
دعا القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، مساء الاثنين، أعضاء مجلس الأمن إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي "لوقف المأساة الإنسانية في قطاع غزة، التزاماً بالقانون الدولي الإنساني، الذي يحمّل القوة القائمة بالاحتلال المسؤولية عن توفير ما يلزم لحياة السكان، وتأمين الغذاء والدواء والمياه لهم، وكل ما يلزم للحياة الكريمة، ووقف سياسة التجويع الجماعي التي ترقى إلى جريمة حرب، والضغط بقوة لوقف العدوان والحصار".
وأضاف حمدان في تصريح صحافي أوردته حركة حماس: "المطلوب من مجلس الأمن الدولي قرارات واضحة وملزمة للاحتلال بوقف حرب الإبادة، بما فيها من مجازر وانتهاكات وتجويع وتدمير للحياة المدنية في القطاع، وتلزم الاحتلال بالانسحاب من القطاع وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، ووقف انتهاكاته ضد الأسرى في سجون الاحتلال". وأشار إلى أن "مواصلة الاحتلال الإسرائيلي "سياسته الإجرامية في هندسة التجويع، وتصعيده كل صنوف الإبادة ضد أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزَّة أمام مرأى ومسمع العالم، تعد جريمة ضد الإنسانية، وستبقى وصمة عار تلاحق كل داعمي الاحتلال والمتقاعسين عن منعها ووقفها".
واعتبر "تجاهل العديد من الدول، خصوصًا الإدارة الأميركية وبعض الدول الغربية الداعمة للاحتلال، لجرائم الاحتلال وما يقوم به من حرب إبادة وتجويع لشعبنا في قطاع غزة، وتجاهل أوضاع ومعاناة أسرانا والانتهاكات التي ترتكب ضدهم، مقابل الانحياز الفاضح الذي تظهره الإدارة الأميركية وبعض الدول الغربية للاحتلال وأسراه لدى المقاومة، يمثل سياسة عرجاء تنظر بعين واحدة وتكيل بمكيالين عندما يتعلّق الأمر بالاحتلال الصهيوني وجرائمه".
وحمّل حمدان حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو "المسؤولية الكاملة عن حياة جميع الأسرى (المحتجزين الإسرائيليين) لدى المقاومة، بسبب تعنّتها وغطرستها وتهرّبها من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتصعيد حرب الإبادة والتجويع ضد شعبنا". وتابع: "وفي الوقت نفسه، يتحمّل نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، مسؤولية الحالة التي وصل إليها الأسير الجندي الصهيوني إيفاتار ديفيد، بسبب تصعيد الحصار والتجويع ومنع وصول الغذاء والماء والدواء إلى قطاع غزَّة".
ولفت إلى أن المقاومة الفلسطينية أوضحت "دوماً أن أسرى العدو يأكلون مما يأكل شعبنا المحاصر المجوَّع، ويشربون مما يشرب"، مضيفاً أن معاملتهم تتم "حسب توافر الاحتياجات الإنسانية لدى شعبنا في قطاع غزَّة، فإنهم يعيشون ما يعيشه أهالي غزَّة، بينما تمارس حكومة الاحتلال الفاشية أبشع صنوف التعذيب والانتقام الوحشي والإذلال والقتل البطيء ضد أسرانا في سجونها". وشدد على أن "هذه الانتهاكات وجرائم الإبادة والتجويع التي يرتكبها الاحتلال بحق قطاع غزة وفي الضفة الغربية، وبحق أسرانا في سجونه ومراكز احتجازه، تعد انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية، ما يتطلّب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقفها وإنهائها فوراً".
من ناحية أخرى، انتقد حمدان "استمرار صمت المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية أمام تصاعد هذه الجرائم والانتهاكات بحق شعبنا وأسرانا"، مشيراً إلى أن ذلك "يحمّلهم جميعًا المسؤولية السياسية والأخلاقية والإنسانية عن تداعياتها ونتائجها الخطيرة". وقال إن حركة حماس تجدد تأكيدها استعدادها "للتعامل بإيجابية مع أي طلب للصليب الأحمر بإدخال أطعمة وأدوية لأسرى العدو في قطاع غزة، وضرورة إجبار الاحتلال على فتح الممرات الإنسانية بشكل طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء لعموم أبناء شعبنا".
وأكد أن "كسر الحصار وفتح كل المعابر فوراً، وإدخال الغذاء والماء والدواء بشكل عاجل إلى كامل قطاع غزَّة، هو الكفيل بإنهاء الكارثة الإنسانية في القطاع، وعدم الرضوخ لسياسة الاحتلال المدعومة أميركيًا في توزيع المساعدات ضمن مخطط هندسة التجويع والفوضى".
