Arab
ستتوسع منافسات دوري الأمم في مختلف القارات، فبعدما كانت البداية في أوروبا، فإن الأيام الماضية حملت تأكيداً بأن التجربة ستُعتمد في أفريقيا، وكذلك في آسيا، من دون الكشف عن التفاصيل الخاصة بالمسابقة ونظام البطولة الذي سيُعتمد والمزايا التي ستحصل عليها المنتخبات من هذه البطولة الجديدة في جدول المسابقات الرسمية. وقد حصل اتفاق بين الاتحادات القارية المختلفة والاتحاد الدولي لكرة القدم على بعث المسابقة، ما يؤكد وجود رغبة في توحيد مختلف المسابقات عبر القارات، رغم صعوبة تنظيم هذه البطولة في قارة أميركا الجنوبية لقلة عدد الاتحادات.
وأعلن رئيس الاتحاد الأفريقي باتريس موتسيبي، يوم السبت الماضي، في الرباط، تنظيم بطولة دوري الأمم الأفريقية على غرار بطولة دوري الأمم الأوروبية على صعيد المنتخبات في السنوات المقبلة بالتعاون مع الاتحاد الدولي، على أن تبدأ المنافسات في عام 2029. وقال رئيس الاتحاد الأفريقي: "قررنا إقامة بطولة كأس دوري الأمم الأفريقية بالتعاون والشراكة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في السنوات المقبلة ضمن خطة تطوير الكرة الأفريقية".
وكان الاتحاد الأفريقي قد أحدث مسابقة خاصة بالأندية، وهي "السوبر ليغ"، ولكنه جربها في نسخة واحدة قبل أن يتراجع عن الفكرة التي انطلقت أساساً بمشروع قدمته أندية أوروبية قوية، قبل أن تتراجع عن الفكرة سريعاً وسط ضغط كبير من الجماهير الغاضبة، كما أن الاتحاد الدولي عارض هذا المقترح بشكل صريح وهدد الفرق بعقوبات في حال المشاركة فيها، وهو ما يؤكد ترابط القرارات بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الدولي، ذلك أن "كاف" قرر تغيير موعد تنظيم كأس أمم أفريقيا التي ستقام كل أربع سنوات بعدما كانت تنظم في كل سنتين، وبالتالي سيُفسح المجال للمسابقة الجديدة.
من جانبه، أكد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في بيان رسمي، سعيه لإطلاق مسابقة جديدة تحت مسمى دوري الأمم الآسيوي، خلال الفترة المقبلة، ضمن خططه الهادفة إلى تطوير كرة القدم على مستوى المنتخبات الوطنية في مختلف أنحاء القارة، وإرساء إطار أكثر تنظيماً واستدامة للمباريات الدولية. وأوضح الاتحاد الآسيوي أن المبادرة تأتي امتداداً للإصلاحات التي شهدتها بطولات الأندية في السنوات الأخيرة، إذ يواصل العمل على إطلاق مشاريع استراتيجية تسهم في تحقيق النمو المستدام، وتعزيز التوازن التنافسي.
وواجهت البطولة انتقادات قوية في أوروبا من اللاعبين الذين يعتبرون أنها من دون جدوى حقيقية، مثل المدرب الألماني يورغن كلوب الذي انتقد سياسة "يويفا" التي لا تراعي مصلحة الأندية واللاعبين، وتزيد عدد المباريات في كل موسم، وهو ما يضرّ أداء اللاعب ويعرضه للمشاكل الصحية نتيجة كثرة المباريات في كل موسم والضغط النفسي القوي الذي يواجهه. وقد تعالت أصوات المعارضة بشكل كبير مع تزايد عدد الإصابات، ووجهت للاتحاد الأوروبي انتقادات بأنه يسعى إلى حصد المزيد من المكاسب المالية على حساب مراعاة صحة اللاعبين وسلامتهم.
وبرزت عدة أسماء أخرى بمعارضتها هذه المسابقة، وآخرها البلجيكي كيفن دي بروين الذي أعلن صراحة أن هذه المسابقة لا فائدة ترجى منها، كما أن الحارس البلجيكي تيبو كورتوا فضّل عدم المشاركة في المسابقة من أجل التمتع براحة والخضوع لتدخل جراحي بسيط كان قادراً على تأجيله. كما أن حارس برشلونة تير شتيغن طلب من مدرب المنتخب الألماني عدم دعوته إلى المعسكر الخاص بهذه البطولة قبل عامين، مفضلاً التمتع براحة بعد مواسم من اللعب المتواصل.
وتجاه هذه الانتقادات القوية، سارع الاتحاد الأوروبي إلى تعديل نظام المسابقة التي باتت مهمة للمنتخبات في قرعة تصفيات كأس العالم وتمنح المنتخبات التي تصل إلى المربع الذهبي أفضلية في مشوار التصفيات، وذلك في محاولة لجعل المسابقة أكثر أهمية لدى المنتخبات واللاعبين.
ومن الواضح أن هذه الفكرة تمهد للتخلي شبه النهائي عن المباريات الدولية، ذلك أن عدد الاختبارات غير الرسمية تراجع بشكل كبير في أوروبا، وباتت مواعيد أسبوع الفيفا مخصصة لخوض التصفيات في مختلف البطولات، بهدف تحقيق المزيد من المكاسب المالية، وبالتالي لن نشهد في السنوات المقبلة مباريات ودية قوية بين منتخبات من قارات مختلفة إلا في مواعيد قليلة بسبب البطولات الجديدة التي تفرض على المنتخبات خوض مسابقة ستزيد من حجم الضغط، ذلك أن الاتحادات القارية لن تكتفي مستقبلاً بتنظيم مسابقة واحدة للمنتخبات، بل ستنظم مسابقتين إضافة إلى منافسات الأندية. وتسمح مسابقة دوري الأمم بدعم مكاسب الاتحاد القارية مالياً لأنها ستشرف على تنظيم المباريات وستكون لها حصة مهمة من المكاسب، وهي من بين الأسباب التي تحفز على تنظيم البطولة لدعم الموارد المالية للقارة.

Related News
تفجير حمص: «داعش» يتبنَّى... ودمشق تتوعَّد
aawsat
17 minutes ago
انفجارات قوية في العاصمة الأوكرانية كييف إثر هجوم صاروخي
aawsat
21 minutes ago
إسرائيل تعترف بـ«جمهورية أرض الصومال»
aawsat
41 minutes ago