3 أفلام "فلسطينية" إلى أوسكار: فرح مؤقّت
Arab
4 days ago
share
  اختيار ثلاثة أفلام "فلسطينية"، تتناول موضوعاً ـ حالة ـ حكاية ـ سرداً فلسطينياً، وإنْ يكن المخرج ـ المخرجة غير فلسطيني، في اللائحة القصيرة لـ"أوسكار" أفضل فيلم روائي دولي (النسخة الـ98، 15 مارس/آذار 2026)، دافعٌ إلى فرحةٍ تعمّ أوساطاً معنية بفلسطين أولاً، وبالسينما الفلسطينية والعربية أساساً. حرب الإبادة الإسرائيلية، المندلعة غداة "طوفان الأقصى" (7 أكتوبر/تشرين الأول 2023)، عاجزةٌ عن الحؤول دون اختيار كهذا. آلة القتل الإسرائيلية، وجزءٌ منها معنوي وأخلاقي وثقافي وإعلامي، تفشل في الحدّ من الاندفاع السينمائي الفلسطيني، علماً أنّ اندفاعاً كهذا لا علاقة له البتة بمهرجانات وجوائز، والبعض القليل المُنجز في العامَين الأخيرَين (2024 ـ 2025) يمتلك شرطه السينمائي، رغم حرب الإبادة تلك. نقدياً، لن يُقدّم الفوز أو عدمه شيئاً إضافياً، مع أنّ المُضاف في حالة الفوز سيؤثّر، وإنْ لفترة قصيرة، في تمديد التعاطف مع الفيلم ونصّه وحكايته، وشخصيته الأساسية. فالراهن، الذي تستلّ التونسية كوثر بن هنية منه حكاية واقعية تجعلها فيلماً بعنوان "صوت هند رجب" (2025)، فعّال في منح مواد حيوية وطازجة لاشتغالٍ، يُفترض به أنْ يكون سينمائياً (جزءٌ كبير من الفيلم سينمائيّ بامتياز)، لا أنْ يقع (الاشتغال) في فخّ الترويج الإعلامي، الذي يقتل فنّ الصورة المتحرّكة (وبقية الفنون والإنتاج الثقافي). والتاريخ، في "فلسطين 36" لآن ماري جاسر و"اللي باقي منك" لشيرين دعيبس (المخرجتان أميركيتان فلسطينيتان)، فعّال بدوره، فحرب الإبادة الإسرائيلية غير مكتفية بشطب الراهن والواقع والآنيّ، لانهماك صنّاعها بتزوير التاريخ وإلغائه معاً. بلوغ اللائحة القصيرة مهمّ، بعيداً عن قراءات نقدية، بعضها مستمرّ في نقاشٍ خاضعٍ لقوة الحكاية وراهنها. توزيع الأفلام الثلاثة تلك في صالات العالم مهمّ بدوره، مع أنّ التأثير المطلوب في الرأي العام الغربي (!) لن يتجاوز "تعاطفاً" و"تفهّماً" (أيكونان عابرين؟)، فالمسألة الفلسطينية أعمق من أنْ تُختزل بأفلامٍ، تُشاهَد فتُثير تساؤلات وربما حماسة الاطّلاع الأكثر والمعرفة الأعمق الغربيَّين (أقول ربما)، مع أنّ أفلاماً كهذه أسرع في الوصول إلى مشاهدين ومشاهدات، عبر مهرجانات وعروضٍ تجارية وثقافية، وعبر نيل فرص مختلفة للترشيح الرسمي لجوائز (أو نيل بعضها)، والجوائز تلك غير مالكة بهاءها السابق. الأسوأ، عربياً، أنّ مسار "أوسكار" الفلسطيني يحجب اختيارات أخرى لجوائز، يراها نقّاد وصحافيون وصحافيات سينمائيون مهمّة بدورها (بافتا البريطانية، غولدن غلوب الأميركية، سيزار الفرنسية، إلخ.). لكنْ، لـ"أوسكار" وهجٌ وجاذبية، مع كلّ العفن الحاصل في أكاديمية فنون الصورة المتحرّكة وعلومها. رغم هذا، ليكن فرحٌ ينتظر فوزاً. وليكن للنقد دورٌ في تخفيف حدّة الانتشاء بمظاهر، يجب ألّا تحجب المسألة الفلسطينية أساساً، والسينمائي في تلك الأفلام أولاً.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows