
الرشــــــــــــــــاد بـــــــــــــــــــــرس ــــــــــــــ عربــــــيه
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التوصل إلى اتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي، بوساطة أميركية ومشاركة عربية وإقليمية، يُفضي إلى تنفيذ المرحلة الأولى من “خطة غزة”، في خطوة توصف بأنها محورية على طريق إنهاء العدوان وإنهاء الاحتلال عن قطاع غزة.
وبحسب بيان رسمي صدر عن الحركة، فإن المرحلة الأولى تتضمن وقفًا فوريًا لإطلاق النار، يعقبه مباشرة تنفيذ عملية تبادل أسرى بين المقاومة والاحتلال، في ضوء تفاهمات تم التوصل إليها خلال مفاوضات غير مباشرة في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وقف فوري وتبادل للأسرى
القيادي في حركة حماس أكد أن الاتفاق يشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل المحتجزين الإسرائيليين في غزة، على أن تتم العملية تحت إشراف دولي، وبمراقبة الجهات الضامنة للاتفاق، وفي مقدمتها مصر وقطر وتركيا.
إدخال مساعدات وفتح المعابر
ضمن بنود الاتفاق، تم الاتفاق على إدخال 400 شاحنة مساعدات إنسانية يوميًا إلى قطاع غزة خلال الأيام الخمسة الأولى من سريان وقف إطلاق النار، مع فتح خمسة معابر ومراكز حدودية متفق عليها لتسريع عمليات الإغاثة.
كما ستبدأ المرحلة الأولى بخطوات عملية لإعادة فتح معبر رفح في الاتجاهين، وهو ما اعتبرته حماس “خطوة مهمة نحو تخفيف المعاناة عن أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تحت الحصار منذ سنوات”.
خرائط انسحاب ومقاربة جديدة
وأشار قيادي في حماس إلى أن المفاوضات أفضت إلى تفاهمات بشأن خرائط الانسحاب الإسرائيلي من مناطق في قطاع غزة، رغم وجود تباينات في وجهات النظر مع الاحتلال. إلا أن الأطراف توصلت إلى “مقاربات متفق عليها” تمهّد لانسحاب تدريجي، يُفترض أن يكتمل في المراحل التالية.
مراحل لاحقة ومفاوضات مفتوحة
الاتفاق الحالي يشكّل المرحلة الأولى فقط من خطة متكاملة، سيتم التفاوض بشأن المراحل التالية منها بعد تنفيذ البنود الحالية. وتشمل هذه المراحل المستقبلية ترتيبات ما بعد الانسحاب، وإعادة الإعمار، وضمان عدم عودة الاحتلال إلى القطاع.
حماس تطالب بضمانات دولية صارمة
في بيانها، دعت حركة حماس الرئيس الأميركي والدول الضامنة إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ جميع استحقاقات الاتفاق دون مماطلة أو تنصل، مشددة على أن الحركة تعتبر الانسحاب الكامل والشامل من غزة هو النهاية الطبيعية والوحيدة المقبولة للعملية التفاوضية.
ترمب: يوم تاريخي
الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفي تدوينة له عبر منصة “تروث سوشيال”، أعلن التوصل إلى الاتفاق قائلاً:
“أنا فخور جدًا بأن أعلن أن إسرائيل وحماس قد وقّعتا على المرحلة الأولى من خطة السلام الخاصة بنا… يوم عظيم للعالم العربي والإسلامي، ولإسرائيل، وللولايات المتحدة”.
وأكد أن الاتفاق يتضمن إفراجًا عن الرهائن، وانسحابًا إسرائيليًا إلى خطوط متفق عليها، تمهيدًا لسلام دائم، ووجّه شكره لقطر ومصر وتركيا على دورهم في إنجاح المفاوضات.
خطة ترمب من 20 بندًا
يُذكر أن ترمب أعلن أواخر سبتمبر الماضي عن خطة تتضمن 20 بندًا رئيسيًا، أبرزها: وقف إطلاق النار، تبادل الأسرى، انسحاب القوات الإسرائيلية، نزع سلاح المقاومة، ودخول المساعدات، وهي البنود التي جرى التفاوض حول تفاصيلها خلال مفاوضات شرم الشيخ.
حذر وترقّب
ورغم هذا التطور اللافت، تبقى حالة الحذر مسيطرة، في ظل سجل الاحتلال الطويل من خرق الاتفاقيات، وسط مطالبات فلسطينية بأن تتحمل الدول الضامنة والمجتمع الدولي مسؤولياتهم في ضمان التنفيذ الكامل، وعدم تكرار سيناريوهات الالتفاف والمماطلة.
وفي غزة، يتطلع ملايين الفلسطينيين إلى أن يكون هذا الاتفاق بداية فعلية لإنهاء الحرب والحصار والاحتلال، لا مجرد هدنة مؤقتة تعيد إنتاج المأساة في شكل جديد.
المصدر:رويترز
Related News
