
تحلّ الذكرى السابعة عشرة لرحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش (1941-2008) هذا العام في ظل حرب الإبادة المستمرة في غزة، وتوقف معظم الأنشطة الثقافية في فلسطين. فمنذ يونيو/حزيران الفائت، أعلنت مؤسسة محمود درويش تأجيل فعالياتها، بسبب إغلاق العديد من مدن الضفة الغربية وقراها، وصعوبة التنقّل بسبب الحواجز، والتوترات الميدانية والأمنية.
هذا المشهد القاتم، لم يمنع من إحياء ذكرى رحيله في داخل فلسطين، من خلال عرض رمزي مسرحي بعنوان "العاشق"، يُقدَّم غداً على مسرح "سرد" في حيفا. وهو عمل غنائي مسرحي، مستوحى من قصائده، ويروي سيرته في محطات البروة، وحيفا، وبيروت، وباريس، وصولاً إلى رام الله، بما تحمله هذه الأمكنة من أبعاد حياتية وشعرية وسياسية.
يبدأ العرض من النكبة، ثم سنوات المنفى، مروراً بحيفا مطلع الستينيات واستحضار قصيدة "بين ريتا وعيوني"، وصولاً إلى باريس في "باريس نائمة في الرسوم على حافة السين"، لينتهي في رام الله مع قصائد "لاعب النرد" و"فكر بغيرك". ويصوّر هذا العمل المسرحي، الذي أعدّه وأخرجه نبيل عازر، تداخل التجربة الشخصية للشاعر مع مسار القضية الفلسطينية، ليختتم بقصيدة "على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة".
كما يستلهم مشاهد من قصيدة "الجدارية"، التي كتبها درويش بعد إجرائه عملية قلب مفتوح في باريس في نهاية التسعينيات، وخروجه من الغيبوبة، التي وصفها في أكثر من مناسبة، على أنها "عودة من الموت". وفي الجدارية، يعرض درويش الموتَ حقيقة وجودية يمكن للفنون أن تنتصر عليه انتصاراً رمزياً، كما في: "هزمتكَ يا موتُ الفنونُ جميعُها".
يذكر أن مؤسسة محمود درويش، اعتادت في السنوات السابقة، إعلان إحياء ذكرى الشاعر، في وقتٍ سابق لتاريخ 9 أغسطس/آب، الذي عادةً ما يبدأ بزيارة ضريح الشاعر، مع تقليد رمزي بوضع الزهور، ومن ثمّ عرض موسيقي، أو قراءة شعرية.
وكانت المؤسسة قد أحيت ذكرى ميلاد محمود درويش في آذار الفائت، مع إعلان عدم منح الجائزة التي تحمل اسمه لهذا العام، نظراً إلى الأوضاع التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

Related News

