تحولات الولاء...انتهاكات حرب مالي على الإرهاب تذكي تمرد "الفُلان"
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

تستثمر جماعات إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة، انتهاكات الحكومة المالية في الحرب على الإرهاب ضد قبائل الفلان، مجتذبة المزيد من المقاتلين إلى صفوفها لتختلط أوراق التمرد عرقياً ودينياً بعد سابق موالاة تميزت بها.

- مرارا وتكرارا رفض السبعيني المالي عبد الله سيسي، طلب قريبه تجنيد أحد أبنائه ضمن صفوف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، لكن موقفه تبدل بعد هجوم للجيش أسفر عن قتل 12 شخصا من سكان بلدة كي ماسينا بمنطقة سيغو وسط البلاد، ومن بينهم ابنه الأصغر.

طلبا للثأر، وافق سيسي على الدفع بأبنائه الثلاثة للقتال، بعدما لم يحمهم رفضه السابق للتعاون مع "الجهاديين"، لذا اتخذ قراره إثر الهجوم الذي وقع عليهم نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024، ومثله فعل أقارب الضحايا الذين جرت تصفيتهم أمام أعين الأهالي، كما يقول الشيخ المتحدر من قبائل الفلان وتعرف كذلك بالفولاني والفلانيين، وهي واحدة من أكبر المجموعات العرقية المنتشرة في دول منطقة الساحل وغرب أفريقيا.

ويستهدف الجيش المالي مناطق الفلان، ضمن سياسة مكافحة الإرهاب، كما هو الحال في منطقة موبتى وسط البلاد، معقل تنظيم جبهة تحرير ماسينا التي جرى تأسيسها في عام 2015 وأغلب مقاتليها من قومية الفلان، وتعد مكونا رئيسيا ضمن صفوف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إلى جانب فرع إمارة الصحراء التابع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة "المرابطون" وجماعة أنصار الدين، ما خلق نمطا من الإرهاب المستند إلى روافع عرقية ويستفيد من إمكانيات عابرة للحدود بحكم توزع الفلان على عدد كبير من الدول مثل موريتانيا، وغانا، والسنغال، وغينيا، وغامبيا، ومالي، ونيجيريا، وسيراليون، وبنين، وبوركينا فاسو، وأدى تعامل الجيش غير المنضبط وتورطه في انتهاكات طاولت المدنيين إلى إذكاء الصراع، كما خلص تقرير صادر عن بعثة تقصي الحقائق التابعة لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الثاني عشر من مايو/أيار 2023، بعد توصله إلى مؤشرات قوية حول مقتل أكثر من 500 شخص، تم إعدام الغالبية العظمى منهم بإجراءات موجزة، على يد القوات المالية والعسكريين الروس (مليشيا فاغنر) خلال عملية استمرت خمسة أيام في قرية مورا بمنطقة موبتي في مارس/آذار 2022.

 

كيف تعمل حملات التجنيد؟

يؤكد شهود عيان أن جنود الجيش ورجالا بيضا مسلحين، جمعوا رجالا جنوب شرقي قرية مورا، وأطلقوا النار على رؤوسهم أو ظهورهم أو صدورهم، وألقوا جثثهم في حفرة، فضلا عن تعرض ما لا يقل عن 58 امرأة وفتاة للاغتصاب أو لأشكال أخرى من العنف الجنسي، بحسب ما وثقه فريق بعثة تقصي الحقائق.

جراء تلك الانتهاكات التي لم تتوقف قبل تلك الواقعة وبعدها، نجح خطاب جبهة تحرير ماسينا في جذب أبناء عرقية الفلان، وأقحمهم في الصراع ليستهدفهم الجيش بقوة منذ عام 2015، ومع حلول عام 2016، تدفق المقاتلون إلى معسكرات التدريب الخاصة بتنظيم القاعدة في غابات ومناطق نائية في إقليم سيكاسو جنوبي مالي، كما يوضح الدكتور مادي إبراهيم كانتي، الباحث والمحاضر في كلية العلوم السياسية بجامعة باماكو، والمتخصص في التطرف العنيف وانعدام الأمن ونظام الحكم في مالي.

يقدر أعداد الفلان في مالي بـ2.7 مليون نسمة 

وتوصلت التقديرات الحكومية لحملات تجنيد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بتشكيلاتها المختلفة، إلى نجاحها في جذب خمسة آلاف شاب، خلال عامي 2021 و2022، أغلبهم من قبائل الفلان، يقول الأكاديمي كانتي صاحب كتاب "التحول الديمقراطي في جمهورية مالي منذ عام 1991".

ولم تتوقف تلك الحملات وأحدثها كان في نهاية 2023 واستمر حتى بداية 2024، إذ نظمت الجماعة حملة تجنيد عابرة للدول، استمرت لمدة ستة أشهر في مناطق عملياتها على طول الحدود بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر، حسب تقرير صادر عن مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، في يونيو/حزيران 2024، بعنوان "ماذا وراء توسيع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين نطاق عملياتها في دول الساحل".

ويتلقى المجندون تدريبات عسكرية مكثفة على استخدام أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وتكتيكات الكر والفر، وزراعة العبوات الناسفة كما يقول كانتي، وهو ما وثقه معد التحقيق، عبر صور منشورة في الموقع الرسمي لمؤسسة الزلاقة (الجناح الإعلامي لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين) ويظهر من خلالها مقاتلون يرتدون زيا عسكريا في معسكر يسمى "الصحابي خالد بن الوليد"، في منطقة سيكاسو جنوبي مالي، بينما يخوضون تدريبات على الأعمال الإرهابية واقتحام المعسكرات والمدن والسيطرة عليها.

أحد هؤلاء المجندين كان العشريني المالي محمد أحمد، وجرى تجنيده في إبريل/نيسان 2023 عن طريق ابن عمه المقاتل مع الجماعة منذ عام 2017، ويقول في شهادته على ما جرى بعدما ترك الجماعة:" في البداية أقنعني قريبي بأننا لا بد أن ندافع عن أهلنا وقبيلتنا، ونجاهد من أجل ديننا، لكن بعد سبعة أشهر، ثلاثة منها قضيتها في التدريب، تأكدت أن الجماعة تستغلنا في حرب لا نعرف أهدافها الحقيقية"، مضيفا لـ"العربي الجديد" :"تركت الجماعة نهاية عام 2023، لعدم التزامها بوعودها في دفع رواتب منتظمة للمجندين، ولم أحصل سوى على 200 دولار أميركي كل ثلاثة أشهر".

 

تحول من الولاء إلى التمرد

تبدل موقف قبائل الفلان من الحكومة المالية بسبب الاستهداف الذي يطاول قراها وسط وجنوبي البلاد، بعد موالاة دامت لسنوات للحكومات السابقة، كما يوضح الباحث في الشؤون الأفريقية، الدكتور عمار سيغة، الأكاديمي الجزائري، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة أم البواقي بالجزائر، قائلا: "بدأت حكومة الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا (حكم الدولة بين عامي 2013 و2020) في استهداف قبائل الفلان بعد تأسيس جبهة تحرير ماسينا، وبعد الانقلاب عليه في 19 أغسطس/آب 2020 واصلت الحكومة الانتقالية الحالية برئاسة العقيد أسيمي غويتا عمليات الاستهداف، رغم أن الفلان كانوا حماة للأنظمة المتعاقبة على مالي، ومنهم من وصل إلى أعلى المناصب في البلاد".

انتهاكات الحرب على الإرهاب أججت التمرد في صفوف الفلان

تاريخيا حكم الفلان مالي، بين 1819 و1862، وتمددت دولتهم حتى غينيا على الساحل الأفريقي كما يقول المؤرخ المالي سالم ولد الحاج، أستاذ التاريخ في معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية بتمبكتو شمالي مالي، مشيرا إلى أن آخر حاكم من قبائل الفلان كان ألفا عمر كوناري، ورأس البلاد لفترتين من 1992 وحتى 2002، وهو أول رئيس منتخب، وسلم السلطة بشكل ديمقراطي بعد انتهاء ولايته المنصوص عليها دستوريا، للمرة الأولى منذ استقلال البلاد عن الاحتلال الفرنسي في عام 1960.

ولأن "الفلاني" حكموا مالي عبر ممالك إسلامية، كان لهم تاريخ حافل في الجهاد ضد الفرنسيين، بحسب المؤرخ ولد الحاج، مضيفا لـ"العربي الجديد": "هذا جعل الاستقطاب باسم الدين والجهاد أمر سهل وسط تلك القبائل". ويضيف الدكتور سيغة، إلى ما سبق: "يوافق شباب من قبائل الفلاني للتجنيد في صفوف الجماعات الإرهابية طواعية، لمواجهة الاستهداف والانتقام من الحكومة المالية وجيشها الذي يهاجم قراهم بتهمة انتمائهم للجماعات المسلحة، كما حدث من انتهاكات كالقتل واغتصاب نساء في قرية مورا بمنطقة موبتي في مارس 2022".

و"نفذت قوات الأمن المالية والقوات المتحالفة معها 239 عملية ضد المدنيين، وسط وشمالي البلاد، أسفرت عن مقتل 1021 شخصًا في الفترة من الأول من يناير/كانون الثاني إلى 11 أكتوبر/تشرين الأول 2024، مقارنة بـ 184 عملية أسفرت عن مقتل 632 شخصًا خلال نفس الفترة من العام 2023، وفق ما وثقته منظمة هيومن رايتس ووتش، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في تقرير بعنوان "مالي: أحداث عام 2024"، مشيرة إلى أن جماعات دفاع عن النفس من عرقيات أخرى تعمل بالوكالة في تلك المنطقة نيابة عن الجيش المالي. ومن هنا جاء الهجوم على بلدة كالالا في منطقة سيغو، ذات الأغلبية الفلانية، ردًا واضحًا على هجمات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على عرقية البامبارا (تستوطن غرب أفريقيا وأغلبيتهم يعيشون في مالي) أواخر عام 2023، ما خلط الأوراق عرقيا وساهم في تأجيج الغضب والتمرد.

إلا أن "الإرهابيين لا يمثلون قبيلة بعينها ولا تجوز معاقبة الأبرياء بجرائم غيرهم"، يقول أبابوكوم الزعيم القبلي من الفلاني في مدينة دونزا بمنطقة موبتي لـ"العربي الجديد"، مطالبا الحكومة بعدم تحميل العائلة أو القبيلة ذنب الفرد، والبحث عن حلول عادلة تحمي الأبرياء وتقطع الطريق أمام التطرف في البلاد.

 

فشل حكومي

يقدر أعداد الفلان في مالي بـ 2.7 مليون نسمة من إجمالي 22 مليون نسمة، ويتوزعون في وسط وجنوب مالي، وتحديدا في مناطق موبتي وسيغو وسيكاسو، بحسب الدكتور كانتي، ومن بين أبرز قادتهم أمادو كوفا، أحد رجال الدين الفلانيين، وهو مؤسِّس وأمير جبهة تحرير ماسينا، ونجح في استغلال المظالم المحلية التي يعاني منها رعاة الفولاني، ليستقطبهم في صفوف مليشياته التي يقودها أقاربه وتنتشر في وسط مالي بعدد مقاتلين يصل إلى 1000 مسلح، بحسب تقرير "لغز جماعة نصرة الإسلام والمسلمين والجماعات الإسلامية المسلحة في منطقة الساحل"، الصادر عن مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية (مؤسسة تابعة لوزارة الدفاع الأميركية) في ديسمبر 2020، موضحا أن "قوام الجبهة يتراوح بين ألف و400 مقاتل".

لكن جميع الفلان لا يوالون تلك التنظيمات، إذ عمدت إلى الهجوم على مشايخ الصوفية واستهدافهم لإجبارهم على اعتناق أفكارها المتشددة ما جعل الكثير منهم يغادرون تلك المناطق ولجأوا إلى العاصمة باماكو للنجاة بأرواحهم. في المقابل تلعب بعض القيادات الدينية والقبلية المنتمية إلى الأفكار المتطرفة، دورًا محوريًا في تجنيد الشباب، مثل محمود باري وهو نجل أحمدو باري، زعيم ديني وتقليدي لقبائل الفلان، وانضم لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في عام 2017 وألقي القبض عليه في عام 2019 في بلدة ماسينا بمنطقة سيغو، قبل أن يطلق سراحه في عملية تبادل للسجناء بين مالي وتنظيم القاعدة في عام 2021، ليعود إلى التنظيم بعد الإفراج عنه، بحسب الدكتور كانتي. ومنذ ذلك الحين وهو يقوم بحملات تجنيد تدعو الشباب للانضمام إلى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لمواجهة حكومة بلادهم التي لطالما وصفها بـ"المرتدة"، بحسب مقاطع مصورة لخطبه الدعوية.

تحول باري من موالاة الحكومة المالية إلى داعم للجماعات الإرهابية، كان شديد الخطورة بحسب كانتي، فقد استغل نفوذه القبلي والديني لتجنيد الشباب، ومنحهم وعودا بحمايتهم من استهداف الجيش المالي والانتقام، ما يساعد على ذلك انتشار الفقر والبطالة وهي عوامل تسهل تحويل الرعاة المسالمين إلى مقاتلين إرهابيين، إذ يكابد الشباب المالي ظروفا اقتصادية صعبة، ويعيش 70% من السكان تحت خط الفقر، كما تبلغ نسبة البطالة بين الشباب 30%، بحسب الدكتور كانتي، وهي الدوافع التي أثرت على حياة الشاب إبراهيم ديكو، المنتمي إلى قبائل الفلان في بلدة ماسينا، وجعلته ينضم إلى التنظيم الإرهابي قائلا لـ"العربي الجديد": "لم يكن لدينا عمل أو أمل في الحياة، التحقت بجبهة تحرير ماسينا، لأنهم وعدوني براتب وأمان لعائلتي من الجيش المالي"، لكن ديكو لم يكن مستعدا للقتل والموت في سبيل التنظيم فاستغل أول فرصة للهروب والعودة إلى قريته برفقة اثنين من أصدقائه لا يجدون عملا ولا وجودا حكوميا يفتح لهم أبواب التنمية ما يسهل من مهمة استقطابهم مرة ثانية على يد التنظيمات المتطرفة.

على العكس من ديكو، فقدت الخمسينية فاطمة أحمد ابنها بعدما قضى في هجوم إرهابي لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، شنته على معسكر للجيش المالي في بلدة جورا Dioura  بمنطقة موبتي في عام 2021، تقول أحمد إن ابنها كان عاطلا عن العمل وتجند مع الجماعة في عام 2016، وكان يحصل على مبالغ مالية ضئيلة لا تستحق المغامرة، وتضيف لـ"العربي الجديد": "الآن هو ميت، وأنا أعيش بلا ابن ولا مال". وبألم وحزن تتابع: "حالي هو حال الكثيرات ممن فقدن أبناءهن أو أزواجهن خلال قتالهم مع الجهاديين في حرب لا ناقة لنا بها ولا جمل".

توجهات لا تعالج أساس المشكلة

"فشلت الحكومة المالية في توفير فرص عمل للشباب أو تحسين الظروف المعيشية، مما جعلهم فريسة سهلة للاستقطاب من قبل الجماعات الإرهابية"، تقول أميناتا تراوري، الناشطة الحقوقية في سيكاسو، إحدى المناطق التي تعيش فيها قبائل الفلاني، مضيفة لـ"العربي الجديد": "إذا لم تتم معالجة الأسباب الجذرية لانضمام الشباب إلى الجماعات الإرهابية، مثل الفقر والبطالة وغياب العدالة الاجتماعية، فإننا سنشهد انضمام مزيد من الشباب إلى صفوفها"، وتمول جماعة نصرة الإسلام والمسلمين نفسها من أموال الفدية مقابل الإفراج على الرهائن والتعدين والضرائب، بحسب كانتي.

"هذا ليس تهديدًا للأمن فحسب، بل لمستقبل مالي ككل"، يقول الدكتور كانتي. وتعليقا على ما سبق، يؤكد عثمان أغ المولود، منسق برنامج نزع السلاح وإعادة الاندماج في منطقة موبتي، أن "الفلاني" كغيرهم من قبائل المنطقة المنتشرة في قرى وبوادي مالي، يحتاجون إلى الرعاية لمنع انضمامهم إلى تنظيم القاعدة أو أي تنظيمات إرهابية أخرى.

ولهذا الغرض، أنشأت السلطات الانتقالية في مالي في عام 2019، برنامج نزع السلاح وإعادة الاندماج، بحسب  المولود، مشيرا في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن البرنامج الذي تشرف عليه اللجنة الوطنية لنزع السلاح وإعادة الاندماج استقبل 400 من شباب منطقة موبتي العائدين من معسكرات الجماعات الإرهابية خلال الفترة ما بين 2019 و2023، ويقول إن اللجنة تعيد تأهيل العائدين وتدريبهم على بعض المهن، كالنجارة والسباكة والبناء والزراعة، إضافة إلى تقديم مساعدات مالية لتمويل مشاريعهم الخاصة، مضيفا لـ"العربي الجديد": "من المقرر فتح برنامج إضافي لتجنيد العائدين في صفوف الجيش الوطني المالي". ومن بين المستفيدين من إعادة التأهيل الذي يقدمه برنامج نزع السلاح وإعادة الاندماج، الشاب محمد أحمد، بعدما ترك جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في نهاية العام 2023، وخضع للتدريب على مهن متعددة، بحثا عن فرصة عمل تقيه شر التطرف وتمنحه فرصة للحياة بدلا من الموت جوعا أو برصاص الجيش كما يقول.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية