
استهلّ منتخب السودان مشواره في بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين "الشان 2025" في نسختها الثامنة، التي انطلقت يوم السبت الماضي، والمقامة في كينيا وأوغندا وتنزانيا حتى 30 أغسطس/ آب الحالي، بتعادل أمام منتخب الكونغو بهدف لكل منهما، في المواجهة التي أُقيمت ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة في تنزانيا، وسجّل موسى كانتي هدف "صقور الجديان" في الدقيقة 29، قبل أن يدرك منتخب الكونغو التعادل في الدقيقة 86، ليتقاسم الطرفان نقاط المباراة، ورغم البداية الجيدة لتشكيلة المدرب الغاني، جيمس كواسي أبياه (65 عاماً)، فإن فقدان التركيز في الدقائق الأخيرة أضاع عليها فوزاً كان في المتناول.
وباتت مهمة المنتخب السوداني معقدة في التأهل إلى الدور الثاني، نظراً لقوة المجموعة، التي تضم أيضاً منتخبي نيجيريا والسنغال، وسيلتقي "صقور الجديان" مع نيجيريا في الجولة الثانية يوم 12 أغسطس الجاري، ثم يواجه السنغال يوم الـ19 من الشهر ذاته، ويتطلب الوضع الحالي من منتخب السودان تحقيق نتائج إيجابية في المباراتين المقبلتين، إذ إن أي تعثر إضافي قد يعني خروجه المبكر من البطولة، وهو ما يُشكل ضغطاً كبيراً على الجهاز الفني واللاعبين.
تحديات كبيرة قبل بداية المنافسة
لم تكن تحضيرات منتخب السودان للبطولة مثالية، إذ واجه صعوبات عدة قبل السفر إلى المشاركة في "الشان"، أبرزها التأخر في انطلاق المعسكر التحضيري، بسبب ضغط مباريات الدوري السوداني للنخبة، وقد وصل المنتخب إلى البطولة عقب موسم مرهق شهد مشاركة عدد كبير من لاعبي الهلال والمريخ، ما أثر بدنياً على التشكيلة، وانعكس هذا الاضطراب في الاستعدادات على الأداء، خاصة في الشوط الثاني أمام الكونغو، فقد بدا الإرهاق واضحاً على بعض العناصر.
غيابات مؤثرة أربكت حسابات مدرب السودان
اضطر المدرب كواسي أبياه لخوض المباراة الأولى في البطولة في ظل غيابات ثقيلة للاعبي الخبرة، وعلى رأسهم رمضان عجب ومحمد عبد الرحمن الغربال وياسر مزمل ومحمد أحمد سعيد إرنق، وأضعفت خيارات المدرب، كما حرمت المنتخب من التوازن بين الخطوط، وأثرت كذلك على الفاعلية الهجومية والقدرة على التحكم في الإيقاع خلال الدقائق الحاسمة، خاصة بغياب اللاعبين، الذين يتمتعون بتجربة دولية وخبرة البطولات الكبرى، وهو ما جعل مهمة منتخب السودان أكثر تعقيداً في هذه المواجهة.
أخطاء دفاعية تطيح بانتصار كان في المتناول
رغم الانضباط الدفاعي لمعظم فترات المباراة، فإن منتخب السودان دفع ثمن تراجع الأداء في الدقائق الأخيرة، بعدما جاء هدف التعادل الكونغولي نتيجة خطأ دفاعي قاتل، وتسبب ارتباك مشترك بين المدافعين: الطيب عبد الرازق وياسر عوض في إهدار النقاط الثلاث، ما كشف عن هشاشة في التركيز تحت الضغط، كما أن التغييرات التي أجراها المدرب بدخول مبارك عبد الله وأحمد عبد المنعم طبنجة ومحمد الرشيد ومحمد تية أبو دقن أسد مكان كل من مازن فضل وعبد الرؤوف وعلي عبد الله حمد النيل كبة وموسى كانتي، لم تُثمر عن تسجيل هدف آخر أو الحفاظ على النتيجة، بل ساهمت في تراجع السيطرة الميدانية، ما أفسح المجال أمام الكونغو للضغط وتسجيل هدف التعادل قبل نهاية اللقاء.

Related News

