14 أكتوبر: ملحمة تحرر .. ووحدة تتجدد في وجه الاستعمار الجديد
Party
2 days ago
share

الرشـــــــــــاد برس | تقاريـــــــــــــــر
في الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، يستحضر اليمنيون واحدة من أعظم صفحات النضال الوطني، التي اندلعت شرارتها في عام 1963 ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن، وامتدت لتكون عنوانًا للوحدة الوطنية ومصدر إلهام لحركات التحرر في العالم العربي وأفريقيا.
لقد مثلت ثورة 14 أكتوبر رمزًا خالصًا لإرادة الشعب اليمني، حينما توحدت كل مناطقه شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا، في مواجهة أعتى قوة استعمارية في المنطقة. فلم تكن ثورة جنوبية محلية، بل كانت يمنية بامتياز، انخرطت فيها كل القوى الوطنية، وساهمت فيها كل القبائل والمناطق، من عدن والضالع ولحج وأبين، إلى تعز وصنعاء وحضرموت وشبوة.
وحدة النضال.. نواة للوحدة الوطنية
من أبرز ما ميز ثورة 14 أكتوبر هو التلاحم الشعبي الواسع، حيث انصهرت الفوارق الجغرافية والمناطقية في بوتقة الكفاح الوطني. وكان لهذا النضال دور كبير في تقوية الروابط بين أبناء الشعب اليمني، وأسهم في ترسيخ شعور الوحدة والمصير المشترك. وقد انعكس هذا التلاحم في اندماج القيادات الثورية الجنوبية في مؤسسات الدولة في الشمال بعد ثورة 26 سبتمبر، مثل قحطان الشعبي وعبد الحافظ قائد وسالم زين محمد وآخرين.
كما كانت عدن مركزًا حيويًا لحركات تحررية دعمت ثورة الشمال، واحتضنت تنظيمات وطنية أطلقت لاحقًا شرارة الكفاح المسلح في الجنوب، بعد تأسيس جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل، التي تبنّت الكفاح المسلح كخيار استراتيجي حتى نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967.
إنجازات الثورة.. استقلال وعدالة وهوية وطنية
حققت الثورة أهدافها العظيمة، وفي مقدمتها إنهاء الاستعمار البريطاني بعد 129 عامًا، وتأسيس دولة مستقلة حملت مشروع بناء حديث، ارتكز على العدالة الاجتماعية والإصلاحات السياسية والاقتصادية. فقد تم توزيع الأراضي على الفلاحين، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وتكريس مبدأ المساواة بين المواطنين، وتأسيس مؤسسات دولة وطنية مستقلة عن أي وصاية خارجية.
كما مهدت ثورة أكتوبر لقيام كيان سياسي موحد في جنوب اليمن، ظل متمسكًا بخيار الوحدة اليمنية حتى إعلانها رسميًا في 22 مايو 1990، كتحقيق حقيقي لإرادة شعبية جامعة، وليست مجرد اتفاق سياسي عابر.
في مواجهة استعمار جديد
وإذ نستحضر هذه الذكرى الخالدة اليوم، فإن التاريخ يعيد نفسه بأشكال مختلفة. فكما طُرد الاستعمار البريطاني بالأمس، يتجدد النضال اليوم لمواجهة استعمار جديد يتجسد في الهيمنة الإيرانية التي تمارسها أدواتها الحوثية على أجزاء من اليمن، في انقلاب دموي على الشرعية والجمهورية، وتحدٍّ صارخ لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
لقد أعادت المليشيا الحوثية إنتاج الكهنوت الإمامي بثوب جديد، وسعت لتمزيق النسيج الوطني، وإخضاع اليمنيين لمشروع طائفي دخيل، بدعم مباشر من نظام طهران الذي يحاول فرض وصايته على اليمن عبر السلاح والمليشيات.
ثورة مستمرة.. ومسؤولية تاريخية
إن إحياء ذكرى 14 أكتوبر لا يجب أن يكون مجرد طقس احتفالي، بل دعوة صادقة للتمسك بالمبادئ الكبرى التي انطلقت من أجلها الثورة: الحرية، الاستقلال، الوحدة، العدالة، والدولة المدنية. وهي ذات المبادئ التي يلتف حولها اليوم كل أحرار اليمن في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب الحوثي، ومواجهة الاستعمار الإيراني بصيغته الجديدة.
في الذكرى الـ62، يتجدد العهد مع الأبطال الذين سقطوا دفاعًا عن الوطن، ومع الحالمين بمستقبل يمني حر، موحد، ومستقل، تسوده العدالة، وتحكمه المؤسسات، وتحميه إرادة شعب لا يقبل القيد، ولا يرضخ للاحتلال.

14 أكتوبر: ملحمة تحرر .. ووحدة تتجدد في وجه الاستعمار الجديد

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows