في خطوة تعكس التقدّم المتزايد لصناعة الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقّعت الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA)، التي تنظم المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة  (MWC)، اتفاقية مع قطر لاستضافة نسخة جديدة من هذا الحدث العالمي في الدوحة عام 2025. ووقّع الاتفاقية، في برشلونة بإسبانيا، أمس الثلاثاء، الرئيس التنفيذي للجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول، جون هوفمان، مع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطريّ، محمد بن علي المناعي، الذي اعتبرها جزءاً من رؤية قطر الوطنية 2030.

وقال المناعي: "رسخت دولة قطر مكانتها كوجهة رائدة للقمم والمؤتمرات العالمية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، واستضافة المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة تعزز هذا الموقف. ويتوافق هذا الحدث مع التزامنا بتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، حيث نواصل تعزيز اقتصاد رقمي مزدهر ومجتمع رقمي مستدام. كما نتطلع إلى الترحيب بقادة التكنولوجيا وصناع القرار من جميع أنحاء العالم للمساهمة في تشكيل مستقبل التحول الرقمي في منطقتنا وخارجها".

بدوره، أكد الرئيس التنفيذي للجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول، جون هوفمان، أنّ اختيار الدوحة لاستضافة هذا الحدث العالمي بمثابة اعتراف بالجهود التي تبذلها قطر لتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ودعم الابتكار في هذا المجال الحيوي. كما أكد أهمية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كساحة متنامية لصناعة التكنولوجيا، وقدرتها على منافسة باقي الدول.

وأضاف: "رؤيتنا هي أن يصبح MWC الدوحة جزءاً لا يتجزأ من دور قطر الناشئ كمركز عالمي للابتكار الرقمي، وعرض التحول الرقمي في الشرق الأوسط عبر الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس المتقدمة والتنقل الذكي".

تفاصيل المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة

يقام المؤتمر في الفترة من 25 إلى 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025 في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات على مساحة 12,000 متر مربع، وذلك بموجب اتفاقية مدتها خمس سنوات بين الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطرية.

ولا تعني هذه الشراكة نقل المؤتمر من برشلونة إلى الدوحة، بل سيتم تخصيص نسخة للشرق الأوسط على أن يستمر المؤتمر كل سنة في برشلونة، حيث جرى توقيع اتفاقية لتنظيم الحدث حتى عام 2030 في برشلونة، وأبدت جميع الأطراف استعدادها لتجديدها.

أرقام وتوقعات طموحة

جاء الإعلان عن الحدث قبل ستّة أشهر فقط من انطلاقه، ومع ذلك يتطلع المنظمون إلى استقطاب 5000 مشارك من 60 دولة، مع تمثيل مديري بنسبة 40%. ويشير هذا إلى مستوى عالٍ من الحضور من قبل صناع القرار والمسؤولين التنفيذيين. بالإضافة إلى ذلك، سيشهد الحدث مشاركة أكثر من 200 متحدث، مما يوفر منصة غنية لتبادل الأفكار والخبرات.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أشار رئيس الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جواد عباسي، إلى أنّ هذه الشراكة من شأنها تطوير مجال الاتصالات في المنطقة، كما ستساهم في تمكين الشركات من عرض آخر ابتكاراتها في هذا المجال.

تقنيات مستقبلية تنتظر العالم

ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة في الدوحة عرضاً لمجموعة من التقنيات المبتكرة التي ستشكل مستقبل الاتصالات والتكنولوجيا. من أبرز هذه التقنيات، الجيل السادس (6G) للاتصالات، الذي يعد بسرعات إنترنت أعلى بـ1000 مرة من الجيل الخامس، مما سيفتح آفاقاً جديدة للتطبيقات والخدمات الرقمية. كما سيتم استعراض دور الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية، وكيف يمكن أن يحسن مختلف الجوانب مثل الكاميرا والأداء والأمان، بالإضافة إلى أجهزة قابلة للارتداء مثل الساعات والنظارات الذكية التي توفر وظائف متقدمة.

ويأتي هذا الإعلان في أعقاب النجاح الذي حققه مؤتمر M360M السابق في المدينة. وتطمح الجهات المنظمة إلى تحويل المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة في الدوحة إلى مركز عالمي للابتكار الرقمي، وتسليط الضوء على التحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز بشكل خاص على مجالات الذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس، والتنقل الذكي.