
بقلم / الشيخ د.محمد شبيبة *
البعض من الساسة والحزبيين، ذكورًا وإناثًا، للأسف مدمنون على الصراعات؛ لا تجده محضرَ خيرٍ أبدًا، ولا يجد راحته إلا في بيئة النزاعات، حيث تكون الخلافات. لا يميل إلى التهدئة، ولا يفضل التصالح، ولا يجنح لحلحلة المشاكل، ولا يرغب في تفكيك عقد الخلاف.
منذ الصباح الباكر، وعلى الريق، يبدأ بالنظر في ملف القضايا التي ينوي إثارتها ونثرها، ثم يكرّس لها كل وقته. وهكذا يمضي يومه: إثارات، نثرات، تحريضات، بلبلة، تصريحات، منشورات. ثم إذا غلبه النوم في وقت متأخر من الليل، فإن آخر ما يسقط من يده عند رأسه هو ملف المحارشة والنغبشة. وهكذا دواليك، لا يكلّ، ولا يملّ، ولا يعقل، ولا يخجل!
وللأسف، كل واحد من هؤلاء يرافقه مجموعة من الإعلاميين والصحفيين الذين يقرعون طبول الفوضى والمحارشة.
إن مثل هؤلاء يهلكون شعوبهم، ومدنهم، وأحزابهم، وبيئة العمل التي يتواجدون فيها. هؤلاء مرضى، والمريض يُعالج، ومن الخطأ التعامل معهم أو الاستماع إليهم.
انبذوهم، لا تُعطوهم وجهًا. أنتم تساهمون – إذا تفاعلتم مع هؤلاء – في تدمير ما تبقى من بلدكم، من دولتكم، من أمنكم، من مستقبل أولادكم.
لماذا يختفي صوت العقل؟
ما بالُ الحكمة لا تحضر في تصرفاتنا؟
متى سنكفّ عن هذا الإرهاق الذي أهلكنا ومزق بلادنا؟
متى سنقول لهؤلاء المرضى: روحوا تعالجوا؟
*وزير الأوقاف والإرشاد
Related News
