
في وقت تواصل فيه آلة الحرب الإسرائيلية ارتكاب مجازرها اليومية بحق المدنيين في قطاع غزة، وتتعاظم التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة، عاد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ليكرّر روايته الملتبسة بشأن نيات إسرائيل تجاه غزة، مدّعيًا في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية أن حكومته لا تسعى لحكم القطاع أو الاحتفاظ به، بل لفرض "محيط أمني" عبر ترتيبات جديدة. تصريحات نتنياهو، التي بدت وكأنها محاولة لتجميل نيات الاحتلال، تتقاطع مع تسريبات إعلامية تشير إلى توجهات إسرائيلية لإعادة احتلال القطاع بالكامل، وسط دعم أميركي وصمت دولي. وفي الوقت نفسه، شدد نتنياهو على ضرورة تسليم غزة لـ"جهة عربية" تتولى إدارتها، شرط ألا تشكل تهديداً أمنياً لإسرائيل، في إشارة واضحة إلى مشروع وصاية خارجية مرفوض فلسطينيًا.
في المقابل، شدّدت فصائل المقاومة الفلسطينية على أن أي احتلال مباشر لقطاع غزة سيكون بمثابة إعلان نيات إبادة جماعية لن يمر دون ردّ قاسٍ، مؤكدة أن المقاومة ستدخل مرحلة جديدة أكثر إيلامًا للاحتلال. وقالت الفصائل في بيان إن غزة لن تُدار من تل أبيب ولا من أي عاصمة أجنبية، وإن أسرى الاحتلال لن يخرجوا إلا من بوابة المفاوضات وبأثمان باهظة. وأضافت أن العدو "واهم إن ظن أنه قادر على إعادة احتلال القطاع أو فرض وصاية عليه"، مؤكدة وحدة الفصائل ميدانيًا في وجه أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة. وأشارت إلى أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تعكس حالة عجز سياسي وميداني عميقة بعد عامين من الفشل في كسر إرادة الفلسطينيين رغم ارتكاب أبشع المجازر بحقهم.
ميدانيًا، لا تزال حصيلة الشهداء والجرحى في ارتفاع مستمر، في ظل استمرار حرب الإبادة. فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة الخميس عن وصول 100 شهيد و603 إصابات جديدة خلال 24 ساعة فقط، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 61 ألف شهيد و152 ألف إصابة منذ بدء العدوان في أكتوبر/تشرين الأول 2023. في الوقت نفسه، حذرت الوزارة من كارثة غذائية متفاقمة بعد تسجيل أربع وفيات جديدة جراء المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا الجوع إلى 197 شهيدًا، من بينهم 96 طفلاً، وسط عجز دولي مطبق عن كسر الحصار المفروض على دخول المساعدات الغذائية والدوائية.
"العربي الجديد" يتابع تطورات حرب الإبادة على غزة أولاً بأول..

Related News



