الاحتلال يحرم حاصلين على تصاريح من الصلاة في المسجد الأقصى
Arab
3 hours ago
share

جلس قاسم حمامدة (61 عاما)، القادم من بلدة قباطية، جنوب جنين، شمال الضفة الغربية، على حجارة إسمنتية يضعها الاحتلال قرب حاجز قلنديا، شمال القدس المحتلة، منذ ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، في انتظار أن يخرج رفاقه الذين قدموا معه في الحافلة ذاتها، حيث تمكنوا من الدخول للصلاة في الأقصى وهو لم يتمكن رغم حصوله على تصريح مسبق.

ينتظر حمامدة حتى ساعات العصر، كونه لا يستطيع العودة دون الحافلة التي قدم بها، في ظل صعوبة المواصلات يوم الجمعة، وبسبب الأوضاع الاستثنائية في جنين بسبب عدوان الاحتلال المتواصل. ويقول حمامدة لـ"العربي الجديد"، إنه ومنذ يوم الاثنين الماضي تقدّم عبر الآلية المعلنة من الاحتلال لتصريح، عبر تطبيق على الهاتف يسمى "المنسق"، وحصل على إشعار بقبول طلبه، لكن الجنود على الحاجز صباحا أبلغوه بأن لا تصريح له. حاول حمامدة أكثر من مرة دون جدوى، وقرر الانتظار والصلاة في أحد مساجد مخيم قلنديا المجاور.

حالة حمامدة ليست نادرة، فبدران ناصر، القادم من قرية أبو قش، شمال رام الله، وسط الضفة الغربية، هو الآخر منعه الجنود من الوصول إلى القدس والأقصى. يقول ناصر لـ"العربي الجديد"، إنه حصل أخيرا على "البطاقة الممغنطة"، التي تمثل أحد شروط الحصول على تصريح للصلاة، وتقدم لها خصيصا من أجل الصلاة في الأقصى، وعلى مدار ثلاثة أيام حاول الحصول على تصريح عبر تطبيق الهاتف دون جدوى، حتى استطاع في المحاولة الأخيرة وحصل على إشعار بقبول طلبه، أيضا أعاده الجنود دون سبب.

يقول ناصر: "الاحتلال يهدف إلى مزيد من التقييدات ومراقبة كل من يدخل ويخرج، والجنود على الحاجز يتعاملون بطريقة سيئة، يصرخون على الناس ويحاولون إهانتهم". ومن أوصرين، جنوب نابلس، شمال الضفة، قدم عاصم عديلي (65 عاما)، في محاولة للتغلب على ما وصله عبر تطبيق الاحتلال بأنه لم يستكمل الأوراق. ويقول عديلي لـ"العربي الجديد": "التطبيق لا يطلب أوراقا لتقديمها". وكان عديلي قد حصل على تصاريح سابقا، لكنه الآن يمنع من الحصول عليها.

قدّم عديلي إلى الحاجز وحاول الدخول، لكن الجنود أعادوه أيضاً. يفسر الأمر بأن الاحتلال يختار عددا محدودا جدا للدخول إلى الأقصى، فقط ليقول أمام العالم إنه يسمح بالعبادة، لكن كثيرين مثله، كما يقول، منعوا من الوصول إلى الأقصى. "متشوق للصلاة في الأقصى"، يقول عديلي، مضيفا أن "شخصا بعمر 65 عاما لا يريد شيئا غير الوصول إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه، لذا سأعيد المحاولة عبر حواجز أخرى غير حاجز قلنديا".

مشكلة آلية الاحتلال التي تفرض للعام الثاني على التوالي لا تراعي كبار السن الذين لا يستطيعون التعامل مع التطبيقات على الهواتف الذكية. بلانكا بركات، من رام الله، قدمت الأسبوع الماضي، وعلى الحاجز تقدمت بطلب تصريح وحصلت عليه وصلّت في الأقصى، لكنها في هذا الأسبوع لم تستطع التسجيل، فهي لا تعرف الرقم السري، حاولت خمس مرات على الحاجز الحصول على حلّ، وحين حصلت على كلمة مرور وتقدمت لتصريح، لم يسمح لها الجنود بحجة أن اسمها لم يدرج على النظام. تتساءل في حديثها مع "العربي الجديد"، عن سبب كل هذه الإجراءات، مطالبة بحرية العبادة.

ويتحول حاجز قلنديا كل يوم جمعة من رمضان إلى ثكنة عسكرية ونقاط للجنود، وجيبات تتحرك بين المواطنين، ومحاولات متواصلة لإهانتهم، وبشكل خاص الصراخ عليهم وإجبارهم على السير بمسارات معينة على الحاجز.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows