
تعمل شركة غوغل على توسيع أنشطتها في تطوير الرقائق في إسرائيل، وتقوم حالياً بتوظيف العشرات من الموظفين لتطوير نوع جديد من رقائق الاتصالات. والشريحة التي يتم العمل عليها هي بطاقة الشبكة (NIC)، وهي مكون أساسي يستخدم للاتصال بين المعالجات الأساسية والرسومات لمعالجة الذكاء الاصطناعي. اليوم، يتم تصنيعها من جانب شركات مثل برودكوم وإنتل وإنيفيديا.
حتى وقت قريب، كان تطوير بطاقة الشبكة من جانب "غوغل" يُعتبر مهمة بسيطة، ولكن انتشار عمليات معالجة الذكاء الاصطناعي جعل المكون ضروريًا للاتصال بين معالجات الرسوميات داخل مزارع الخوادم الكبيرة. وارتفع سعرها وأصبحت "NIC" سلعة ثمينة، حيث تباع بأسعار مرتفعة بشكل خاص من جانب شركة إنفيديا كجزء من مجموعة من شرائح الاتصالات التي طورتها شركة ميلانوكس، الشركة الإسرائيلية التي استحوذت عليها إنفيديا قبل خمس سنوات.
وتحاول شركة إنفيديا تسويق مكونات NIC الخاصة بها إلى جانب مكونات الاتصالات الأخرى في حزمة مخفضة على ما يبدو، ولكن الأسعار لا تزال تجعل من الصعب على شركات التكنولوجيا العملاقة نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مربح.
قبل أربع سنوات، افتتحت شركة غوغل قسمها الخاص لتطوير الشرائح بهدف تطوير مكونات الأجهزة التي من شأنها أن تقلل من اعتمادها على الموردين الخارجيين مثل إنتل، وإنفيديا، وبرودكوم. وتتسابق شركات التكنولوجيا العملاقة الآن لتطوير بطاقة واجهة الشبكة بعدما أصدرت شركات رائدة، مثل OpenAI، على سبيل المثال، مواصفات لتطوير شريحة يمكنها التعامل مع مهام معالجة نموذج اللغة من الجيل التالي.
وبسبب هذا، تتسابق شركات مثل Nvidia وGoogle وAmazon لتطوير معالجات NUC جديدة داخليًا. لقد قامت شركة غوغل في السابق بتطوير معالج NIC يسمى TIN، ولكنها الآن بحاجة إلى تكييف المكون مع العصر الذي تتعامل فيه معظم مهام المعالجة مع نماذج لغوية كبيرة.
شرائح "غوغل" الخاصة
وتعمل شركة غوغل على تطوير شرائحها الخاصة منذ عدة سنوات بمساعدة شركة Broadcom، ولكنها ركزت بشكل أساسي على نواة تسريع الرسوميات، وذلك بهدف تقليل الاعتماد على معالجات الرسوميات من Nvidia وAMD. يُطلق على مُسرّع الرسوميات الخاص بشركة Google اسم TPU، وتستخدمه Google منذ عدة سنوات في استخدامات داخلية واسعة النطاق مثل التعرف على الصور وتطبيقات معالجة اللغة والذكاء الاصطناعي.
وتشتري "غوغل" أيضًا معالجات الرسوميات من Nvidia وحتى Intel، لكن جهود التطوير الداخلي الخاصة بها تزايدت لتقليل اعتمادها على المعالجات الخارجية وزيادة قدرتها على تكييف أجهزتها مع متطلبات عملاء السحابة.
واتخذت أمازون خطوة مماثلة قبل عقد من الزمان؛ إذ استحوذت على Annapurna Labs، وهي شركة إسرائيلية من حيفا، مقابل 370 مليون دولار، بعدما طورت نيك. استثمرت أمازون مئات الملايين من الدولارات في تطوير شرائح إضافية تعتمد على نشاط Annapurna، وهي تشمل حاليًا معالجًا للخدمات السحابية ("Graviton")، ومعالجًا لتدريب الذكاء الاصطناعي ("Trinium")، ومعالجًا لاستدلال الذكاء الاصطناعي ("Inferencia").
وبحسب التقديرات، فإن نشاط تطوير شرائح "غوغل" أصغر من نشاط شركة إنفيديا، ويديره، من بين آخرين، إسرائيليان: أوري فرانك، نائب الرئيس السابق في شركة إنتل؛ وجاي أزارد، الرئيس التنفيذي السابق لشركة مارفل إسرائيل. كما تضم بوابة وظائف "غوغل" في إسرائيل عشرات الوظائف في مجال وحدات المعالجة المركزية (CPUs)، وهي المعالجات المستخدمة لإدارة المهام في الخوادم ومزارع الخوادم، وهذه الصناعة عادة ما تباع من جانب شركات مثل Intel وNvidia.
وبحسب موقع LinkedIn، توظف شركة غوغل نحو 140 مهندساً كهربائياً ومهندس برمجيات في حيفا وتل أبيب، وهي تقوم الآن بتوظيف العشرات من المهندسين الجدد لتطوير الشريحة.

Related News



