التغذية النفسية: العلاقة بين النظام الغذائي وصحة الدماغ
Arab
2 hours ago
share

اكتسبت التغذية النفسية اهتماماً متزايداً في الآونة الأخيرة نظراً إلى قدرتها على المساعدة في علاج اضطرابات الصحة النفسية، وهي تقوم على فكرة أن الطعام الذي نتناوله لا يؤثر على أجسامنا فحسب، بل على وظائف الدماغ والصحة النفسية أيضاً.

تشير الأبحاث إلى أن الصلة البيولوجية بين النظام الغذائي والصحة النفسية قد تكون مرتبطة بما يلي:

التهاب الدماغ

أظهرت الأبحاث أن اتباع نظام غذائي غير صحي يحتوي على كميات عالية من السكريات، والدهون المشبعة، والأطعمة المصنعة، والمواد الحافظة، يرتبط مباشرةً بحدوث التهابات الدماغ، الذي يؤثر على وظائف النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين المرتبطة بالمزاج والسعادة، إضافة الى مشاكل الصحة النفسية، مثل القلق والاكتئاب.

الإجهاد التأكسدي (Oxidative Stress)

هو حالة تحدث عندما تكون كمية الجذور الحرة في الجسم أكبر من قدرة مضادات الأكسدة على السيطرة عليها. والجذور الحرة هي جزيئات ضارة، عندما تتراكم بكثرة في الجسم تبدأ في الهجوم على الخلايا وإلحاق الضرر بها وإتلافها.
يلعب النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة دوراً حاسماً في تقليل خطر الإجهاد التأكسدي، مثل تناول الخضروات الورقية والشاي الأخضر، والمكسرات والبذور، والشوكولا الداكنة. ووجدت الأبحاث أنه عندما يتعرض الجسم للإجهاد التأكسدي تزداد احتمالية حدوث اضطرابات نفسية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ثنائي القطب، ويمكن أن يؤدي إلى التهاب عصبي مزمن، وهو عامل خطر لاضطرابات نفسية طويلة الأمد.

محور الأمعاء – الدماغ

تعيش تريليونات من البكتيريا والميكروبات في الأمعاء، وتُعرف مجتمعةً باسم ميكروبيوم الأمعاء. يساعد هذا النظام البيئي المصغر على هضم الطعام ودعم صحة الإنسان الجسدية والنفسية.
ووجدت الدراسات أن هناك تواصلاً مباشراً بين الأمعاء والدماغ يُعرف بمحور الأمعاء – الدماغ (Gut-Brain Axis).
وجدت الأبحاث أن اختلال توازن ميكروبيوم الأمعاء يرتبط سلباً بالصحة النفسية وقد يؤدي إلى القلق والتوتر والاكتئاب واضطرابات النوم.

التعديلات الجينية

وجد الباحثون أن النظام الغذائي المتبع، خاصةً خلال مرحلة الطفولة المبكرة، يؤثر على طريقة عمل الجينات من دون أن يغيّر شفرتها الأصلية، وهذا ما يُعرف بالتعديلات الجينية التي تحمل تأثيرات طويلة المدى على الصحة العقلية والنفسية.
فالغذاء الغني بمضادات الأكسدة والفيتامينات يدعم التعبير الصحي للجينات، ما يساعد في بناء مرونة نفسية وعقلية أفضل.

مرونة الدماغ (Brain Plasticity)

المرونة العصبية هي قدرة الدماغ على تغيير بنيته ووظائفه للتكيف مع الاحتياجات المتغيرة للبيئة، أي القدرة على إنشاء وصلات عصبية جديدة، وتقوية المسارات الموجودة، أو إعادة توزيع الوظائف إذا تضرر جزء منه.
ووجدت الأبحاث أن تكيف الدماغ ومرونته، وخاصةً في مراحل متقدمة من العمر يتأثران كثيراً بالنظام الغذائي المتبع طوال الحياة.

أبرز العناصر الغذائية المفيدة للصحة النفسية:

  • أحماض أوميغا 3 الدهنية: عنصر غذائي أساسي للحفاظ على مرونة الدماغ والصحة النفسية، وتوجد أحماض أوميغا 3 في الأسماك الدهنية مثل سمك السلمون والماكريل والتونة.

  • فيتامينات ب: أظهرت أبحاث وجود صلة بين نقص فيتامين ب والإصابة بالاكتئاب، ووجدت أن مكملات فيتامين ب فعالة، إذ تعمل علاجاً وقائياً أو علاجياً طويل المدى للاكتئاب.

  • فيتامين د: وجدت مراجعة لعدة دراسات بحثية وجود صلة قوية بين نقص فيتامين د واضطرابات المزاج، وبينت أن تناول مكملات فيتامين د، وفيتامين ب9 وأحماض أوميغا 3، ساعدت في تخفيف أعراض الاكتئاب.

  • المغنيسيوم: وجدت مراجعة منهجية وجود صلة بين انخفاض مستويات المغنيسيوم ومشاكل الصحة العقلية وخاصة الاكتئاب. وأشارت المراجعة إلى أن المغنيسيوم قد يكون مفيداً في علاج اضطرابات الصحة العقلية.

  • مضادات الأكسدة: نظراً إلى قدرة مضادات الأكسدة على منع الإجهاد التأكسدي، وجد الباحثون أن اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة، مثل الفواكه والخضروات الغنية بفيتامينات سي وإيه وإي، قد يكون مفيداً في الوقاية من الاضطرابات النفسية، مثل القلق والاكتئاب.

  • البروبيوتيك: وجد الباحثون أن البروبيوتيك ضروري للحفاظ على صحة الأمعاء. ونظراً إلى العلاقة بين الأمعاء والدماغ، قد يساعد تناول البروبيوتيك في الوقاية من اضطرابات الصحة النفسية.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows