
Arab
بعد استقرارٍ دام أكثر من عام، بدأت أسعار اللحوم البلدية والمستوردة تشهد انخفاضاً ملحوظاً في الأردن منذ أسبوعين، بحسب مختصين في القطاع، والذين عزوا هذا التراجع إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطنين والمقيمين، وإلى زيادة المعروض في السوق نتيجة ارتفاع الكلف على المزارعين، وتداعيات موسم الجفاف الذي تعانيه البلاد بسبب تراجع الهطولات المطرية في الموسم الماضي. في المقابل، شهد السوق الأردني ارتفاعاً في أسعار بعض المنتجات الزراعية، خصوصاً البندورة، التي بقيت على انخفاض طوال أشهر عدّة بسبب زيادة المعروض وتراجع الصادرات إلى عدد من الوجهات.
في المقابل، ارتفعت أسعار بعض المنتجات الزراعية منذ مطلع الأسبوع الحالي، ولا سيما البندورة التي قفز سعرها من نحو 20 قرشاً إلى 70 قرشاً للكيلوغرام (قرابة دولار واحد)، إضافة إلى أصناف أخرى مثل الزهرة والباذنجان والكوسا والخيار. وقال مواطنون لـ"العربي الجديد" إن هذه الارتفاعات غير مبررة إطلاقاً، متسائلين عن أسباب القفز المفاجئ في أسعار سلعٍ أساسية لا يمكن الاستغناء عنها. وأشاروا إلى وجود فجوة واضحة بين أسعار السوق المركزي للخضار التابع لأمانة عمان الكبرى والأسعار النهائية في الأسواق المحلية، ما يدلّ على خلل في آلية التسعير يستوجب المعالجة.
تعقيباً، قال رئيس جمعية مربي المواشي زعل الكواليت لـ"العربي الجديد" إن أسعار اللحوم البلدية بدأت بالانخفاض بوضوح خلال الأسابيع الأخيرة، مرجعاً ذلك إلى ضعف الطلب المحلي وارتفاع تكاليف الإنتاج. وأوضح أن الأسعار تراجعت من نحو 11 و12 ديناراً للكيلوغرام إلى ما بين 7.5 وثمانية دنانير، كما انخفضت أسعار اللحوم المستوردة، خاصة الرومانية، من تسعة دنانير إلى نحو سبعة دنانير، ووصلت أحياناً إلى ستة دنانير. (الدينار= 1.41 دولار). وأضاف الكواليت أن الطلب على اللحوم البلدية ارتفع مقارنة بالمستوردة لتقارب الأسعار بينهما، متوقعاً مزيداً من الانخفاض خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع استيراد كميات كبيرة من اللحوم السورية التي تماثل اللحوم الأردنية في الطعم والجودة والسعر. وأشار إلى أن هذه اللحوم ساهمت بشكل كبير في خفض الأسعار وزيادة المعروض.
ولفت إلى الإقبال الكبير عليها، ولا سيما في المناطق الشمالية المحاذية لسورية. وأعلن تصدير أكثر من 600 ألف رأس من الأغنام إلى دول خليجية مؤخراً، بعد إعادة فتح باب التصدير، غير أن الطلب الخليجي شهد تراجعاً في الآونة الأخيرة. ويُقدَّر عدد العاملين بقطاع الثروة الحيوانية في الأردن بأكثر من 80 ألف شخص في مجالات مختلفة، ويُعدّ القطاع مصدر رزقٍ أساسياً لكثير من الأسر. وأكّدت الحكومة استمرارها في دعم القطاع عبر تخصيص نحو 90 مليون دينار (130 مليون دولار) لتوفير الأعلاف بأسعار مدعومة، بهدف تخفيض الكلف وتحفيز المربين على الاستمرار في أنشطتهم.
وبسبب انعدام المراعي الطبيعية هذا العام نتيجة قلة الأمطار، يُتوقع أن يرتفع المعروض من الحيوانات المعدّة للذبح، ما قد يؤدي إلى مزيد من انخفاض الأسعار خلال الأشهر المقبلة مقارنة بالسنوات السابقة. وأظهرت بيانات السوق المركزي تفاوتاً كبيراً بين أدنى وأعلى سعر للكيلوغرام؛ إذ تراوح سعر الباذنجان بين عشرة و20 قرشاً، والبصل بين 20 و30 قرشاً، والبطاطا بين 20 و35 قرشاً، والبندورة بين عشرة و35 قرشاً، والجزر بين 40 و60 قرشاً، والخيار بين 30 و50 قرشاً، والزهرة بين 25 و65 قرشاً، والليمون بين 70 و150 قرشاً، والموز البلدي بين 60 و90 قرشاً.
وبحسب بيانات رسمية، ارتفع المستوى العام للأسعار في الأردن بنسبة 1.94% خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن والزيوت النباتية، في حين شهدت أسعار سلع أخرى ضمن سلة المستهلك انخفاضاً واضحاً، مثل الخضروات وبيض المائدة ومنتجات الألبان.

Related News

إريك ساتي... أن يكون الكسل موهبةً
alaraby ALjadeed
7 minutes ago

"تردد" يسرا الهواري... تأمُّل وارتياب
alaraby ALjadeed
17 minutes ago
لبنان والمعادلة المستحيلة
alaraby ALjadeed
22 minutes ago
انفلات الشعبوية
alaraby ALjadeed
22 minutes ago