اختتمت، يوم الخميس، في الدوحة، أعمال مؤتمر "إيكاو" للتسهيلات باعتماد إعلان الدوحة لتسهيلات النقل الجوي الدولي، الذي أكد الأهمية الكبرى للتسهيلات، لضمان كفاءة وسلاسة حركة الركاب والطواقم والبضائع والطائرات عبر الحدود الدولية، كما أقر بأن النقل الجوي له دور أساسي في ربط الناس وتسهيل التجارة وتحسين التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والمساهمة في تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

وحث الإعلان أصحاب المصلحة على اتخاذ عدد من الإجراءات المرتبطة بالإدارة العالمية للتسهيلات، وبتيسير رحلة المسافرين وحماية حقوقهم، والسعي لدعم الابتكار وبناء المهارات في هذا المجال، بالإضافة إلى التركيز على جوانب الصحة العامة، كما دعا الإعلان إلى التعاون الوثيق بين قطاع الطيران وقطاع الصحة العامة والجهات المعنية الأخرى من أجل وضع خطة وطنية للطيران للاستعداد لمجابهة أي أوبئة تهدد الصحة العامة، بما يضمن استمرارية عمليات النقل الجوي بشكل آمن وفعال. 

وقال وزير المواصلات القطري محمد بن عبد الله بن محمد آل ثاني في الجلسة الختامية للمؤتمر: "إن إعلان الدوحة يعد خريطة طريق إرشادية للسياسات المستقبلية في مجال تسهيلات النقل الجوي"، مؤكداً الالتزام المشترك لمنظمة (إيكاو) والدول الأعضاء، والمنظمات الدولية والإقليمية وغيرها من أصحاب المصلحة، بتطوير وتعزيز التسهيلات بكافة أبعادها .

وأشار إلى جهود دولة قطر في تطوير البنية التحتية لقطاع النقل والطيران المدني وتحقيق التنقل الذكي والمستدام، تنفيذاً لرؤية قطر الوطنية 2030، تتسق مع إعلان الدوحة لتسهيلات النقل الجوي الدولي الذي يرسم رؤية استراتيجية تسعى إلى ضمان حركة سلسة وفعّالة للمسافرين وأفراد الطاقم والبضائع والطائرات عبر الحدود.

من جهته، أكد رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" سالفاتوري شياكيتانو "الالتزام بإنشاء آليات تمويل مستدامة تضمن استمرارية وكفاءة برامج التسهيلات التي تمنحها وسائل لتوفير شبكة نقل جوي دولية متاحة للجميع، بمن فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة، واللاجئون، وعديمو الجنسية ودعا إلى ضرورة تعزيز الالتزام والدفع باتجاه تنفيذ إعلان الدوحة لتسهيلات النقل الجوي، حيث يعد هذا الإعلان إطاراً عملياً لهذه التحسينات، من خلال ربط القدرات التقنية بالمسؤوليات الإنسانية ".

واعتبر الأمين العام لمنظمة الطيران المدني "إيكاو" خوان كارلوس سالازار، خلال كلمته التي ألقاها، "إعلان الدوحة لتسهيلات النقل الجوي الدولي" أنه خريطة طريق نحو شبكة طيران عالمية أكثر كفاءة ومرونة واستدامة، ما يتطلب القيام بثلاثة أمور أساسية تتمثل في قيادة التنسيق الحدودي بشكل أقوى، والدفع نحو التحول الرقمي، وبناء توافق عالمي حول تسهيل الطيران"، وقال: "ستدعم منظمة (إيكاو) هذا العمل من خلال الخبرة الفنية، وتعزيز التواصل والتنسيق بين أصحاب المصلحة، وتطوير معايير تناسب كل دولة من الدول الأعضاء في المنظمة".

الجدير بالذكر أن مؤتمر "إيكاو" للتسهيلات الذي استضافت الدوحة فعالياته على مدار أربعة أيام، شهد حضور نحو 120 وزيراً ورئيساً لسلطات الطيران المدني من مختلف دول العالم، وما يقارب 3 آلاف مشارك دولي ومحلي وخبراء وقادة في قطاع الطيران والنقل الجوي، بالإضافة إلى مشاركة 17 منظمة دولية ذات صلة بالطيران المدني، وناقشت جلساته، على مدار أيامه الأربعة، قضايا مهمة تتعلق بالتعاون والتنسيق بين الجهات المعنية مجال التسهيلات، وإجراءات الإفراج الجمركي والشحن الجوي، وسلامة وثائق السفر ومراقبة الحدود، والتعامل مع الأشخاص الممنوعين من الدخول والمبعدين وكذلك اللاجئين وعديمي الجنسية، ومكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وتقديم المساعدة لضحايا حوادث الطيران وأسرهم، بالإضافة إلى بناء القدرات ودعم تنفيذ الدول المعايير إلى جانب الابتكار في التسهيلات، كما شكّل المعرض المصاحب للمؤتمر منصة متميزة للاطلاع على أهم وأحدث تقنيات الإجراءات المستخدمة في مجال تسهيلات النقل الجوي والتعريف بها.