
بدأ عمال عدد من مصانع شركة الصناعات الجوية والأسلحة الأميركية بوينغ، اليوم الاثنين، إضرابا عن العمل بسبب الخلاف مع الإدارة على شروط عقد العمل الجديد. جاء ذلك بعد أن رفض أمس حوالي 3200 من العمال أعضاء نقابة الرابطة الدولية للميكانيكيين وعمال الصناعات الجوية (آي.أيه.إم) العمالية الأميركية العاملين في مصانع بوينغ بمدن سان لويس وسان تشارلز بولاية مايسوري وماسكوته بولاية ألينوي عقد العمل المعدل لمدة أربع سنوات الذي قدمته لهم الإدارة.
وهذه المرة الثانية التي يرفض فيها العمال بأغلبية ساحقة مقترحا من إدارة الشركة، بعد رفض المقترح الأول يوم الأحد 27 يوليو/تموز الماضي. وكتبت النقابة على منصة التواصل الاجتماعي إكس، أن "3200 عامل من العمال ذوي المهارات العالية الأعضاء في آي.أيه.إم في بوينغ بدأوا إضرابا في منتصف ليل اليوم لأن الكيل قد فاض"، بسبب مواقف إدارة الشركة. وكان آخر إضراب قامت به النقابة في عام 1996 واستمر 99 يوما. ويقوم أعضاء النقابة المضربون بتصنيع طائرات مقاتلة مثل "أف-16" وطائرة التدريب "تي-7" وصواريخ وذخائر. كما أنهم يقومون بتصنع مكونات لطائرات بوينغ "777 أكس" التجارية.
وجاء التصويت عقب رفض العمال في الأسبوع الماضي، مقترحا سابقا من عملاق صناعة الطيران المتعثر، والذي تضمن زيادة في الأجور بنسبة 20% على مدى أربع سنوات. وصرح سام سيسينيلي، نائب الرئيس العام لمنطقة الغرب الأوسط في النقابة، في بيان: "يُصنّع أعضاء المنطقة 837 للنقابة الطائرات وأنظمة الدفاع التي تحافظ على أمن بلادنا. إنهم يستحقون عقدا يضمن أمن عائلاتهم ويُقدّر خبراتهم الفريدة".
وقال توم بولينغ، أكبر مسؤول محلي في النقابة في بيان الأحد: "لقد تحدث أعضاء منطقة 837 بصوت عال وواضح، إنهم يستحقون عقدا يعكس مهاراتهم وتفانيهم والدور الحاسم الذي يلعبونه في الدفاع عن أمتنا". وأورد رئيس الرابطة براين براينت، الأحد، أن "نقابتنا قائمة على الديمقراطية، ولأعضائنا كل الحق في المطالبة بعقد يعكس مساهماتهم". يذكر أن قادة النقابة أوصوا بالموافقة على الاتفاق السابق الذي جرى التصويت عليه في 27 يوليو/تموز، واصفين إياه بـ"الاتفاقية التاريخية"، ومشيرين إلى أنها ستُحسّن المزايا الطبية والمعاشات التقاعدية وساعات العمل الإضافية، لكن العمال رفضوه.
🚨 STRIKE ALERT: 3,200 highly-skilled IAM Union members at Boeing went on strike at midnight because enough is enough.
— IAM Union (@IAM_Union) August 4, 2025
This is about respect and dignity, not empty promises. https://t.co/2mRlPkmOMm #UnionStrong
وجاء رفض أعضاء النقابة الاقتراح الأخير، أمس، بعد فترة تهدئة استمرت أسبوعا. من ناحيته قال دان جيليان، نائب الرئيس والمدير العام لشركة بوينغ، إير دومينانس، والمدير التنفيذي الأول لموقع سانت لويس: "نشعر بخيبة أمل لرفض موظفينا عرضا تضمن نموا في متوسط الأجور بنسبة 40%، وحل مشكلتهم الرئيسية المتعلقة بجداول العمل البديلة"، مضيفا "نحن مستعدون للإضراب، وقد نفذنا خطة الطوارئ الخاصة بنا بالكامل لضمان استمرار القوى العاملة غير المضربة في دعم عملائنا".
وذكرت بوينغ أنها أرسلت الأسبوع الماضي، عرضا جديدا بخصوص التعاقد إلى الرابطة مع بعض التغييرات الطفيفة في التعويضات لصالح كبار الأعضاء. وأبقى العرض على سياسات وقت العمل الإضافي الحالية والتي كانت بوينج اقترحت تعديلها في أحدث عروضها. ورفضت الرابطة العرض السابق قائلة إنه لم يكن كافيا.
ويزيد الإضراب العمالي من الضغط المالي على قسم الدفاع والفضاء في شركة بوينغ، الذي حقق نحو 30% من إيرادات الشركة حتى الربع الثاني. ولم تعلق الشركة على الفور، وفقا لوكالة بلومبيرغ للأنباء. وتواجه شركة بوينغ صعوباتٍ جمة بعد تحطم طائرتين من طراز بوينغ 737 ماكس، إحداهما في إندونيسيا عام 2018 والأخرى في إثيوبيا عام 2019، مما أسفر عن مقتل 346 شخصا. وفي يونيو/حزيران الماضي تحطمت إحدى طائرات بوينغ دريملاينر التابعة لشركة طيران الهند، مما أسفر عن مقتل 260 شخصا على الأقل.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت بوينغ تحسن إيراداتها في الربع الثاني وتقلص خسائرها. وخسرت الشركة 611 مليون دولار في الربع الثاني، مقارنة بخسارة قدرها 1.44 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
(أسوشييتد برس)

Related News
