ترك أداء الحكم المالي بوبو تراوري، الذي قاد المباراة الوديّة بين منتخبي تونس والمغرب مساء الجمعة الماضي، حالة من الغضب في صفوف الاتحاد التونسي لكرة القدم الذي احتج بقوة على قرارات طاقم التحكيم، واعتبرها سبباً في هزيمة "نسور قرطاج" بهدفين من دون رد. وبعد الجدل الذي خلّفته المباراة في الشارع الرياضي بالبلاد، يبدو أن مسؤولي الاتحاد التونسي لن يتوقفوا عند حد التصريحات الإعلامية التي انتقد فيها المدير الرياضي للمنتخب زياد الجزيري (46 عاماً) الحكم المالي، إذ تفيد المعطيات التي حصل عليها "العربي الجديد"، اليوم الأحد، بأن الاتحاد التونسي يريد لفت نظر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" إلى أخطاء بعض حكام القارة قبل موعد المنافسات الرسمية.

ويسعى رئيس الاتحاد التونسي معز الناصري ونائبه حسين جنيّح إلى توجيه رسالة، وإن كانت شفويّة أو غير رسمية، لمسؤولي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، تدعو إلى ضرورة تعيين حكّام جيدين لمباريات منتخب تونس خلال البطولات الرسمية المقبلة، مثل كأس أمم أفريقيا بالمغرب نهاية العام الحالي، وباقي المباريات الحاسمة في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026.

ولم يبعث الاتحاد التونسي لنظيره الأفريقي "كاف" برسالة احتجاج رسمية نظراً لأنّ المباراة كانت وديّة بين المنتخبين، لكن المسؤولين سعوا بكل الطرق إلى إيصال موقفهم من الحكم إلى نظرائهم في "كاف"، وذلك في إطار الدفاع عن مصالح الكرة التونسية، وضمان حقوقها على المستوى القاري.

وعقب نهاية المباراة، قال المدير الرياضي لمنتخب تونس زياد الجزيري في تصريحات لموقع الاتحاد المحلي: "نشكر الأشقاء في المغرب على حفاوة الاستقبال، لكن للأسف، الحكم أفسد اللقاء بقراراته الغريبة والمثيرة للجدل، فالمنتخب المغربي قوي، ولم يكن في حاجة إلى أي مساعدة". واعتبر الجزيري أنّ صافرة تراوري لمحة صغيرة عما ينتظر منتخب تونس في أمم أفريقيا 2025، قائلاً: "يجب أن ندرك منذ الآن ما ينتظرنا".

وأضاف: "اللاعبون فقدوا التركيز بسبب أداء الحكم، وخصوصاً مساعده، لقد كان مستواه ضعيفاً للغاية. المغرب حصل على كل المخالفات القريبة من منطقة الجزاء، بينما لم نحصل على أي شيء، كان بإمكانه على الأقل أن يمنحنا ركلة الجزاء التي طالب بها المجبري في نهاية اللقاء".