بدء تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية بنسبة 50% على البرازيل
Arab
16 hours ago
share

بدأت الولايات المتحدة الأربعاء فرض رسوم جمركية جديدة على العديد من المنتجات البرازيلية المستوردة، مع مواصلة الرئيس دونالد ترامب حملة الضغط على حكومة لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على خلفية محاكمة حليف ترامب اليميني والرئيس السابق للبرازيل جايير بولسونارو. وبموجب ذلك، ارتفعت التعرفات على مروحة واسعة من الصادرات البرازيلية الى الولايات المتحدة من 10 الى 50%، على رغم أن الحزمة الجديدة تتضمن اعفاءات واسعة على منتجات مثل عصير البرتقال وقطاع الطيران المدني، ما سيساهم في التخفيف من وقع الرسوم.

وسجلت الولايات المتحدة فائضا تجاريا مع البرازيل بقيمة 6.8 مليارات دولار العام الماضي، وفقا لمكتب الإحصاء الأميركي. وبينما أكد نائب الرئيس البرازيلي جيرالدو ألكمين في تصريحات صحافية سابقة، أن التعرفات الجديدة ستطاول نحو 36% فقط من صادرات البرازيل الى الولايات المتحدة، أشار محللون الى أنها ستشمل منتجات رئيسية مثل القهوة ولحم البقر والسكر. 

وأصدرت إدارة ترامب الأسبوع الماضي، أمرا تنفيذيا بفرض التعرفات الجديدة على البرازيل، منتقدة المسؤولين في البلاد على خلفية "التهم الجنائية غير المبررة" الموجهة الى بولسونارو، في إشارة الى محاكمة الرئيس السابق بتهمة تدبير محاولة انقلاب. وأمر قاضٍ في المحكمة العليا البرازيلية الاثنين، بوضع الرئيس بولسونارو قيد الإقامة الجبرية لانتهاكه قرارا يمنعه من نشر أيّ تصريحات على وسائل التواصل الاجتماعي في إطار محاكمته.

ويُتّهم الرئيس السابق بمحاولة منع تنصيب الرئيس اليساري الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بعدما هزمه الأخير في انتخابات عام 2022، وهو يواجه عقوبة يمكن أن تصل إلى السجن لفترة طويلة. وأشار البيت الأبيض كذلك الى "سياسات وإجراءات البرازيل غير العادية والاستثنائية التي تضر بالشركات الأميركية، والحق في حرية التعبير للمواطنين الأميركيين، والسياسة الخارجية الأميركية، والاقتصاد الأميركي"، معتبرا أن الخطوات والسياسات الراهنة للحكومة البرازيلي الحالية تهدد اقتصاد الولايات المتحدة وأمنها القومي وسياستها الخارجية.

وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أمس الثلاثاء، إن بلاده ستستخدم كافة الموارد المتاحة، بما في ذلك منظمة التجارة العالمية، للدفاع عن مصالحها، وذلك في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية على السلع البرازيلية. وقال دا سيلفا خلال فعالية في مدينة برازيليا إنه لن يجري اتصالا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب عدم وجود رغبة لدى نظيره في الحديث، ووصف اليوم الذي فرضت فيه الرسوم الجمركية بأنه "الأكثر مدعاة للأسف" في العلاقات بين البلدين. 

والخميس الماضي، تعهّد الرئيس البرازيلي الدفاع عن "سيادة" بلاده، وذلك بعد إعلان الولايات المتّحدة فرض الرسوم الجديدة، إضافة الى عقوبات على القاضي في المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس. كما ندّد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا عقب اجتماعه في واشنطن بنظيره الأميركي ماركو روبيو في أواخر يوليو/تموز، بـ"تدخّل غير مقبول في السيادة الوطنية". على رغم ذلك، لفت خبراء الى وجود إعفاءات واسعة من الرسوم الجديدة.

تعزيز أسواق الصادرات

وأشارت فالنتينا صادر، الخبيرة في الشؤون البرازيلية في المجلس الأطلسي، عن قرابة 700 إعفاء من التعرفات. وقالت في مذكرة بحثية صدرت أخيرا "التعرفات ليست جيدة، لكن كان المتوقع أن تكون أسوأ"، متوقعة أن يتمكن الاقتصاد البرازيلي "من تحمّل الرسوم" الأميركية الجديدة. وأضافت لوكالة فرانس برس "يبدو أن الحكومة تنظر في دعم بعض القطاعات الأكثر تأثرا (بالتعرفات الجديدة)، لكن قد نرى محاولة من البرازيل لتعزيز أسواق صادراتها".

وتأتي زيادة الرسوم الجمركية على الواردات البرازيلية، عشية رفع الولايات المتحدة التعرفات على عشرات الاقتصادات في العالم، من الاتحاد الأوروبي الى تايوان، مع مواصلة ترامب حربه التجارية وسعيه الى إعادة رسم خريطة التجارة العالمية. ومن غير المتوقع أن تتراجع التوترات بين الولايات المتحدة والبرازيل في وقت قريب، خصوصا عقب القرار القضائي بوضع بولسونارو قيد الإقامة الجبرية.

وأوضح القاضي أنّ بولسونارو (70 عاما) انتهك مجدّدا القيود المفروضة عليه بنشره تصريحات تناقلها أنصاره على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الاحتجاجات التي عمّت البلاد الأحد. والرئيس السابق مُجبر على وضع سوار إلكتروني، والبقاء في المنزل خلال المساء وعُطل نهاية الأسبوع، وهو ممنوع من النشر على وسائل التواصل. وأثارت حملة الضغط التي يشنها ترامب غضب العديد من البرازيليين، لكنها زادت من شعبيته لدى قاعدة المناصرين المحافظين للرئيس اليميني السابق. 

وشهدت عدة مدن برازيلية، السبت الماضي، مظاهرات احتجاجية ضد قرار الرئيس الأميركي فرض رسوم جمركية بنسبة 50%. وسار المتظاهرون نحو السفارة الأميركية وقنصلياتها في مختلف المدن في إطار الاحتجاجات التي نظمتها اتحاد الطلاب الوطني البرازيلي. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "ترامب عدو الشعب"، و"البرازيل دولة ذات سيادة"، و"البرازيليون فقط من يقررون مصيرهم". 

وقالت الباحثة إن "البرازيليين لم يتقبلوا ما يعتبرونه تدخلا واضحاً في الشؤون الداخلية والسلطة القضائية المستقلة". أضافت "كان لولا حازما في أن الحكومة منفتحة على الحوار والمفاوضات، ولكن ليس على التدخل الأجنبي في الشؤون البرازيلية"، مشددة على أن "السيادة البرازيلية ليست موضع نقاش". 

(فرانس برس، العربي الجديد)

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows