأ ذلك بتجديد عقد تشيزني الذي أظهر انضباطاً كبيراً، وأعلن قبوله بأي دور يمنحه المدرب، ورغم أن الأخير لم يكن مرتاحاً تماماً لتصرفات تير شتيغن، فإنه حافظ على التوازن داخل الفريق. وبعد تأمين البولندي، قرّرت إدارة "البلاوغرانا" التوجه نحو التعاقد مع الحارس الإسباني خوان غارسيا (24 عاماً)، أحد أفضل الحراس الصاعدين في "الليغا"، بينما تعود أسباب قرار التخلي عن تير شتيغن إلى ثلاثة عوامل رئيسة: أولها ضعف الثقة باستعادته مستواه بعد الإصابة، وكذلك الراتب الضخم الذي يشكل عبئاً مالياً على النادي، وأيضاً السلوك غير المقبول في الأوقات الحرجة من الموسم.
وأفادت "سبورت"، في تقريرها، بأن النادي الكتالوني يخطط للجلوس مع تير شتيغن قريباً لمناقشة مستقبله وتقديم عرض رسمي لرحيله. ومع وصول غارسيا وتجديد عقد تشيزني، بات من غير الممكن استمرار ثلاثة حراس من الطراز الأول في الفريق، خاصة مع ارتفاع فاتورة الرواتب. ويُذكر أن راتب الحارس الألماني يتضمّن أيضاً مبالغ مؤجلة من السنوات الماضية، ما يجعل استمراره عبئاً إضافياً على الميزانية، وترى إدارة برشلونة أن الجمع بين الشباب في غارسيا والخبرة في تشيزني هو الحل الأمثل لتحقيق التوازن، ومن هنا جاء القرار ببدء إجراءات خروج تير شتيغن فور انتهاء التزاماته الدولية مع منتخب بلاده.
ويعتزم برشلونة تقديم عرض لخروج الحارس الألماني يتضمّن دفع راتبه عن الموسم المقبل كاملاً، مقابل منحه بطاقة الانتقال الحر، ما يتيح له التفاوض مع أي نادٍ يريده من دون شروط، ولا يرغب النادي في الدخول في صراعات قانونية أو مفاوضات طويلة، بل يسعى لإنهاء الملف بسلاسة، خاصة أن عقد الحارس يمتد حتى يونيو/ حزيران 2028، لكن الإدارة مستعدة لتعويضه مالياً مقابل فسخه، مع علمها بأن تير شتيغن بحاجة للعب بانتظام الموسم المقبل إذا أراد الحفاظ على مكانه الأساسي في منتخب ألمانيا بمونديال 2026، ورغم ذلك، فإن الحارس لا يُظهر استعداداً كبيراً للرحيل، بل يبدو متمسكاً بفكرة الاستمرار.
وقال تير شتيغن في مؤتمر صحافي نهاية الأسبوع الماضي: "أعلم أنني سأكون في برشلونة الموسم المقبل، لم يتحدث معي أحد، برشلونة نادٍ كبير جداً، والمنافسة فيه طبيعية، بالنسبة لي، الوضع لن يتغير، أنا متحمس جداً للموسم المقبل مع فريق شاب وديناميكي ومتحفز للغاية، وقد رأينا ذلك هذا الموسم، ومع الخبرة المكتسبة، آمل أن نكون أكثر نجاحاً"، ثم أضاف بعد أيام قليلة عقب خروج منتخب ألمانيا من دوري الأمم الأوروبية على يد البرتغال: "لم يخبرني أحد بأي شيء عن هذا الموضوع، لكنني لست قلقاً، أعلم أنني سأكون في برشلونة خلال الموسم الجديد".
