
المؤتمر، الذي نظمته جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، جاء احتفاءً باختيار اللغة الصينية لغة رئيسية للجائزة في نسختها الثانية عشرة عام 2026، وشارك في المؤتمر، الذي احتضنته جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، خبراء وباحثين وأكاديميين، ومهتمين من مؤسسات بحث ونشر إضافة إلى حضور بارز من السفارة القطرية لدى الصين، ووفد الجائزة.
وحملت الجلسة الافتتاحية رسائل عميقة؛ إذ شدد البروفيسور “ليو شين لو” على أن “الترجمة ليست مجرد نقل لغوي، بل جسر حضاري يختصر المسافات بين الأمم ويعزز الصداقة بين الصين والعالم العربي”. في حين أكد ممثل الجائزة، السيد عبدالرحمن المري، أن المؤتمر “خطوة جديدة لترسيخ الحوار والتعددية، ودعم المترجمين الذين يشكلون حراساً للمعرفة ووسطاء للثقافات”.
وتناول المؤتمر قضايا متعددة من تدريس اللغة العربية في الجامعات الصينية، إلى التحديات التي تواجه نقل النصوص الكلاسيكية، وصولاً إلى جدل الذكاء الاصطناعي، بين كونه أداة لرفع كفاءة الترجمة وحدّاً أمام الحفاظ على العمق الثقافي للنصوص. حيث أثرى النقاش عدد من المشاركين الذين مثلوا جامعات كبرى مثل بكين ونينغشيا وقوانغتشو.
واكتسب المؤتمر بُعداً احتفالياً عبر عروض في الخط العربي وعزف العود قدّمها طلاب كلية الدراسات العربية ببكين، ليعكس المشهد انسجام الحروف والأوتار في التعبير عن تلاقي حضارتين عريقتين.
وكان المدير التنفيذي للجائزة، السيد لبيب النحاس، قد قال بأن اختيار اللغة الصينية ضمن دورة 2026 يعكس التزام قطر بدعم الترجمة جسراً للتواصل بين الحضارات، مؤكداً أن اللقاء في بكين سيفتح آفاقاً جديدة للتعاون الثقافي.
وتُعد جائزة الشيخ حمد، التي انطلقت عام 2015 وتبلغ قيمتها مليوني دولار سنوياً، أكبر جائزة عالمية مخصصة لتكريم المترجمين وإبراز دورهم في تعزيز التفاهم الدولي. وقد استطاعت خلال عقد من الزمن أن تتحول إلى عنوان عالمي لحركة الترجمة، ونافذة واسعة على حوار الشعوب.