
الرشــــــــــــــــاد بــــــــــــــــرس ــــــ اقتــــــــــصاد
تتصدر الصين السباق العالمي لتصدير الطاقة، مستفيدة من تقدمها التكنولوجي في مجال الطاقة النظيفة، حيث بلغت صادراتها من السيارات الكهربائية، والألواح الشمسية، والبطاريات مستوى قياسيًا بقيمة 20 مليار دولار في أغسطس وحده، بحسب تقرير صادر عن مركز الأبحاث “إمبر” (Ember).
هذا الأداء القوي يضع إجمالي صادرات الصين من التقنيات الخضراء عند حاجز 120 مليار دولار منذ بداية العام، متفوقة بشكل لافت على الولايات المتحدة التي بلغت صادراتها من النفط والغاز حوالي 80 مليار دولار خلال نفس الفترة.
الأسواق الناشئة.. الوجهة الجديدة للهيمنة الصينية
أكثر من نصف صادرات الصين من السيارات الكهربائية تم توجيهها هذا العام إلى الأسواق الناشئة خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز النفوذ الاقتصادي والتكنولوجي لبكين في مناطق واعدة تشهد طلبًا متزايدًا على حلول الطاقة المستدامة.
رغم التراجع الحاد في أسعار التكنولوجيا، فإن الزخم الصيني لم يتأثر، بل واصل نموه المدفوع بقدرات إنتاجية ضخمة وتكامل صناعي رائد، ما يعزز مكانة الصين كلاعب أساسي في الاقتصاد الأخضر العالمي.
في المقابل.. الولايات المتحدة تراهن على الوقود التقليدي
على الجانب الآخر، تواصل الولايات المتحدة الاعتماد على صادرات الوقود الأحفوري لتعزيز موقعها في سوق الطاقة الدولية، حيث شكّلت صادرات النفط والغاز العمود الفقري لعائداتها البالغة 80 مليار دولار حتى نهاية يوليو الماضي.
ورغم الطموحات الأميركية في مجال الطاقة المتجددة، إلا أن التفوق في الوقت الحالي يصب لصالح بكين، التي تمكنت من فرض تقنياتها على خارطة الطاقة العالمية، مستفيدة من خبرات تراكمية ودعم حكومي واسع للقطاعات الخضراء.
مشهد جديد لمستقبل الطاقة
تشير المؤشرات الحالية إلى أن مستقبل تصدير الطاقة بات يشهد تحوّلاً واضحًا من الوقود الأحفوري نحو التقنيات النظيفة، مع دخول لاعبين جدد من الأسواق الناشئة، وازدياد الطلب على الابتكار في مجالات التنقل الكهربائي والطاقة الشمسية وتخزين الطاقة.
بهذا الأداء، تواصل الصين إعادة رسم خارطة الاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين، مدفوعة باستراتيجية تكنولوجية محكمة، ورؤية طويلة المدى لتعزيز ريادتها في الاقتصاد الأخضر.
المصدر: رويترز
Related News
