
في كل محطة وطنية أو سياسية، تظهر المرأة الإصلاحية كرافعة أساسية للنضال والبناء، تحمل على عاتقها رسالة مزدوجة، وهي الدفاع عن الوطن والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية.
منذ تأسيس التجمع اليمني للإصلاح قبل خمسة وثلاثين عامًا، وضعت المرأة الإصلاحية بصمتها في مختلف ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، محافظة على الهوية الوطنية، ورافعة لقيم الحرية والكرامة.
لقد أثبتت المرأة الإصلاحية، من خلال حضورها المستمر في الميادين المختلفة، أنها شريك في البناء، وقوة فاعلة قادرة على مواجهة التحديات، وتحمل المسؤوليات، والمساهمة في صياغة مستقبل اليمن الجديد.
هذا الدور يتجلى بوضوح من خلال الأنشطة المتعددة من الندوات، والدورات التدريبية، والمهرجانات التي نظمتها دائرة المرأة في المحافظات اليمنية خلال الأسابيع الماضية، والتي جاءت كاستثمار حقيقي في العقول والطاقات النسوية.
فمهما كانت الظروف والتحديات التي تواجه الوطن جراء الانقلاب الحوثي على الدولة، تبقى المرأة الإصلاحية نموذجًا للصمود والعطاء المستمر، وهي شريك لا غنى عنه في مسيرة الحفاظ على الدولة ومكتسبات الثورة والجمهورية.
البرنامج السياسي للإصلاح
يؤمن التجمع اليمني للإصلاح بأن المرأة شقيقة الرجل، متساوية معه في القيمة والكرامة الإنسانية، ومُتمتّعة بمكانة مرموقة في المجتمع، وفقا لما نصّ عليه البرنامج السياسي لحزب التجمع اليمني للإصلاح.
يرى الإصلاح أن ما لحق المرأة من ظلم وتهميش ليس من الإسلام في شيء، بل هو نتيجة تراكمات عصور الانحطاط والموروثات الاجتماعية والثقافية التي يرفضها الدين.
ويستنكر الإصلاح أي نظرة تتجاهل خصوصيات المرأة العضوية والنفسية أو تحاول القفز عليها، مؤكدًا أن المرأة شريكة للرجل في البناء والتنمية، ولذا يسعى لتمكين النساء من ممارسة كافة حقوقهن السياسية والمساهمة في الأنشطة العامة، سواء الشعبية أو الرسمية، بما يعزز دورهن في المجتمع.
ويحرص الإصلاح على إتاحة الفرصة أمام المرأة لتولي المسؤوليات القيادية في مختلف مؤسسات وأجهزة الدولة والحزب، وفق ضوابط الإسلام وهديه.
كما يدعم مشاركتها في جميع القطاعات ومواقع الإنتاج، ويشجعها على الانخراط في النقابات والاتحادات المهنية، والسعي لاستصدار التشريعات الكفيلة بحماية حقوقها وتعزيز مكانتها، بما يضمن مشاركتها الفاعلة في مسيرة التنمية الوطنية والبناء الاجتماعي.
المهرجانات والاحتفالات الوطنية
تعتبر الفعاليات الاحتفالية والمهرجانات التي تنظمها دائرة المرأة في مختلف المحافظات محطة مهمة لتجديد العهد بأهداف الثورة والجمهورية، وتعزيز الوعي بقيم الحرية والديمقراطية.
من خلال هذه الفعاليات، تتجلّى مشاركة المرأة الإصلاحية الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية، لتجسيد تاريخ الحزب ونضال المرأة إلى جانب الرجل في مواجهة التحديات.
كما تشكّل هذه المناسبات الوطنية والاحتفال بها، منصة للتعبير عن الدور القيادي والإسهام المميز للمرأة في خدمة الوطن والدفاع عن مكتسبات الثورة والجمهورية.
وفي هذا الصدد، احتفت دائرة المرأة بالمكتب التنفيذي للإصلاح في محافظة حجة، يوم السبت 5 أكتوبر 2025، بمدينة مأرب، بذكرى ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر تحت شعار "المرأة اليمنية.. صوت الثورة وقلب الوطن".
تضمنت الفعالية كلمات مؤثرة لقيادات نسائية أبرزت صمود المرأة اليمنية ودورها في مختلف التحولات التاريخية، إلى جانب وصلات فنية وشعرية جسدت معاني الحرية والفداء.
وفي محافظة أرخبيل سقطرى، أقامت دائرة المرأة بمحافظة أرخبيل سقطرى، يوم السبت 5 أكتوبر 2025، حفلاً فنيًا وخطابيًا بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الحزب.
وقد أكدت رئيسة الدائرة، نجوم عبد الله، حرص المرأة الإصلاحية على المشاركة الفاعلة في تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على الإرث الثقافي، مشيدة بالمواقف البطولية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف الجبهات.
وفي شبوة، نظمت دائرة المرأة يوم الأحد، 28 سبتمبر 2025، حفلاً خطابياً، حيث أكدت ندى الخليفي، رئيسة الدائرة بالمكتب التنفيذي، أن المرأة الإصلاحية كانت وما تزال شريكًا أساسيًا في مسيرة الإصلاح، مسلطة الضوء على مساهمتها في العمل التربوي والاجتماعي والسياسي.
وفي البيضاء، أُقيم مهرجان احتفالي يوم الأحد 21 سبتمبر 2025، حضره عدد كبير من القيادات النسوية، وركز على إبراز دور المرأة الإصلاحية جنبًا إلى جنب مع الرجل في حماية مكتسبات الثورة وتعزيز قيم الحرية والديمقراطية.
الندوات السياسية والتثقيفية
تلعب الندوات السياسية والورش المتخصصة التي تنظمها دائرة المرأة دورًا محوريًا في تعزيز الوعي السياسي والاجتماعي لدى الكوادر النسوية، وتمكينهن من الإسهام الفاعل في صنع القرار الوطني.
فمن خلال هذه الفعاليات، يتم تناول القضايا الوطنية الراهنة، واستعراض التجارب التنظيمية والإصلاحية، وتقديم حلول وإستراتيجيات عملية لمواجهة التحديات السياسية والاجتماعية.
كما توفر الورش مساحة للتدريب العملي وتبادل الخبرات، مما يعزز قدرات المرأة على المشاركة القيادية ومواكبة التطورات في مختلف المجالات، ويؤكد مكانتها كشريك أصيل في مسيرة الإصلاح والبناء الوطني.
وفي هذا الصدد، أقامت دائرة المرأة بالتجمع اليمني للإصلاح، يوم الخميس، 18 سبتمبر 2025، ندوة بعنوان "المرأة الإصلاحية رفيقة التأسيس وشريكة البناء"، حيث تناول المشاركون دور المرأة الإصلاحية في مسيرة البناء والتنمية.
وأكد الأمين المساعد لإصلاح المهرة، محمد سعيد كلشات، على أهمية تعزيز مشاركتها في الحياة العامة والسياسية، إلى جانب إسهاماتها النوعية في الدفاع عن الحقوق الوطنية ومواجهة الانقلاب الحوثي.
كما نظمت دائرة المرأة في الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح، يوم السبت، 13 سبتمبر 2025، ندوة أونلاين تحت عنوان "المرأة الإصلاحية.. ثلاثة عقود ونصف العقد من الحضور".
حيث تم استعراض مسيرة المرأة الإصلاحية في ميادين التعليم والمشاركة السياسية والعمل الخيري والإغاثي، مؤكدة أن المرأة كانت دائمًا شريكًا أساسيًا في دعم المشروع الوطني وترسيخ قيم الديمقراطية والتعددية السياسية.
وعلى الرغم من المداهمات التي تعرضت لها الفعالية النسائية بمحافظة حضرموت، يوم السبت، 27 سبتمبر 2025، إلا أن المشاركات عبّرن عن إصرارهن على مواصلة العمل والنشاط، مؤكدات أن هذه الاعتداءات لن توقف مسيرة المرأة الإصلاحية، وأنها ستظل صوتًا حيويًا في دعم الحرية والمشاركة السياسية والاجتماعية.
تأهيل الكوادر النسوية
إضافة إلى ذلك، تمثّل الدورات التدريبية، وورش التأهيل التي تنفذها دائرة المرأة للإصلاح في مختلف المحافظات، لبنة أساسية في بناء قدرات الكوادر النسوية، وتمكينهن من ممارسة أدوار قيادية ومجتمعية بفعالية.
فمن خلال هذه البرامج، يتم تزويد المشاركات بالمهارات العملية والفكرية اللازمة في ميادين الإعلام، والتخطيط، والتفكير الإستراتيجي، فضلاً عن تعزيز المعرفة السياسية والاجتماعية.
وفي ذات السياق، اختتمت دائرة المرأة بالتعاون مع دائرة الإعلام في محافظة المهرة، يوم الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025، دورة تدريبية متخصصة في الإخراج والتصميم للكوادر النسوية، ضمن خطة التأهيل والتطوير الإعلامي.
ركزت الدورة على المهارات العملية والنظرية التي تمكّن المشاركات من أداء دور فاعل ومهني في المجال الإعلامي، معززة الثقة والكفاءة في العمل الميداني.
وفي مأرب، نظمت دائرة المرأة دورة تدريبية حول "التفكير الإستراتيجي"، والتي استمرت عدة أيام وشملت 85 مشاركة من مختلف المحافظات، لتعزيز مهارات التحليل والنقد والتخطيط الإستراتيجي، مما يسهم في بناء قيادات نسوية قادرة على اتخاذ القرار والمساهمة في صياغة السياسات التنظيمية والمجتمعية.
وأكدت عضوات الإصلاح، أن هذه الدورات تؤكد التزام الإصلاح بتمكين المرأة، وإعداد كوادر قادرة على المساهمة الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية، ومواكبة التحديات التي يفرضها الواقع اليمني المعقد.
يشار إلى أن هذه المبادرات والأنشطة التي تنفذها دائرة المرأة تأتي في إطار رؤية الإصلاح لتمكين المرأة وتطوير قدراتها لتكون شريكًا فاعلًا في مسيرة البناء الوطني وصنع القرار.
الدفاع عن الحقوق والحريات
تُجسّد المرأة الإصلاحية دورًا فاعلًا في الدفاع عن الحقوق والحريات الأساسية، وتجسد التزامها بحماية مكتسبات الوطن والمجتمع في مواجهة مختلف أشكال التحديات والانتهاكات.
فمن خلال نشاطها الميداني والسياسي والاجتماعي، تعمل على رفع الوعي بحقوق المرأة وحرية التعبير والمشاركة السياسية، وتؤكد أن دورها لا يقتصر على المناصرة بل يمتد إلى المساهمة في صياغة السياسات واتخاذ القرارات التي تعزز العدالة والمساواة.
ويشكل هذا الدفاع المستمر عن الحقوق والحريات جزءًا أصيلًا من مسيرة المرأة الإصلاحية في خدمة الوطن والحفاظ على مكتسباته، وتجسيدًا لرؤيتها في تمكين المرأة وإشراكها في بناء الدولة المدنية العادلة.
وفي هذا السياق، أدانت دائرة المرأة في إصلاح عدن، يوم الجمعة، 19 سبتمبر 2025، اغتيال الأستاذة افتهان المشهري، معتبرة أن الجريمة محاولة للنيل من دور المرأة في المجتمع وإقصائها عن المشاركة الفاعلة.
ودعت الدائرة السلطات والقوى الوطنية للتضامن والعمل على حماية حقوق النساء وحرياتهن، مؤكدة استمرار المرأة الإصلاحية في أداء دورها الوطني بالرغم من المخاطر.
كما أكدت دوائر المرأة للإصلاح في المهرة والمحافظات الأخرى، التزامها بالثبات والمشاركة الفاعلة في مختلف الأنشطة، رغم المضايقات والاعتداءات التي قد تواجهها، معربة عن عزيمتها على دعم جهود استعادة الدولة وتعزيز قيم الحرية والمساواة.
شراكة حقيقية
ما سبق ذكره على سبيل الإشارة لا الإجمال، يؤكد أن المرأة الإصلاحية أثبتت عبر ثلاثة عقود ونصف العقد من العمل، أن حضورها الفاعل لم يعد مشاركة رمزية، أو تسجيل حضور، بل شراكة حقيقية في مسار النضال وبناء الوطن.
فمن خلال المهرجانات، والندوات، والدورات التدريبية، وإسهاماتها في الدفاع عن الحقوق والمكتسبات الوطنية، تجسّد المرأة الإصلاحية نموذجًا حيًا للصمود والإبداع والقيادة المجتمعية.
وتؤكد المرأة الإصلاحية يوما بعد آخر، أن دورها يبقى حيويًا في مواجهة التحديات، واستكمال مسيرة النضال الوطني إلى جانب أخيها الرجل، لتعزيز المشاركة السياسية والاجتماعية، بما يجعلها رافعة أساسية لتحقيق مشروع الدولة المدنية العادلة، وصوتًا فاعلًا في صناعة المستقبل المنشود.